لبنانيات >أخبار لبنانية
موائد الرحمن الرمضانية ما أصلها في التاريخ الإسلامي؟
موائد الرحمن الرمضانية ما أصلها في التاريخ الإسلامي؟ ‎السبت 22 03 2025 10:13
موائد الرحمن الرمضانية ما أصلها في التاريخ الإسلامي؟

جنوبيات

تنتشر موائد الرحمن في العديد من الدول العربية والإسلامية في شهر رمضان، ويعود أصل هذه العادة بحسب التاريخ الإسلامي إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يقوم عليه الصلاة والسلام بإرسال وجبات السحور والفطور في رمضان مع الصحابي بلال بن رباح إلى وفود قدمت من الطائف واستقرت في المدينة بعدما أعلنت إسلامها.

وتسجل كتب التاريخ أن الخلفاء الراشدين قد سنوا هذه السُنّة أيضا من بعد رسول الله، حيث كان الخليفة عمر بن الخطاب يقيم الدور لضيافة وإفطار الصائمين، وتطورت الفكرة لتصبح تدريجياً على ما هي عليه الآن في الدول العربية المختلفة، حيث يحرص أهل المدينة المنورة اليوم على إقامة الموائد بنيل نيل فضل إكرام زوار مسجد رسول الله، فيما توزع الإفطارات مجانا في مكة على المعتمرين والزوار.
في مصر تعود تسمية " موائد الرحمن" إلى عالم الديار المصرية الليث بن سعد بن عبد الرحمن، الذي اشتهر بمساعدة الفقراء والمساكين بطرق عديدة، وكانت إحدى هذه الطرق إنشاء موائد طعام خارج منزله للفقراء وعابري السبيل، حيث بدأ المسمّى الحقيقي للمائدة على اسم جده "عبدالرحمن"، وقد استمر فيها حتى وفاته عام 791 ميلاديا.
واستمرت إقامة الموائد في شهر رمضان لترحّب بجميع المحتاجين، وقد نقلت التسجيلات التاريخية انه كان يخرج من قصر الخليفة الفاطمي قرابة الـ1100 قِدر من جميع أنواع الطعام لتُوزع على الفقراء، وسُمِّيت مائدته بـ"دار الفطرة".
وفي عهد هارون الرشيد اعتاد طيلة حكمه الذي استمر 23 عاماً على إقامة موائد الرحمن طيلة شهر رمضان في حديقة قصره، وكان يتنكر في ملابس بسيطة ومتواضعة، لكي يتمكن من التجوال بحرية بين الصائمين ويسألهم عن أحوالهم، بحسب ما نقلت الكتب التاريخية.
وفي محتلف الدول العربية حالياُ تحرص الجميعات والخيرون على إقامة موائد الرحمن لليتامى والأطفال وكبار السن، وتقوم الجهات الخيرية بالتعاون مع مطابخ إنتاجية لطهي الطعام وتوزيعه على منازل الفقراء والمساكين دراء للإحراج على الملأ، كما يوزع البعض إفطارات بسيطة تتكون من لبن وتمر أو حساء الشوربة على المصلين في المساجد عند آذان المغرب كسبا لأجر تفطير الصائم.

المصدر : جنوبيات