كثيرًا ما نسمع هذه العبارة:
"انه ابن اصول"...
فمن هو ابن الأصول؟!

"ابن الأصول" هو من يجعل المال جسرًا بينه وبين من يحبّ وأوّلهم أهله. 
بينما الآخر يصنع من المال حاجزًا بينه وبين من يحبّ وأوّلهم أهله.
"ابن الأصول" يتألّم كثيرًا ولا يتكلّم ولا ينتقم من غيره، بل يطلب من المنتقم الجبّار أن يأخذ له حقّه. 
من سمات ابن الأصول أنّه وفيّ، وللوفاء عنده قيمة أخلاقيّة كبرى. 
وهو مخلص أمين، يصون ولا يغدر ولا يخون الأمانة.
"ابن الأصول" هو من يتحلّى بتربية رفيعة، ونفس زكيّة، وروح راقية، وأخلاق عالية.
وحين يعطي يعطي بلا منّة، ويتناسى مكانته، ولا يأبه لمركزه.  وحين يأخذ لا يتذكّر إلّا كرامته ومكانته.
فميزة عزّته هي العطاء، وذلّه في الأخذ.
"ابن الأصول" لا يغتاب أحدًا، ولا يتجرّأ على ضعيف، ولا يتلاعب بمحتاج، ولا يخدع شخصًا مضطرًّا وذا حاجة، كما أنّه يبادر بالإحسان، ولا يبادل الإساءة بالإساءة، ولا يردّ الوقاحة بمثلها، ليس ضعفًا منه، إنّما هي ميزة الأخلاق العالية والتّربية الفريدة.
و"ابن الأصول" يتميّز بالتّواضع، وبالأخصّ عندما تزداد ثروته عن طريق الحقّ لا الضّلالة. فماله حلال، وزاده حلال، ويتعامل بالحلال. 
بينما الآخر إذا زاد ما عنده تكبّر وتعاظم وتجبّر.
و"ابن الأصول" لا يحترف الشّكوى إلّا لله الواحد الأحد، وإن كان في  قلبه جبال من الوجع، كما أنّه لا يبوح بآلامه إلّا لشخص مثيله في الأخلاق والتّصرّف. 
هذا وعظمته تكمن في تحكّمه في قدراته وفي نفسه، وليس في تحكّمه بالآخرين.
"ابن الأصول" هو جابر للخواطر. يوقِّر الكبير، ويرحم الصّغير، وينصر الضّعيف، ويغيث المحتاج، وينصف المظلوم. 
ولأبناء الأصول أقول: 
زادكم الله رفعة وكرامة، وأبعد عنكم المذلّة والمهانة، وأعطاكم من معين فضله الذي لا ينضب. 
مع خالص تحيّاتي ومودّتي وتقديري لمن تربّى على الأصول وأصبح مثالًا يُحتذى به.