عام >عام
"ابو عماد الرفاعي يوقع كتابه اليوم "إشكالية الدولة الإسلامية"
اتجاهان "الدولة كأولوية" أو"المجتمع المسلم"
"ابو عماد الرفاعي يوقع كتابه اليوم "إشكالية الدولة الإسلامية" ‎الخميس 6 04 2017 09:32
"ابو عماد الرفاعي يوقع كتابه اليوم "إشكالية الدولة الإسلامية"
"أبو عماد" الرفاعي

جنوبيات

يوقّع ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان معين محمد الرفاعي "أبو عماد" كتابه (إشكالية الدولة الإسلامية المعاصرة – تصور الحركات الإسلامية المعاصرة) الخامسة من بعد ظهر اليوم (الخميس) في في قصر الأونيسكو، في بيروت، ويتحدث فيه الوزير السابق الدكتور طراد حمادة والعميد الدكتور عبد الغني عماد، ويدير الندوة الزميل قاسم قصير.
ربما لا تكون الإشكالية التي يطرحها الرفاعي، حول الشرعية الدينية لإقامة الدولة الإسلامية جديدة؛ فقد سبق وناقشها كثيرون، غير أن مناقشة هذه الإشكالية انطلاقاً من تصورات الحركات الإسلامية المعاصرة، هو أمر جديد تماماً، وغير مألوف في تناول الفكر الإسلامي السياسي المعاصر.
ولعلّ ذلك هو ما دفع بالمفكر  الدكتور محمد سليم العوا، إلى القول في تقديمه للكتاب (إشكالية الدولة الإسلامية المعاصرة – تصور الحركات الإسلامية المعاصرة): "لفتني، أول ما لفتني، الجرأة الفكرية في تناول موضوع شائك شائق".
بعد الفصل التمهيدي، يستعرض الرفاعي تصوّرات الدولة الإسلامية لدى كل من: جماعة الإخوان المسلمين، الجماعة الإسلامية في باكستان، حزب التحرير، حركة النهضة في تونس، الثورة الإسلامية في إيران، الحركة الإسلامية في السودان، وحزب العدالة والتنمية في تركيا.
لا يكتفي الرفاعي بتوثيق تصوّر هذه الحركات لمسألة الدولة الإسلامية، بل يتطرق أيضاً إلى العديد من القضايا الشائكة، مثل: الانتخابات، والديمقراطية، وولاية الفقيه، والحريات العامة، والمشاركة في الحكم، والتعددية الحزبية، والجهاد، والثورة، وغيرها.
ويخصّص الكتاب الفصل الأخير لمناقشة مصطلحي "الحكم" و"أولي الأمر"، كما وردا في السياق القرآني، مبيناً ما لحق بمفهوم هذين المصطلحين من تحوير عبر الأزمنة المختلفة، ومستنتجاً أن البناء على الآيات القرآنية لا يسوّغ بحال اعتبار إقامة الدولة أمراً ملزماً، أو واجباً دينياً.
النقطة الأبرز التي يوضحها الرفاعي في كتابه هي توثيقه لانقسام مفكري الحركات الإسلامية المعاصرة بين اتجاهين رئيسيين: اتجاه يتبنى الدولة كأولوية لإقامة شرع الله، واتجاه آخر يرى أن الأولوية هي إقامة المجتمع المسلم، وأن مسألة السلطة / الدولة في الإسلام تأتي على هامش هذه الأولوية، وليس في صلبها، ولئن كان أصحاب الاتجاه الأول أعلى صوتاً وأوسع انتشاراً، إلا أنّ أصحاب الاتجاه الثاني ليسوا أقل شأناً، ويأتي في مقدمتهم المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين، الشيخ حسن الهضيبي، والدكتور حسن الترابي، والشيخ راشد الغنوشي، ولا يخفي الرفاعي تأييده لأصحاب الاتجاه الثاني.
ويوصي الرفاعي بتوجيه الدعوة إلى الحركة الإسلامية "إلى إعادة الاعتبار لبناء المجتمع المسلم، والالتفاف حول قضية فلسطين، كقضية جامعة للأمّة، وكأولوية إسلامية لا خلاف عليها، في انتظار بلورة رؤية سياسية إسلامية تخرج الأمّة من مأزق التغريب والخضوع للهيمنة الغربية، مبنيّة على أصول سليمة من هَدْي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة".
يأتي كتاب "إشكالية الدولة الإسلامية" للرفاعي، وهو من إصدار "بيسان" في بيروت، في مجلد يقع في حوالي 710 صفحات من القطع الكبير، في لحظة تعكف فيها العديد من الحركات الإسلامية على إجراء مراجعات فكرية لرؤاها وتصوّراتها السياسية، فهل يشكل الكتاب إضافة نوعية تخدم هذه المراجعات؟!

 

المصدر : اللواء