بأقلامهم >بأقلامهم
"قدّم الأسباب"!



جنوبيات
المقصود بعبارة "على المرء أن يقدّم الأسباب" هو أن على الإنسان بذل الجهد والأسباب المتاحة لتحقيق أهدافه او لتجنّب النتائج غير المرغوب فيها. إذ لا يكفي الاعتماد على الحظّ او القدر فقط، بل يجب الأخذ بالأسباب التى تجعل المرء أقرب إلى تحقيق ما يصبو إليه.
وبتعبير آخر، إنّ الأخذ بالأسباب يعني القيام بكلّ ما هو مطلوب وممكن لتحقيق هدف ما، مع اليقين بأن النتائج بيد الله عزّ وجلّ.
يُروى أنّ صبيًّا رأى والده يزرع فسيلًا من النّبات في أرض خصبة تعود للأب.
وبعد فترة من الزّمن شاهد الصّبيّ والده يقطف العنب من تلك الفسيل بعد أن كبرت وأينعت وحان وقت قطافها.
وبدافع (التّقليد) زرع الولد شتلة من نبات شوكيّ، وأخذ ينتظرها كلّ يوم ريثما تنمو وتكبر فيجني منها "العنب" كما جنى والده.
لكنّ الانتظار طال، ولم يجد الولد إلّا الأشواك.
وبحزن المنتظر بدون طائل، سأل الولد أباه عن الأمر، فأجابه والده:
"إنّك لا تجني من الشّوك العنب".
عندها أدرك الولد مقولة أبيه بأنّه عليه أن يقدّم الأسباب ليجني ما يستطاب.
وصار يُضرب هذا المثل للدلالة على العلاقة بين نتائج الأعمال وأسبابها.
فمن يزرع الرّيح يحصد العاصفة. ومن يزرع الورد يتلقّف أريج العطر وشذاه.
فما تزرعه تحصده إن على صعيد الزّرع أو العمل الصّالح، أو على صعيد المكر والفعل الطّالح.
وفي نظرتنا للواقع المأساويّ الذي نعيشه اليوم في بلد الأحزان لبنان، نسأل:
ماذا سنحصد من أفعال المسؤولين في هذه الأيّام الصّعبة سوى الخيبة والفشل، والنّكبة والكسل؟
وعلى أمل أن يبادر بعض الغيارى على الوطن إلى زرع المحبّة والطمأنينة، لكي نحصد السّلام والأمان.
إنّها دعوة إلى مراجعة الذّات، والبعد عن الافتئات، لعلّنا ننتهي من هذه المأساة، ونطلّ مجدّدًا على عالم الخير والثّبات.