بأقلامهم >بأقلامهم
للحفاظ على تراث النبطية دارة محمّد الفضل نموذجًا
للحفاظ على تراث النبطية دارة محمّد الفضل نموذجًا ‎الثلاثاء 1 04 2025 21:36 كامل جابر
للحفاظ على تراث النبطية دارة محمّد الفضل نموذجًا

جنوبيات

بدأت في مدينة النبطية أوّل عمليّة ترميم تراثيّة وفق المواصفات الدقيقة المراعية لهندسة المبنى وعمارته القديمة وتاريخه، تتناول دارة محمّد بك الفضل (1912- 1986) التي تعرّضت لأضرار جسيمة جرّاء وقوع غارتين ثقيلتين للطيران الحربيّ الإسرائيليّ في الحرب الأخيرة كادت أن تودي بالقصر الذي يبلغ نحو مئة عام وشهد على أحداث كبيرة من تاريخ المدينة السياسيّ والاجتماعيّ والتراثيّ.

وكانت وزارة الثقافة اللبنانيّة قد أدرجت دارة آل الفضل في لائحة الجرد العام التي تصنّف العمارات والمواقع التراثيّة، بعدما عُرضت للبيع قبل الحرب المدمّرة التي مارستها إسرائيل في مختلف المناطق اللبنانيّة ومنها مدينة النبطية حيث طاول الدمار حيّزا كبيرًا من العمارة التراثيّة واستهدف أبنية في السوق العتيقة ومنزلي سعيد حسن شاهين والد النائبين والوزيرين السابقين الراحلين غالب وفهمي شاهين، وتوفيق شاهين والد النائب والوزير الراحل رفيق شاهين إلى بيوت تراثيّة عديدة دمّرت عن بكرة أبيها أو نالها قسط كبير من التدمير والأضرار.

دارة في "الجَرد العام"

وكان وزير الثقافة السابق القاضي محمّد وسام المرتضى قد أصدر في الرابع من أيلول (سبتمبر) 2023 قرارًا قضى بموجبه "بإدخال العقار رقم 95 في منطقة النبطية التحتا العقاريّة في محافظة النبطية والذي يضم بيت الفضل التاريخيّ في لائحة الجرد العام للأبنية التاريخيّة". وتضمّن القرار أنّه "بنتيجة الكشف على العقار، تبيّنت أهمّيّة البناء القائم عليه من النواحي التراثيّة والمعماريّة والمدينيّة، ووجوب المحافظة عليه، تقرّر إدخاله في لائحة الأبنية التاريخيّة، ولا يجوز القيام بأيّ عمل من شأنه تغيير الوضع الحاليّ للعقار المذكور، من دون موافقة المديريّة العامّة للآثار المسبقة على الأعمال المنوي إجراؤها والمواد المنوي استعمالها".

بعد بيعها آلت الدار إلى رجل الأعمال حسين فقيه، الذي قرّر ترميمها "بعد أن أصابها ضرر كبير بفعل العدوان الإسرائيليّ على مدينة النبطية، وهذه كانت نيتي قبل أن يصيبها هذا الضرر، فمنذ اللحظات الأولى لامتلاكي هذا القصر الجميل لم أرَ فيه إلّا معلمًا ثقافيًّا وتراثيًّا يحمل في ذاكرته تفاصيل عزيزة وكبيرة من وجه النبطية المتألّق على مختلف الصعد، وفي طليعتها الوجه الثقافيّ والسياسيّ؛ كيف لا وصاحب الدار وبانيها هو السياسيّ المعروف الراحل محمّد بك الفضل ما ساهم في أن تلعب دورًا محوريًّا في حياة المدينة ومنطقتها، يضاف إلى أنّ علم لبنان الاستقلاليّ الأوّل حمل توقيع محمّد الفضل الواضح إلى جانب تواقيع عدد من رجالات الاستقلال" يقول فقيه.

