بأقلامهم >بأقلامهم
حبس أنفاس بإنتظار قرار "إمبراطور العالم"!



جنوبيات
من المسلَّم به أن مصير الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران ليس مفتاحه في تل أبيب أو طهران، بل موجود في واشنطن، وبيد سيد البيت الأبيض دونالد ترامب، الذي يتصرف مع الحلفاء والخصوم، وكأنه «إمبراطور العالم» بلا منازع.
والمتابع للإعلام الأميركي في الأسبوع الأخير الذي سبق إندلاع الحرب الإسرائيلية على إيران، لاحظ بروز لهجة التهديدات الترامبية لطهران، التي لم تذهب للجولة السادسة من المفاوضات، ولم تتقيد بالفترة الزمنية لأمد المفاوضات مع واشنطن حول الملف النووي، والتي حددها الرئيس الأميركي بستين يوماً فقط.
طوال فترة المفاوضات كانت تحذيرات ترامب لنتنياهو شبه يومية، وتركز على الإبتعاد عن الخيار العسكري في التعامل مع النووي الإيراني، وإفساح المجال أمام المفاوضات الأميركية مع طهران، علّها تحقق الغرض بوقف التخصيب الإيراني دون الإضطرار للجوء إلى إستخدام القوة العسكرية.
ناور المفاوض الأميركي بمجموعة من المغريات للجانب الإيراني، بدءًا برفع العقوبات وإعادة الأموال المليارية المحتجزة في البنوك الأميركية والأوروبية، ووصولاً إلى تشجيع الشراكات الإستثمارية لتلبية حاجات البنية التحتية، والحقول والمصافي النفطية المهترئة، بعد سنوات مديدة من الحصار الغربي، وتجميد الإستثمارات الأميركية والأوروبية في إيران.
ولكن «جزرة» ترامب، رغم ألوانها البراقة، لم تنفع في تغيير الموقف الإيراني، المتمسك بإستمرار التخصيب على الأراضي الإيرانية، محاولاً تجاوز الفترة الزمنية التي حددها الرئيس الأميركي بشهرين فقط، حيث كان التكتيك الإيراني يراهن على عامل الوقت لتليين الموقف الأميركي، من خلال مفاوضات مطولة ومملّة، على غرار ما حصل عشية الإتفاق النووي السابق مع إدارة الرئيس باراك أوباما عام ٢٠١٥.
حسابات «حقل» الإمام الخامنئي لم تطابق واقع «بيدر» ترامب، الذي إعطى إشارة الحرب لنتنياهو في ساعة الصفر إثر إنتهاء مهلة الستين يوماً، من خلال مكالمة هاتفية إستمرت أربعين دقيقة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، وأبقى أبواب المفاوضات مفتوحة، ولكن تحت ضغط الحرب هذه المرة.
ولكن لهذه المفاوضات سقوف زمنية بالنسبة لترامب، الذي يبدو أنه يربط قرار إنضمامه مباشرة للحرب ضد إيران، بفترة قصيرة لا تتجاوز الأسبوع المقبل، يحسم على أثرها القرار العسكري، في حال لم تُسلّم إيران بالشروط الأميركية لوقف تخصيب اليورانيوم على أراضيها.
لبنان والإقليم، بل والعالم كله، في مرحلة حبس أنفاس بإنتظار قرار «أمبراطور العالم»!