لم تكن الضربات الأميركية على مواقع الحوثيين في اليمن بالأمر الجديد، إذ سبق أن نفّذت واشنطن عمليات مماثلة خلال عهد الرئيس السابق جو بايدن. لكن وفقًا لتحليل أجرته وكالة "أسوشييتد برس"، فإن الحملة العسكرية الحالية في عهد الرئيس دونالد ترامب تبدو أشمل وأكثر توسعًا من سابقاتها.

وأشارت الوكالة إلى أن الاستراتيجية الأميركية لم تعد تقتصر على استهداف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، بل باتت تشمل استهداف قيادات حوثية بارزة، إلى جانب تنفيذ غارات جوية على مناطق سكنية ومدن رئيسية خاضعة لسيطرة الجماعة.

تحركات عسكرية أميركية مكثفة
وكشفت صور أقمار اصطناعية، حلّلتها الوكالة، عن نقل الجيش الأميركي أربع قاذفات شبح بعيدة المدى من طراز B-2 إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي. وتُعد هذه القاعدة بعيدة عن مدى الحوثيين، ما يتيح للولايات المتحدة تنفيذ عملياتها دون الحاجة إلى استخدام قواعدها في الشرق الأوسط أو الاعتماد على أراضي الحلفاء. كما أظهرت الصور وجود ثلاث قاذفات هناك في وقت سابق من الأسبوع.

في السياق ذاته، نشر الجيش الأميركي صورًا تُظهر انطلاق مقاتلاته لضرب مواقع الحوثيين، بينما نشرت القيادة المركزية الأميركية مقطع فيديو على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) يُوثّق الغارات، مرفقًا بعبارة: "قوات القيادة المركزية الأميركية تهاجم مواقع الحوثي".

ضربات مكثفة واستهداف متواصل
فجر السبت، شنّت الطائرات الأميركية غارات مكثفة على مواقع الحوثيين في اليمن، وسط تقارير عن سقوط قتيل واحد على الأقل. واعترف الجيش الأميركي باستهداف موقع عسكري رئيسي في العاصمة صنعاء، فيما لم تتضح بعد حجم الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن القصف.

وأفادت مصادر "العربية" بأن الغارات استهدفت مناطق متعددة، من بينها صنعاء، الجوف، وصعدة، حيث يُعتقد أن الجماعة الحوثية تمتلك بنية تحتية عسكرية متطورة.

خلفية التصعيد: من غزة إلى البحر الأحمر
يأتي هذا التصعيد في سياق رد أميركي على الهجمات التي نفذها الحوثيون منذ اندلاع الحرب في غزة، بعد الهجوم الذي شنّته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة يوم 7 تشرين الأول 2023. ومنذ ذلك الحين، كثّف الحوثيون هجماتهم الصاروخية على إسرائيل، إضافة إلى استهداف سفن في البحر الأحمر، متهمين إياها بأنها على صلة بتل أبيب.

في المقابل، بدأت الولايات المتحدة، منذ 15 آذار الحالي، حملة جوية واسعة ضد الحوثيين، مؤكدة أن هذه العمليات تأتي ردًا على التهديدات التي يشكلها الحوثيون على الأمن الإقليمي وحركة الملاحة الدولية. ومنذ ذلك الحين، تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة في اليمن غارات أميركية بوتيرة شبه يومية.