بأقلامهم >بأقلامهم
"الأصيل من دام وفاؤه"!
"الأصيل من دام وفاؤه"! ‎السبت 12 04 2025 20:00 القاضي م جمال الحلو
"الأصيل من دام وفاؤه"!

جنوبيات

في مسيرة حياتنا ومحاكاتنا لما يحصل معنا أو حولنا فإنّ بعض العلاقات خُلقت للراحة والتّودّد والرّحمة. 

"سنشدّ عضدك بأخيك".
"إذ يقول لصاحبه لا تحزن".
"وجعل بينكم مودّة ورحمة". 
لم نُخلق للعمل على إثبات حسن النّوايا، ونبش الخفايا، أو نسعى لننتصر على بعضنا في زمن الخلافات، والتّرحّم على ما فات.
 لم نأتِ على هذه الدّنيا لنستنزف أيّامنا في علاقات معقّدة صعبة، ولا لننفق سنين عمرنا ونحن متعبون في زوايا التّهديم والبحث عن قلب سليم. 

كلمات صادقة كفيلة بإنهاء الخلافات. ونظرة أمان قادرة على أن تنزع الخوف من نفوسنا. 
فالحياة تسير بسرعة قياسيّة، وبشكل مخيف. 
والعلاقات وُجدت لتكون بمنزلة "استراحة السّفر" ومتّكأ للقلوب، لا أن تكون طاحونة هواء للتّعب والمشقّة. 

فبعض الكلمات تريحنا نفسيًّا، وتبعث فينا الأمل لمتابعة مسيرة حياتنا على النّحو الأمثل. 
فأسعد السّعداء من أسعد غيره ببسمة، بضحكة، بكلمة طيّبة، بلقاء، بسلام، بتحيّة من القلب. 
وكريم النّفس من شمل أهله والآخرين بكرمه، ودماثة خلقه، وحبّه للخير، وصفاء بصيرته، ونقاء سريرته. 

*الأصيل من دام وفاؤه*، وجاد عطاؤه، وفاض خيره، ولم تغيّره الظّروف، ولا تقلّبات الأيّام، ولا قهر السّنين. 
والطيّب من شعر القاصي والدّاني  بالأمان بوجوده بينهم، يحبّهم ويحبّونه، ويطمئنّ عليهم ويأنسون بقربه. 

سنبتسم وقلوبنا يحدوها الأمل بأنّ بعد العسر يسرًا، وسيتفضّل علينا المولى بمعين فضله الذي لا ينضب. 

اللهمّ يا ربّ أينما كان الهدى فاجعله طريقنا. وأينما كان الرّضا فاجعله رفيقنا. وأينما كانت السّعادة فاجعلها في قلوبنا.
 اللهمّ اغسل قلوبنا من أوجاعها، وارزقنا من فيض كرمك سعادة لا تنقطع، واشرح صدورنا، ويسّر أمورنا يا حيّ يا قيّوم يا ذا الجلال والإكرام.

المصدر : جنوبيات