عربيات ودوليات >أخبار دولية
حرب إيران- "إســـرائيل" تهدد قطاع الطاقة مع استهداف أكبر حقل غاز في العالم
حرب إيران- "إســـرائيل" تهدد قطاع الطاقة مع استهداف أكبر حقل غاز في العالم ‎الأحد 15 06 2025 09:56
حرب إيران- "إســـرائيل" تهدد قطاع الطاقة مع استهداف أكبر حقل غاز في العالم

جنوبيات

 

امتدت أزمة الشرق الأوسط المتفاقمة إلى البنية التحتية للطاقة في إيران، حيث شنت إسرائيل هجوماً على حقل غاز عملاق في الخليج العربي، مما يُهدد بمزيد من الاضطرابات في الأسواق.

أدى الهجوم الإسرائيلي  إلى انفجار قوي واندلاع حريق في منشأة لمعالجة الغاز الطبيعي مُرتبطة بحقل “بارس الجنوبي” الإيراني العملاق. وأدى الهجوم على محطة المعالجة البرية للمرحلة 14 إلى إغلاق منصة إنتاج في الحقل، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء.

جبهة جديدة للصراع قد تثير تقلبات

يُمثل استهداف أصول الطاقة جبهة جديدة في الصراع، الذي اندلع يوم الجمعة عندما شنت إسرائيل موجة من الهجمات التي استهدفت البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية. في حين أن الأضرار التي لحقت بمنشأة الغاز قد تقتصر آثارها على نظام الطاقة المحلي الإيراني، إلا أن التصعيد قد يُثير المزيد من التقلبات في العقود المستقبلية للنفط عند استئناف التداول بعد عطلة نهاية الأسبوع في الأسواق العالمية.

يعزز الهجوم من المخاطر على البنية التحتية النفطية في إيران، ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وعلى الشحنات من أماكن أخرى في المنطقة. ارتفعت أسعار النفط الخام الأميركي بنسبة تصل إلى 14% يوم الجمعة، قبل أن تستقر قرب 73 دولاراً للبرميل.


قال ريتشارد برونز، الرئيس المعني بالأوضاع الجيوسياسية في شركة الاستشارات “إنرجي أسبكتس” (Energy Aspects)، عن هجمات يوم السبت: “سيكون لها تأثير كبير جداً”. وأضاف: “يبدو أننا في حلقة تصعيدية”، وستكون هناك “تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل ستستهدف المزيد من البنية التحتية للطاقة الإيرانية”.

حقل “بارس الجنوبي”، أكبر حقل غاز في العالم، وتشترك فيه إيران وجارتها قطر، حيث يُعرف هناك باسم حقل الشمال. يُستخدم غاز إيران بشكل رئيسي للاستهلاك المحلي ولا يُصدر على نطاق واسع، حيث يوفر حقل “بارس الجنوبي” ما يقرب من ثلثي إمدادات البلاد.

وأفادت وكالة تسنيم أن الحريق الذي اندلع في منشأة المرحلة 14 أدى إلى توقف الإنتاج من إحدى منصاتها البحرية، والذي بلغ 12 مليون متر مكعب يومياً. وأضافت الوكالة أن رجال الإطفاء حالوا دون امتداد الحريق إلى وحدات أخرى.

وأفادت تسنيم أن حريقاً منفصلاً اندلع أيضاً في مصنع غاز “فجر جم”، الذي يُعالج الوقود من حقل “بارس الجنوبي”، بالإضافة إلى حقلي “نار” و”كانجان”، وهو أحد أكبر منشآت المعالجة في إيران.

تدهور صناعة الطاقة الإيرانية المضطربة

قد تُفاقم الضربات من تدهور صناعة الطاقة الإيرانية المضطربة. تواجه البلاد أحد أسوأ انقطاعات الكهرباء منذ عقود، والتي أثرت على قطاعات واسعة من الاقتصاد، مما دفع الدولة الغنية بموارد الطاقة إلى أزمة أعمق. يكلف انقطاع التيار الكهربائي الاقتصاد حوالي 250 مليون دولار يومياً، وفقاً لتقديرات غرفة التجارة والصناعة والمناجم والزراعة الإيرانية.

وقال برونز: “تبحث إسرائيل عن أهداف اقتصادية، لكنها على الأقل في هذه المرحلة تحاول الحد من التأثير والآثار المترتبة على الأسواق الدولية” لتجنب استياء حلفائها.

لم يُقدم سبب رسمي للحريق في “فجر جم”، لكن التقييمات الأولية أشارت إلى هجوم بطائرات مسيرة معادية، وفقاً لوكالة تسنيم.

شبكة إيران من مصانع الغاز والكيماويات

طورت إيران شبكة واسعة من مصانع معالجة الغاز والكيماويات على البر حول ميناء عسلوية على الساحل الجنوبي للبلاد. وتُعد المرافق المرتبطة بمواقع الإنتاج البحرية مهمة أيضاً لتصدير المكثفات، وهي سوائل خفيفة تشبه النفط تُنتج عادةً مع الغاز. تُشحن إيران المكثفات بشكل رئيسي إلى الصين.

تُصدر إيران بعض الغاز إلى العراق، كما شحنته إلى تركيا في الماضي، لكن البلاد لم تتمكن قط من تأمين الاستثمار اللازم لإكمال محطات الغاز الطبيعي المسال التي من شأنها أن تسمح لها بتصدير الوقود على نطاق واسع.

وصف خورخي ليون، المحلل في شركة “ريستاد إنرجي إيه إس” (Rystad Energy A/S) والذي عمل سابقاً في أمانة أوبك، الهجوم الذي وقع يوم السبت بقوله: “هذا تصعيد كبير”.

وقال ليون “ربما يكون هذا أهم هجوم على البنية التحتية للنفط والغاز منذ بقيق”، في إشارة إلى هجوم عام 2019 الذي عطل لفترة وجيزة إحدى محطات معالجة النفط الكبيرة في السعودية.