حفاظًا على ذاكرة المدينة

ويضيف فقيه: "هذه الدار زارتها زعامات البلاد، من رئيس الجمهوريّة بشارة الخوري، إلى رئيس حكومة الاستقلال رياض الصلح، والرئيس سامي الصلح والرئيس أحمد الأسعد وغيرهم من نوّاب الأمّة والوجوه السياسيّة والعسكريّة والدينيّة المعروفة، ناهيك بالمسؤوليّات النيابيّة والوزاريّة التي تولّاها صاحب الدار، وهذا يعني أنها حملت في أركانها وزواياها كثيرًا من تاريخ المدينة وذاكرة أهلها، وهذا يزيد من مسؤوليّتنا في الحفاظ عليها كي نحمي جزءًا من هويّة النبطية الاجتماعيّة والإنسانيّة والتراثيّة التي هي هويّة منطقة بأكملها كانت المدينة في خلالها همزة وصل تاريخيّة ولم تزل قائمة حتّى اليوم، إذ إنّ النبطية عاصمة جبل عامل".

اشترى فقيه دارة آل الفضل "والحرب لم تكن قد قامت بعد، ثمّ نال النبطية وأحياءها ما نالها من تدمير منهجيّ لم يوفّر عمارتها التراثيّة، في سوقها وساحتها التي كُلمت بجراح كبيرة. ثمّ أغار الطيران الحربي الإسرائيليّ مرّتين على جوار الدار ليل الـ 11 من تشرين الأوّل (أكتوبر) 2024 ما أدّى إلى تحطّم القرميد العتيق وقاعدته (ثكنة القرميد) والشبابيك الخشبيّة وتصاميم السقوف، ناهيك بكمّيّات كبيرة من الردم والحجارة التي انهالت عليها من البيوت المستهدفة بالغارات وساهمت في تكسير القرميد والثكنة والنوافذ ولم تسلم المنحوتات التي تغطّي الجدران والأشجار التي تحوط الدار وعمرها من عمر الدار بل أكثر".

ستحتفظ الدار باسم بانيها وصاحبها الأوّل "دارة محمّد الفضل"، بتأكيد فقيه الذي يجزم "ألّا تعديلات ستطرأ خلال الترميم يمكنها أن تنتقص من هويّة الدار التراثيّة. وتبين لنا بعد الكشف حجم الضرر الكبير، وأنّ الدار تحتاج إلى كلفة عالية سنقوم بتنفيذها كاملة وعلى نفقتي الخاصّة كي نعيدها إلى سابق عهدها، أيّ إلى نشأة الدار الأولى مع المحافظة الدقيقة على النحوت وما يمكن من الرسوم التي تغطّي بعض السقوف والجدران وبلاط الأرضيّة، وعلى الأقواس وغيرها من بنية العمارة التقليديّة المتوافرة في أركانها".

ويختم: "نعرف أنّ الأمر ليس هيّنًا، لكن عندما تتوافر العزيمة والإرادة يمكننا استعادة الرونق الذي كانت عليه دارة آل الفضل في النبطية وستصبح مؤهّلة لتكون معلمًا ثقافيًّا وتراثيًّا في المدينة".

دار بهويّة خاصّة كاملة

تقدّم فقيه بطلب ترميم إلى بلديّة مدينة النبطية التي باركت الأمر وخفّضت عنه بعض الضرائب لتشجيعه على الترميم وعدم مسّ الدار بأيّ تعديلات إضافيّة أو ناقصة، كذلك ساهمت جمعيّة "بلادي" التي تهتم بالحفاظ على الشأن التراثي في لبنان، في الكشف على أضرار الدار وتحديد ماهيّتها وحجمها من خلال مهندسين متخصّصين، وقدّمت النصائح التراثيّة وساهمت في تدعيم السقوف وعزلها كي لا يصيبها مزيد من الضرر بفعل الطقس والمطر.

تقول رئيسة جمعيّة "بلادي" جوان بجّالي: "إذا تناولنا دارة الفضل هندسيًّا، فهي تحتفظ بحيّز أساسيّ من النسيج العمرانيّ الذي انتشر في جنوب لبنان أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وتحمل في طيّاتها جملة من الأنواع الهندسيّة وكذلك من أنواع الزخرفة، تضاف إليها تصاميم مبتكرة خاصّة بهذه الدار وليست موجودة في مكان آخر، ومنها مجموعة النحوت التي تزيّن مدخلها وعتباتها وبعض أعمدتها".

