مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
اللواء حسن شقير بقيادة الأمن العام.. تراكم خبرات لدورٍ واعد
اللواء حسن شقير بقيادة الأمن العام.. تراكم خبرات لدورٍ واعد ‎الاثنين 17 03 2025 09:38 هيثم زعيتر
اللواء حسن شقير بقيادة الأمن العام.. تراكم خبرات لدورٍ واعد

جنوبيات

مُهمةٌ جديدة أُوكلت إلى اللواء حسن عزّات شقير، بتولي منصب مُدير عام الأمن العام، الذي سيتسلمه اليوم (الاثنين)، من المُدير العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، الذي كان قد تسلّمه من المُدير العام السابق اللواء عباس إبراهيم، بعد إحالتِه على التقاعد، اعتباراً من 2 آذار/مارس 2023.
يتولى اللواء شقير قيادة واحدة من أهم المُديريات الأمنية والخدماتية في لبنان، التي تتجاوز مُهمتها حفظ الأمنِ ومُلاحقة الشبكات العميلة مع العدو الإسرائيلي والخلايا الإرهابية، بملفاتٍ تُعنى بتنظيمِ أوضاع اللاجئين الفلسطينيين والنازحين من سوريا، وعملِ الأجانب.
الضابط المولود بتاريخ 9 آب/أغسطس 1966 في بلدة ميس الجبل - قضاء مرجعيون، تلك البلدة التي اشتهرت برجالاتها المُميّزين، من عُلماءٍ وأدباءٍ، ومُثقفين وجامعين، ورجال أعمال ومُناضلين، ربياه والداه عزات شقير ونجلا بيضون مع أفراد العائلة تربيةٍ سليمة، ترتكز على الإيمان بالله عز وجل، والأخلاق الحميدة، واحترامِ وحبِّ الآخرين ومُساعدتِهم، والدفاع عنهم، وهو ما اتسمت به مسيرة حياته، بتكريس المبادئ التي آمن بها، فعمل عليها، حيث انخرط في المُؤسسة العسكرية مُتطوعاً في العام 1992، بعد انطلاق عجلة مُؤسسات الدولة، ثمرة توقيع "اتفاقِ الطائف".
وقد حرص مع زوجته نجاة بدران، على تربية أولادهما، على تلك القيم والمبادئ، وتشجيع أفراد العائلة على التحصيل العلمي، والدفاع عن الوطن، حيث التحق نجله عزات كضابطٍ في قوى الأمن الداخلي، وهو الآن برتبة رائد، يتولى آمر مفرزة سير بعبدا.
تسلّم في الجيش اللبناني مهامٍ عدة، في المدفعية، وأخرى إدارية وحيوية، وفي مُديرية المُخابرات والتحقيقات، في بيروت والجنوب.
وعُيّن نائباً لمُدير عام جهاز أمن الدولة في آذار/مارس 2022، حيث تابع الملفات التي عمل عليها في مُديرية المخابرات، بمُلاحقة شبكات التجسس والخلايا الإرهابية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى.
وأوكِلَت إليه مهامٌ عدة، داخلية وخارجية، في طليعتها التواصل مع العراق من أجل ضمان استمرارِ تأمينِ الفيول لصالح مُؤسسة كهرباء لبنان، وهو ما تمكن من تحقيقه.
كما كلّفه رئيس الحكومة القاضي الدكتور نواف سلام، خلال شهر شباط/ فبراير 2025، القيام بزيارة رسمية إلى العراق، كانت من ثمارها الإيجابية استمرار دعم لبنان، ليس فقط بتزويده بالمحروقات لإنتاج التيار الكهربائي، بل بتلقّي دعمٍ سياسيّ ولوجستيّ.
وقد حمّله المسؤولون العراقيون دعوةً إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لزيارة بغداد، الذي وعد بتلبيتها، خاصةً أن العراق سيتمكن قريباً من فك قيودِ العقوبات، التي كانت مفروضة عليه، ومما لا شك فيه سيكون للبنان حصةً كبيرةً من التعاون التجاري والاقتصادي.
في المُهمة الجديدة للواء شقير، سينقل تراكم خبرته وعمله على مدى سنواتٍ عدة في الجيش اللبناني وأمن الدولة إلى الأمن العام، مُنطلقاً في مرحلة بالغةِ الدقة والخطورة، وبدورٍ واعد فيه تأكيدٌ على التزام الولاء إلى لبنان الوطن، وأن العدو الوحيد هو الاحتلال الإسرائيلي وأدواته، حيث يُواصل جرائمه وعدوانه ضد أبناء فلسطين ولبنان مُلحقاً الدمارِ في العديد من المدنِ والبلدات، وبينها ميس الجبل، ومن ضمنها منزل عائلة اللواء حسن شقير.
يُؤمن اللواء شقير أن مُؤسسة الأمن العام، كما المُؤسسات الأمنية الأخرى، هي من أجل حفظ الأمن والاستقرار بمُواجهة من يُحاول زعزعته، والعمل على تأمين الحماية للمُواطنين، وتوفير أفضل الخدمات لهم، خاصة أن مهام المُديرية تشمل كل ما يتعلق بالأوراق الثبوتية للبنانيين في مناطق اغترابهم.
كما أن الأمن العام يُعنَى بقضية النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، الذين ارتبط بصداقاتٍ مع العديد منهم، بعدما وعى باكراً قضيتهم مع العائلة وأهالي البلدة، التي تتداخل أراضيها مع الأراضي الفلسطينية المُحتلة، وتُطل عليها، بانتظار لحظة التحرير والعودة.
مرحلة جديدة لابن ميس الجبل والمُؤسسة العسكرية في المُديرية العامة للأمن العام، على الرغم من تعرضه للسهام خلال مراحل التداول بأسماء المُرشحين، التي لن تتوقف، لأنها ضريبة النجاح.
لكن، كما تمكّن اللواء شقير من تجاوز شرائك الألغام في مراحل سابقة، فبإمكانه الاستمرار في ذلك، خاصة أن أعين المُراقبة المحلية والعربية والدولية، هي على الأداء والنتائج والشفافية، في إطار الخطة التي تنتهجها حكومة القاضي الدكتور نواف سلام، والأولى في عهدِ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وتطبيق ما أعلن عنه في قسم الانتخاب، وتنفيذ برنامج "حكومة الإصلاح والإنقاذ".

المصدر : اللواء