عام >عام
نهاية القصة المأساوية... عين الحلوة سيتحول الى نهر بارد لإعادة السيادة
نهاية القصة المأساوية... عين الحلوة سيتحول الى نهر بارد لإعادة السيادة ‎الأربعاء 12 04 2017 09:36
نهاية القصة المأساوية... عين الحلوة سيتحول الى نهر بارد لإعادة السيادة


في لبنان هناك بؤر خارجة عن إطار الدولة تقطنها المجموعات الإرهابية وهي معروفة من الجميع، وتقع في جرود عرسال المحتلة وجرود راس بعلبك وفي مخيم عين الحلوة. جرود عرسال وراس بعلبك يطوقها الجيش اللبناني ويقوم بضربها لدى رصده لأي تحركات للمسلحين، أما في عين الحلوة في وسط مدينة صيدا فهناك مخيم للاجئين الفلسطنيين يطوقه الجيش اللبناني من كل الجهات ولكنه لا يتحرك سوى حوله تاركا الأمور في هذه المرحلة للفصائل الفلسطينية، ولكن إلى متى؟
في كل مرة تحصل معارك محدودة في عين الحلوة يتم نزع فتيلها من قبل الفصائل الوطنية الفلسطينية، ويتم إيجاد الحل الدائم وهو انتشار القوة الأمنية المشتركة المشكلة من كل الفصائل. وفي كل مرة لا يتم السماح لهذه القوة بالدخول الى مناطق نفوذ من يسمون انفسهم الإسلاميين. ففي داخل المخيم هناك تنظيم داعش وجبهة النصرة وجند الشام وانصارالله وفتح الإسلام وغيرها من التنظيمات المسلحة المصنفة إرهابية دوليا. ولدى تلك المجموعات عدد ضخم من المطلوبين للقضاء اللبناني ممن قاتلوا الجيش اللبناني وابرزهم شادي المولوي وفضل شاكر، والدولة تعرف مكان تواجدهم، ولكنها لا تتحرك ولا تداهم اماكن تواجد الإرهابيين، لماذا؟
في الماضي اعتدت مجموعة من فتح الإسلام على الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، ما أدى الى شن الجيش هجوما واسعا على المخيم لمدة اشهر سقط في خلالها 168 شهيدا للجيش بينهم 14 ضابطا وسقوط أكثر من 2000 جريح بينهم 200 اصابة بليغة بينها اعطال دائمة، بينما عدد الإرهابيين الذين تم قتلهم وصل الى نحو 600 إرهابي، ومن بقي منهم حيّاً يطالب اليوم بالعفو العام، إسمحوا لنا... لا.
اليوم هذه هي الفرصة الاخيرة لمخيم عين الحلوة للملمة اموره وتسليم الإرهابي الفار بلال بدر الذي لجأ الى تنظيمات إرهابية حليفة له كما لتفكيك بقية المجموعات وتسليم كل المطلوبين، ولا نريد ان يتحول بلال بدر الى شاكر عبسي آخر وهو زعيم فتح الاسلام الذي اختفى من مخيم نهر البارد بصفقة وسخة في حينها. فالصفقات ممنوعة اليوم.
منذ اشهر كان الجيش اللبناني يقوم ببناء جدار حول مخيم عين الحلوة مع ابراج مراقبة، وخرجت في حينها أبواق تقول انه جدار ذل وعار... لا أيتها الابواق انتم الذل والعار لأنه لو كان هذا الجدار موجودا منذ سنوات لما كان تسلل مئات الارهابيين والفارين من العدالة الى داخل عين الحلوة، ولما كانت أطنان الأسلحة والذخائر وصلت بتمويل خارجي وداخلي الى داخل المخيم، ففي معارك الأمس رأينا أسلحة متطورة بيد الإرهابيين وهي بحاجة لذخيرة خاصة، فمن أين وكيف دخلت هذه الأسلحة الى المخيم ووصلت الى الأحياء التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية... فالجدار يجب ان يُستكمل تشييده وبسرعة فائقة ومن يريد ان يعترض فليسمعنا صوته.
كخطوة أولى يجب تسليم سلاح كل الفصائل الفلسطينية داخل المخيم أكانت شرعية او غير شرعية، لأن لا شرعية تعلو على شرعية الدولة اللبنانية ولا سلاح في لبنان غير سلاح الجيش اللبناني ولا يحق لأي لاجئ أن يحمل السلاح، لان سلاح عين الحلوة لم يعد سلاحا لمحاربة إسرائيل بل استخدم فيما مضى لمحاربة اللبنانيين ومن بعدها للإقتتال الداخلي في المخيم، لذلك فإن نزع السلاح من المخيم أصبح واجبا، لانه مخيم للاجئين وليس للمسلحين ويجب ان يكون تحت سلطة الدولة اللبنانية ولأنه يقع على أرض الدولة اللبنانية، فهل دم العزل والمدنيين الفلسطينيين ايضاً سائب، ألا يحق لهذا اللاجئ الفلسطيني المعدم بالعيش بسلام ايضاً، حتى تهدّد المنظمات أمنه واستقراره ولقمة عيشه.
 في حال استمرار الامور كما هي وبقاء التنظيمات تسرح وتمرح في داخل المخيم وتذهب الى سوريا وتعود بعناصر إضافية فالأمور ستبقى على ما هي عليه، معارك وفتن بشكل متواصل، وسيبقى الخارج عن القانون يتحرك بسهولة ويقوم بتنفيذ العمليات واللجوء الى البؤر الإرهابية داخل المخيم، وفي حال بقاء مجموعة واحدة إرهابية مسلحة داخل المخيم فسيبقى هذا المخيم عرضة في أي لحظة للإنفجار الكبير وبشكل اكبر من الذي حصل في الأيام الماضية، وسيدخل الجيش على خط المواجهة في نهاية المطاف وسيتحول عين الحلوة الى "نهر بارد" آخر، وسيسقط للجيش شهداء في سبيل حماية لبنان من الإرهاب وبسط السيادة، لأن الامور وصلت إلى حدها مع عين الحلوة ولأن الحلول المقترحة دائما ليست حلولا جذرية بل مرحلية... ولا تنسوا ان من يجلس في قصر بعبدا هو رئيس المجلس الأعلى للدفاع وهو ميشال عون.
البعض سيقول ان هذا المقال عنصري والبعض الآخر سيؤيده. لكن وفي كل الحالات فإن هناك مشكلة أمنية وإرهاب منتشر في مكان محدد من الاراضي اللبنانية ويجب القضاء عليه بكل الوسائل السلمية وغير السلمية.

المصدر : خاص ليبانون فايلز - جورج غرّة -