وتضيف بجّالي: "يوم بنى محمّد الفضل دارته في النبطية بناها على أساس هويّة كاملة تجمع ما بين العمارة والطبيعة التي تحوطها، فكان ثمّة شعار للدار اعتُمد في النحوت وهو كوز الصنوبر المستمدّ من أشجار الصنوبر المعمّرة حولها، وحاليًّا لم تزل موجودة في حديقة الدار". وتردف: "أمّا بالنسبة إلى الزخرفة الداخليّة، فقد استُخدم في الإيوان الأوّل وهو ما يعرف حاليًّا بالصالون سقف جميل يعرف بالبغداديّ، وهي أكثر وسيلة زخرفة مستخدمة في بيوت القرن التاسع عشر، ما يدلّ على رفاهيّة مطلقة، حتّى إنّ ميزة البغداديّ المستخدم في دار الفضل ثلاثيّ الأبعاد، وبطريقة الهندسة الخاصّة بالدار والسقوف تعتبر متقدّمة جدًّا على التاريخ الذي بنيت فيه، في أواسط العشرينيّات من القرن العشرين".

نحو صرح تاريخيّ ثقافيّ

وتلفت بجّالي إلى أنّ "الدار طرأت عليها تعديلات متلاحقة، ويلاحظ ذلك من خلال الشرفة الغربيّة التي أضيفت عليها في أواسط الثلاثينيّات، ما يؤكّد أنّ صاحب الدار كان يضيف إليها ما يحلو له من تطوّر عمليّة نحت الحجر أو ظهور هندسة جديدة وتصاميم حديثة، ما جعلها تشهد أكثر من عمليّة إضافة".

وتتابع: "وقت دراسة الدار هندسيًّا سيظهر معنا تطوّر الفنّ المعماريّ في جنوب لبنان وبخاصّة في النبطية، من هنا تأتي ضرورة المحافظة عليها كي تصبح إرثًا وشاهدًا على حقبة معيّنة من التطوّر العمرانيّ في الجنوب، هي ضرورة كبيرة وأولويّة بالنسبة إلى النبطية وما تحمله من إرث معماريّ جميل يخصّ المدينة، ومنها هذه الدار وهندستها المعماريّة التي تجعلها فريدة من نوعها في جنوب لبنان، والنبطية تحديدًا".

وتخلص بجّالي إلى أنّ هذه الدار "بعد ترميمها سوف تصبح صرحًا تاريخيًّا ويمكن صاحب الدار الحالي، رجل الأعمال حسين فقيه وعائلته، استثماره وتحويله إلى مركز لقاء أو واحدة من الواجهات التاريخيّة للمدينة، فالدار بحدّ ذاتها، بتاريخها الهندسيّ، ولا نحكي هنا عن التاريخ الاجتماعيّ والسياسية الذي لعبته وسط النبطية، هي معلم من معالم عاصمة جبل عامل يمكنها استقطاب الزوّار وفاعليّات مختلفة ثقافيّة أو فنّيّة أو لتكون معرضًا متنوّعًا".

الجغرافيا الأولى للنبطية

من المعلوم أنّ المجتمع "النبطانيّ" تكوّن في بداياته في مناطق سهليّة بوادٍ متسع يتوسّط مجموعة من التلال، قريبة من مصادر المياه، إذ ثمّة ينابيع عديدة كانت تحيط بالقرية القديمة، أيّ الحيّ القديم، الذي صار لاحقًا حيّ السراي، نسبة إلى السرايا العثمانيّة فيه بعدما بنيت نحو العام 1885 على الطراز العثمانيّ. والأرجح أنّ الجغرافيا السكنيّة نشأت على هامش السوق التجاريّة التي كانت تتمتّع بها النبطية منذ عدّة قرون، ليس أقل من 400 سنة، كونها تشكّل ممرًا طبيعيًّا ما فتئ يتوسّط مجموعة من عواصم جبل عامل وجنوب لبنان، صور وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيّا وصيدا وجزّين، إلى كونها معبرًا قديمًا نحو فلسطين وسوريّا والعاصمة بيروت.

كان من الطبيعيّ أن تحتلّ في هذا الإطار مجموعة من التجّار واجهة الاستقطاب والعلاقات والتميّز، إضافة إلى عائلات متمكّنة أصلًا وأربابها من الملّاكين وأصحاب الأراضي الواسعة وبعض العائلات الاقطاعيّة ذات الموروثات السياسيّة والاجتماعيّة والزراعيّة، والأخيرة كانت سائدة ومنتشرة وتحتلّ مراكز أولى على مستوى الجنوب ومنها النبطية حتّى لو أنّها وفدت إليها لاحقًا.

