عربيات ودوليات >أخبار دولية
مقامرة ترامب الكبرى: سلام مؤقت أم فاصل تصعيد؟
مقامرة ترامب الكبرى: سلام مؤقت أم فاصل تصعيد؟ ‎الثلاثاء 24 06 2025 13:23
مقامرة ترامب الكبرى: سلام مؤقت أم فاصل تصعيد؟

جنوبيات

 

عندما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف مواقع نووية إيرانية بداية الأسبوع، راهن على تحقيق هدف مزدوج: دعم حليفه إسرائيل في ضرب البرنامج النووي لطهران، مع تجنب الانجرار إلى حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط.

وبعد أيام قليلة، أثار إعلان ترامب المفاجئ عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران آمالاً في عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات. إلا أن تساؤلات كثيرة لا تزال تحوم حول مدى استمرارية هذا الهدنة، وشروطها، والمستقبل السياسي والعسكري للملف النووي الإيراني.

فمن جهة، حقق الجيش الإسرائيلي أهدافاً مهمة في ضرب منشآت نووية وعسكرية، ووضعت إيران في موقف ضعف ملموس. ومن جهة أخرى، لا يزال مصير مخزون اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب غامضاً، إضافة إلى أن هناك تحديات كبرى أمام بدء محادثات نووية جديدة قد تتطلب تفاوضاً شاقاً.

ورغم أن ترامب احتفى بإنجاز وقف إطلاق النار باعتباره دليلاً على نجاح سياسة "السلام بالقوة"، إلا أن الهجمات الصاروخية الإيرانية المتكررة على مواقع إسرائيلية وأميركية أثارت توتراً مستمراً، حيث رصد الجيش الإسرائيلي صواريخ أُطلقت من إيران مساء الثلاثاء، وأسفرت عن سقوط قتلى في قصف صاروخي على مدينة بئر السبع.

ويُذكر أن إعلان وقف النار جاء بعد رد إيراني محسوب على ضربات أميركية على منشآت نووية، أظهرت قدرة طهران على الرد دون تصعيد شامل. وفي المقابل، أكدت الولايات المتحدة وإسرائيل التزامهما بالتهدئة شرط عدم وقوع هجمات جديدة.

ويواجه وقف إطلاق النار اختباراً واقعياً في ظل توترات عميقة وحسابات معقدة بين القوى الإقليمية والدولية، مع استمرار التساؤل حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني والإمكانيات العسكرية لطهران، وما إذا كان الاتفاق الحالي سيكون بداية نهاية الصراع أم مجرد هدوء مؤقت في مواجهة مفتوحة.