فلسطينيات >داخل فلسطين
"شؤون اللاجئين" واللجنة الشعبية في المخيم تفتتح حديقة "الدهيشة" ضمن مشروع تحسين المخيمات


جنوبيات
افتتحت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية اليوم حديقة الدهيشة الجديدة في مخيم الدهيشة بمحافظة بيت لحم، وذلك بالشراكة مع اللجنة الشعبية لخدمات المخيم ومركز كرامة ومبادرة "معًا لإحياء البسمة"، ضمن مشروع تحسين المخيمات "بالسيب 2"، الذي تنفذه الدائرة بتمويل من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا".
وجرى الافتتاح بمشاركة وكيل دائرة شؤون اللاجئين أنور حمام، ومحافظ محافظة بيت لحم محمد طه، ورئيس اللجنة الشعبية في مخيم الدهيشة محمود رمضان، ومدير المخيمات في الجنوب نادر فرج، إلى جانب عدد من ممثلي المؤسسات الشريكة والفعاليات المجتمعية وأهالي المخيم.
وأكد وكيل دائرة شؤون اللاجئين أنور حمام في كلمته أن افتتاح هذه الحديقة لا يمثّل فقط إنشاء مساحة خضراء بل هو مساحة أمل وفسحة حياة في ظل واقع اللجوء القاسي، وحالة الاكتظاظ السكاني، مشيرًا إلى أن الدائرة، تعمل على تحويل التمويل الدولي إلى أثر ملموس يشعر به اللاجئون الفلسطينيون في حياتهم اليومية، وأن هذا المشروع يجسّد نموذجًا ناجحًا لما يمكن أن يحققه العمل الجماعي والشراكة المجتمعية.
وأضاف حمام أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا ملهمًا لتكامل العمل المجتمعي مع التخطيط التشاركي، مؤكدًا أن المخيمات الفلسطينية ليست فقط شاهدة على النكبة، بل بيئة حيّة تنبض بالإبداع والإرادة، وشدد على أهمية تعزيز صمود الأهالي في ظل الظروف الراهنة.
ونقل تحيات رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور أحمد أبو هولي إلى أبناء المخيم، مؤكدًا أن استهداف وكالة "الأونروا" يتطلب جهدًا موحدًا لحمايتها باعتبارها الشاهد الدولي على قضية اللاجئين، ولا بديل عنها، مشيدًا في الوقت ذاته بالشراكة الفاعلة مع الوكالة اليابانية "جايكا" ودعمها المتواصل لبرامج تحسين واقع المخيمات الفلسطينية.
وأشار حمام إلى أن ما تحقق اليوم في مخيم الدهيشة هو دليل على قدرة شعبنا على تحويل الفضاءات المهملة إلى مساحات حياة وصمود، وأن العمل الوطني والمجتمعي المشترك هو السبيل لتعزيز الهوية الفلسطينية وحق العودة.
من جانبه، أكد محافظ محافظة بيت لحم محمد طه ابو عليا أن افتتاح حديقة الدهيشة يعكس قدرة الشعب الفلسطيني على العمل والبناء رغم التحديات، ويجسّد روح التعاون والتكافل بين مختلف الجهات الرسمية والشعبية والدولية لخدمة أبناء شعبنا وتعزيز صمودهم في المخيمات.
واكد المحافظ ابو عليا اننا كفلسطينيين سننتزع حقوقنا الوطنية ليعيش الاطفال في استقرار وسلام وأمان وألا نبقى مهددين بجرائم الاحتلال.
وشكر أبو عليا دائرة شؤون اللاجئين ومؤسسة كرامة والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) على جهودهم الدؤوبة لتحسين الظروف المعيشية في المخيمات والتصدي للتحديات الأمنية، بالإضافة إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
بدوره، عبّر رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الدهيشة محمود رمضان عن اعتزازه بهذا الإنجاز الذي تحقق بجهود مشتركة وبدعم سخي من الشعب الياباني الصديق عبر وكالة جايكا، مشيرًا إلى أن الحديقة تشكّل متنفسًا حيويًا للأطفال والعائلات في المخيم، وأن الحفاظ عليها وتفعيلها هو مسؤولية جماعية تتطلب وعيًا وتعاونًا من الجميع.
وأضاف أن الجميع عبر عن سعادته بهذه الحديقة في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، سواء في المخيمات أو على مستوى الوطن جراء حرب الإبادة والتهجير القسري.
واستعرضت منسقة مشروع تحسين المخيمات في الجنوب المهندسة شذا العزة مراحل العمل والتخطيط المجتمعي الذي سبق تنفيذ المشروع، مشيرة إلى أن الحديقة أُنشئت بناءً على رؤية تشاركية مع المجتمع المحلي ووفق معايير فنية تضمن استدامتها وتحقيق أثر إيجابي طويل المدى.
كما أكد ممثلو مركز كرامة ومبادرة "معًا لإحياء البسمة" أن المشروع شكّل منصة للتطوع والمشاركة المجتمعية، وفتح المجال أمام الشباب والمؤسسات للعمل المشترك من أجل المخيم، وأن الحديقة ستكون مركزًا للأنشطة البيئية والثقافية والرياضية تخدم مختلف فئات المجتمع.
ويأتي افتتاح الحديقة كجزء من سلسلة تدخلات تنموية تنفذها دائرة شؤون اللاجئين ضمن مشروع "بالسيب 2" الهادف إلى تحسين البنية التحتية والمرافق المجتمعية في عدد من المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، بدعم كريم من الشعب الياباني، ومن خلال شراكة استراتيجية مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا"، في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز صمود اللاجئين الفلسطينيين إلى حين عودتهم إلى ديارهم التي هُجّروا منها.