ولن ننسى المغتربين من أبناء النبطية ممّن ولجوا عديدًا من دول العالم واشتغلوا هناك بالتجارة ومشاريع عدّة وفّرت لهم أموالًا رفعت من شأنهم الاقتصاديّ والتجاريّ، لا سيّما بعد عودتهم إلى البلدة الأمّ واستثمارهم في الزراعة وشراء الحقول وأقامة بعض المصالح المتواضعة، ومنها مثلًا معامل لتصنيع التبغ، وكذلك في بناء المحال التجاريّة التي شكّلت في ما بعد نموذجًا أساسيًّا من سوق النبطية التي بدأت تتحوّل إلى مدينة ثمّ عاصمة لجبل عامل.

عمارة تراثيّة تزيّن المدينة

اختار الميسوررون من أبناء النبطية بناء بيوتهم الجميلة على التلال المطلّة على ساحتها الواقعة في واد منبسط، وكان حيّ البياض غربيّ المدينة شاهدًا على نهضة عمرانيّة وتحوُّل نحو الدور الفخمة الجامعة بين العمارة التقليديّة وما يطرأ من حداثة، جميعها بنيت ما بعد العام 1920 وراعى بانوها إطلالتها على وسط المدينة، أيّ على الوسط التجاريّ، الذي كان يظهر بوضوح للقاطنين في حيّ البياض، ويمكّن روّاد السوق والساحة من معاينتها بأمّ العين، إذ لم تكن بعد قد اشرأبّت الأبنية العاليّة وغمرت خلفها هذه البيوت التراثيّة، مثلما غمرت السوق والساحة وبدأتا تضيقان بالمشهد والمساحة.

من هذه العائلات كانت عائلة الفضل قد اتّخذت موقعها السياسيّ الرائد في النبطية بعدما وفدت إلى النبطية من أصول "صعبيّة" واستوطنت فيها وانخرطت في النسيج الاجتماعيّ والسياسيّ والاقتصاديّ، بل وتصدّرته. هذه العائلة بواسطة الزعيم فضل حسن الفضل (1865- 1935) بنت قصرها الشهير نحو العام 1890 على التلّة المتواضعة الأقرب إلى ساحة النبطية وكان من أجمل قصور الجنوب بل وعلى مستوى لبنان، بيد أنّه هدم على نيّة الانتقام قرابة العام 1992 بعد إهماله لسنوات، لم يفقده بنيته التاريخيّة والتراثيّة وجماليته المعماريّة، وكان يمكن ترميمه.

إحدى ميزات القصر التاريخيّة كانت تكمن في أنّه أوّل مكان رفع عليه العلم العربيّ عند انتهاء الحكم العثمانيّ (وفق كتاب تاريخ جبل عامل لمحمّد جابر آل صفا) وقد أُعلنت الحكومة العربيّة المؤيّدة للأمير فيصل في دمشق، من على شرفة هذا القصر في تشرين الثاني (نوفمبر) 1918 بعد انسحاب العثمانيّين. وحضر الأحتفال فضل بك الفضل والمشايخ أحمد رضا وسليمان ظاهر وعبد الحسين صادق ومندوب الأمير إيليا ديب الخوري وأهالي النبطية والجوار. وجرى رفع العلم العربي؛ إلّا أنّ ذلك لم يدم أكثر من سبعة أيّام بسبب السيطرة الفرنسيّة وإعلان الانتداب على البلاد.

دارة محمّد الفضل

اختار محمّد الفضل أن يبني دارته الخاصّة على جبل جميل من مئات الدونمات يحتضن النبطية من ناحيتها الشماليّة الشرقيّة، وكان جبلًا عاليًا مملوكًا من آل الفضل ولم يسبق أن قام عليه بناء سابق، سوى دارة قديمة نشأت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر لآل الفضل عند سفوحها الجنوبيّة، قريبة من وسط المدينة، ولم تزل أطلالها قائمة إلى يومنا هذا. باشر محمّد الفضل بناء دارته على رأس الجبل قبل أن يتحضّر لولوج عالم السياسة كوريث سياسيّ شرعيّ لعائلته، وتحديدًا لعمّه الزعيم بهيج الفضل بعدما تزوج من ابنته عزيزة.

