رأى  المحامي اللبناني علي القاق في حديث خاص ل" جنوبيات"  أنّ المشهد اللبناني اليوم يشهد محاولات جدية للخروج من التحديات المصيرية التي تعصف به, وهذه التحديات برمتها هي صنيعة اللبنانيين أنفسهم الذين لم يتعلموا من الاستعمار ومن تجارب السيطرة التاريخية على الكيان اللبناني, فالخارج يريد أن يكون لبنان بلدًا مشرذمًا مقسّمًا إلى دويلات وفئات متعدّدة, ومنذ بدء دولة لبنان الكبير لم يكن ثمة وفاق وطني بقدر ما كان هناك نفاق وطني, والدليل الامضى على ذلك هو أن لبنان قد اصيب بكل انواع العصبيّات التي خطط لها المستعمر لتكون المسيطرة على العقل اللبناني بشكل واضحٍ وجليٍّ, والسبيل للخروج من الضبابية اللبنانية وفق ما يراه القاق هو الترفع عن الانتماءات اللبنانية الضيقة نحو عامل المواطنة واللقاء مع الٱخر المختلف بغض النظر عن انتمائه, وهنا ثمة واجب علينا بعد كل الاحداث وخاصة الأخيرة منها هو التوحد حول راية وطنية واحدة واسترداد المصداقية الوطنية التي تعتبر المدخل المركزي للانتماء الذي نتحدث عنه.

فيما يتعلق بالمشهد القضائي يؤكد المحامي اللبناني الذي زاول المهنة منذ عقود من الزمن أن ثمة محاولات جدية اليوم نبذلها مع كثر من الحريصين والاوفياء لسلك القضاء لتحصين القضاء وحمايته وإبعاده عن التدخلات السياسية والمصلحية, وقد قدمنا اخبارا  في ٢٧ تشربن الثاني 2019  للنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات حول الإثراء غير المشروع لموظفي الفئات الاساسية, لذلك ما زال نضالنا مستمرا لبلوغ قضاء نزيه مستقل موضوعي لا يبتغي شيئا سوى العدالة والنزاهة والشفافية التي تنبثق عنها ومنها حضارة الأوطان وتطورها وتقدمها.

يضيف القاق:" للمواطن الحق في الحصول على أي مستند له علاقة بالشأن العام, والمفروض اليوم أن يُحاسب الراشي والمرتشي في اي إدارة رسمية وهذا الأمر هو بوابة من بوابات العبور نحو الغد الوطني النبيل الذي نطمح له.

الاستحقاق البلدي الذي يسيطر على الطبق السياسي اللبناني اليوم ينظر له القاق بعين الفرصة الجدية والأساسية لبناء مجتمعات حية تبنى على نخبة "النخبة" والحريصين على العطاء في المجتمعات المحلية, وهذا ما نسعى له في بلدتنا المرج وما ننصح به كل الأهالي والاصدقاء في شتى القرى والبلدات اللبنانية, حيث أن ثمة فرصة تاريخية لبناء لبنان الغد والامل والفكرة في ظل هذه اللحظة التاريخية اللبنانية التي قد لا تتكرر.