تحتضن إيران سلاسل جبلية كبرى مثل جبال زاغروس التي تمتد لمسافة 1,600 كيلومتر. هذه الجغرافيا المتنوعة، التي تعادل مساحتها تقريبًا مساحة إسبانيا وفرنسا وألمانيا مجتمعة، جعلت من إيران منطقة ذات أهمية استراتيجية كبرى.
هذا الامتداد الجغرافي الواسع والأراضي المتنوعة سهل بشكل أو بآخر تسلل عناصر استخباراتية معادية بالتعاون مع بعض أطراف المعارضة الإيرانية كتنظيم "مجاهدي خلق". وقد أسهمت تلك التسللات في إقامة بؤر داخلية لإطلاق المسيرات وتحقيق إصابات عسكرية وبشرية داخل إيران.
يبلغ عدد سكان إيران حوالي 100,000,000 نسمة. منذ انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية عام 1988، بدأت إيران في بناء قوتها العسكرية لتعزيز نفوذها الإقليمي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحظى بدعم كبير من أميركا والمنظومة الأوروبية.
في عام 1989، أقدمت إيران على شراء أسرار وتقنيات نووية من العالم الباكستاني عبد القدير خان، الذي ساعد أيضًا كوريا الشمالية في نفس العام. ورغم التقدم الملحوظ، إلا أن إيران أكدت مرارًا عدم تخصيبها لليورانيوم بنسبة 90% اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وقعت إيران اتفاقًا نوويًا في عام 2015، والتزمت به حتى انسحبت منه أميركا عام 2018 بضغط من نتنياهو وإدارة الرئيس ترامب، مما دفع إيران إلى رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%. هذا التصعيد كان نتيجة مباشرة للعقوبات الأميركية والضغوط الدولية، مما أسهم في تعقيد المشهد السياسي والعسكري.
رغم العنف المتصاعد في الهجمات الإسرائيلية، فإن إيران، بقدراتها البشرية والعسكرية والجغرافية، قادرة على الصمود. وتؤكد المؤشرات أن هذه الحرب قد تدفع إيران إلى تسريع مشروعها النووي لتكون قوة ردع قوية.
إسرائيل تواجه تحديًا كبيرًا في هذه الحرب، حيث تعتمد على رقعة جغرافية صغيرة تبلغ مساحتها 21,000 كيلومتر مربع، مقابل امتداد إيران الشاسع وشعبها الملتف حول قيادته. إن صغر مساحة إسرائيل مقارنة بإيران يشكل نقطة ضعف استراتيجية تجعلها عرضة لهجمات من الداخل والخارج.
التاريخ يعيد نفسه، والصراع بين الجغرافيا والقدرة على التحمل يبقى العامل الحاسم في هذه المواجهة الممتدة.