يقول أبناء محمّد الفضل إنّ والدهم بدأ ببناء الدار نحو العام 1924، وإذا ما قارنا تاريخ البناء بعمر صاحب الدار في العام 1912، فيتبيّن أنّه لم يتجاوز آنذاك الثانية عشرة، لذلك يرجّح أن الدار بنيت نحو العام 1928 وجرت الاستعانة بمهندس معماريّ ربّما أنّه فرنسيّ أو إيطاليّ أو مصريّ كون العائلة قد بنت قصرها السابق في وسط الساحة العامّة وهدم لاحقًا في العام 1992 بإشراف مهندس مصريّ.

في وصف الدار وزوّارها

بنيت الدار على نمط معماريّ تراثيّ كان منتشرًا في لبنان، محدّثًا بطرز إيطاليّة أو فرنسيّة، يعتمرها القرميد؛ وتزيّنها واجهة من النحوت الصخريّة والزركشات الهندسيّة والنباتيّة وفي طليعتها كوز الصنوبر الذي تكرّر في أكثر من مكان، ومنها كوزان من الحجم الكبير عند طرفي المدخل الرئيس للقصر، إلى النوافذ المُقنطرة.

أمّا في الداخل، فقد توزّعت الرسوم في السقوف البغداديّة وعلى الجدران بين "مشربيّات" خشبيّة ملوّنة من صنع يدويّ. شارك في بناء القصر معلّمون وعمّال من مغدوشة وشرق صيدا، وكانت الصخور الكبيرة تنقل على الجِمال من مقالع في شرقيّ صيدا إلى النبطيّة، ليتولّى النحّاتون معالجتها وحفرها بأشكال هندسيّة وأزهار ونباتات، ثم تثبيتها حجرًا فوق حجر، ليكتمل الهيكل والمشهد.

يحمل الأرشيف المصوّر لعائلة محمّد الفضل والذي ضاعت نسخه الأولى، جملة من المشاهد التي تمثّل صاحب الدار مستقبلًا الرؤساء بشارة الخوري ورياض الصلح وسامي الصلح وأحمد الأسعد وشخصيّات من الضباط الفرنسيّين، وإلى جانب شخصيّات نبطانيّة في خلال خوض معارك انتخابيّة نيابيّة أو محلّيّة.

وفي العام 1958 اختار أبو السينما اللبنانيّة المخرج محمّد سلمان دارة محمّد الفضل في النبطية لتصوير مقاطع ولقطات من فيلم "اللحن الأوّل" وكان من بطولة وديع الصافي ونجاح سلام ومحمّد سلمان وحسن المليجي وناديا شمعون وكهرمان والثنائي شامل ومرعي وخالد قرانوح وآمال بدر.

لاحقًا قدّم صاحب الدار عددًا من العقارات التي تحوطها إلى ثانويّة السيّدة للراهبات الأنطونيّات في النبطية بعدما بدأت ببناء صرحها التربويّ نحو العام 1955، وبعدها اشترت منه إدارة الثانوية عقارات أخرى. كذلك قدّم عقارات لبناء "المدرسة التكميليّة الرسميّة في النبطية" مطلع الستينيّات، وبين بيع العقارات أو منحها لعدد من أبناء المدينة غير الميسورين، لم يبقً من عقارات الجبل في عهدة الدار وأصحابها إلّا نحو ألفي متر مربّع، لذلك غار القصر وسط تجمّع سكّاني قائم على بيوت عشوائيّة.

للحفاظ على تراث النبطية دارة محمّد الفضل نموذجًا
للحفاظ على تراث النبطية دارة محمّد الفضل نموذجًا
للحفاظ على تراث النبطية دارة محمّد الفضل نموذجًا
للحفاظ على تراث النبطية دارة محمّد الفضل نموذجًا
للحفاظ على تراث النبطية دارة محمّد الفضل نموذجًا
للحفاظ على تراث النبطية دارة محمّد الفضل نموذجًا
المصدر : مناطق نت