أطلقت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، بالتعاون مع اللجنة الشعبية ومؤسسات وفعاليات مخيم بلاطة، وبدعم وتمويل من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا"، المبادرة المجتمعية "بداية جديدة" في مخيم بلاطة، تتويجًا لجهود مركّبة امتدت على مدار أشهر، في إطار مشروع تحسين المخيمات "بال سيب 2" الذي انطلق في أيلول/سبتمبر 2024 بهدف تحسين واقع المخيمات الفلسطينية.

وجاء تنظيم فعالية "يلا على بلاطة" تتويجًا لسلسلة من المبادرات المجتمعية التي نُفذت في مخيم بلاطة خلال الأشهر الماضية، ضمن مشروع "بال سيب 2" الذي تنفذه دائرة شؤون اللاجئين بتمويل من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا".

وقد جرى تدريب مجموعة من الشابات والشبان من أبناء المخيم على تصميم وتنفيذ المبادرات المجتمعية، حيث تولوا تطوير وتنفيذ أنشطة نوعية بالشراكة مع منتدى تحسين مخيم بلاطة ومؤسسات المجتمع المحلي، ركزت على معالجة قضايا أساسية وتعزيز القيم الإيجابية.

وسعى النشاط الختامي إلى تعزيز التواصل والانفتاح بين سكان المخيم والمناطق المحيطة، وإبراز الهوية الثقافية والطاقات الإبداعية التي يحتضنها المخيم، ضمن عمل منظم شمل جمع البيانات وتطوير الأفكار وإعداد خطط تشاركية بالتعاون مع الجهات الفاعلة والمتطوعين.

وانطلقت الفعالية بمسير جماعي شارك فيه ممثلو مؤسسات وتنظيمات من محافظة نابلس ومخيماتها وقراها، من أمام مدخل المخيم مرورًا بشارع السوق وصولًا إلى حديقة الفينيق، حيث أقيم حفل مركزي حضره عدد واسع من الشخصيات الرسمية وممثلي المجتمع المحلي.

وأكد وكيل دائرة شؤون اللاجئين أنور حمام أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا ملهمًا لتكامل العمل المجتمعي مع التخطيط التشاركي، مشيرًا إلى أن "المخيمات الفلسطينية ليست فقط شاهدة على النكبة، بل بيئة حيّة تنبض بالإبداع والإرادة"، وشدد على أهمية تعزيز صمود الأهالي في ظل الظروف الراهنة. كما نقل تحيات رئيس الدائرة د. أحمد أبو هولي إلى أبناء المخيم، مؤكدًا أن استهداف وكالة "الأونروا" يتطلب جهدًا موحدًا لحمايتها، باعتبارها الشاهد الدولي على قضية اللاجئين، ولا بديل عنها. وأثنى على الشراكة الفاعلة مع "جايكا" ودعمها المتواصل لبرامج تحسين واقع المخيمات الفلسطينية.

بدوره، أكد محافظ محافظة نابلس غسان دغلس أهمية ما تقوم به اللجنة الشعبية من أنشطة مجتمعية وتنموية، مشيرًا إلى أن فعالية "يلا على بلاطة" تكمّل سلسلة مبادرات هادفة تم تنفيذها مؤخرًا، مثل تكريم حفظة القرآن الكريم، وحملة الدكتوراه من أبناء المخيم، مشيدًا بدور مؤسسات مخيم بلاطة في استعادة روح المبادرة والانتماء.

وفي كلمته، قال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم بلاطة عماد زكي إن المخيم يواجه تحديات متصاعدة بفعل الاقتحامات المتكررة والضغوط السياسية والاقتصادية، مؤكدًا أن بلاطة سيبقى عنوانًا للصمود والثبات، وسدًا منيعًا أمام كل محاولات التصفية أو التهجير. ودعا إلى تكثيف الجهود من أجل استعادة دور المخيم الوطني والريادي، موجهًا شكره لدائرة شؤون اللاجئين، ومنظمة جايكا، والقائمين على المشروع، وعلى رأسهم الأخت نسرين ذوقان مديرة مخيمات الشمال، والمنسقة هناء النمروطي، إلى جانب ميسرات المشروع ولاء المصري وهاجر المصري في بلاطة، وأعضاء منتدى تحسين المخيم، والمتطوعين كافة.

وتخللت الفعالية عروضًا فلكلورية ورياضية وكشفية، إضافة إلى ركن للإسعاف الأولي، ومعروضات من التراث الشعبي الفلسطيني، وفقرات ترفيهية للأطفال، إلى جانب بازار نسوي، ومعرض للصور واللوحات بالتعاون مع كل مؤسسات المخيم وخصوصا نادي الشباب الاجتماعي ومركز يافا، ومركز النشاط النسوي، ومركز تاهيل المعاقين، ونشطاء وفاعلين في الحقل الاجتماعي والثقافي في مشهد تفاعلي يعكس الوجه الجميل والحيوي للمخيم.

وأكدت دائرة شؤون اللاجئين أن هذه الفعالية تعبّر عن التزامها بدعم الطاقات الشبابية في المخيمات، وإبراز دورها الوطني والمجتمعي، كمساحات مقاومة وإبداع وانتماء، وأن الشراكة مع المؤسسات الدولية كـ "جايكا" تفتح آفاقًا نحو تحسين واقع اللاجئين وتعزيز صمودهم.