كثيرة هي بقاع الوطن التي لا يعرفها عن كثب أبناء الارز، والتي تجمع في ثناياه التاريخ والأصالة والحياة المتجددة بهمة شباب ومجالس بلدية عقدت العزم أن تكون هذه القرى والبلدات فسحة ابداع وتطور وحضارة وعطاء، ولعل واحدة من الأمثلة الناصعة المعبرة عن هذا المشهد هي بلدة بطمة القابعة في الشوف اللبناني العريق.

في حديث خاص لـ"جنوبيات" يؤكد رئيس بلدية بطمة معن زين الدين أن "الهدف الأساس والرؤية المركزية للمجلس البلدي المنتخب تنطلق من تامين أولويات الحياة لأبناء البلدة والسعي الحثيث لاقحام العنصر الشاب في دهاليز ومسرح العام في البلدة، ولذلك قسمنا المهام من خلال لجان تكون رديفة للبلدية، وقد وضعنا نصب أعيننا فكرة الانماء للحجر وتطوير القدرات والامكانيات الثقافية والرياضية والفكرية التي تتمتع بها البلدة، ولعل الرياضة هي جزء لا يتجزأ من الاهتمام المشترك بين المجلس البلدي وأبناء البلدة، حيث نسعى لإقامة ملعب رياضي صيفي وشتوي في ٱن معًا، يكون بمثابة فسحة لقاء ومعرفة وتواصل بين جميع أبناء بطمة، وهذا الأمر أضحى الهم والشغل الشاغل الذي نسعى لأجله، وإضافة لذلك ثمة هدف أساسي يندرج في أولويات عملنا وهو وضع "بطمة" على الخارطة السياحية من خلال إقامة نشاطات لرياضة المشي واكتشاف الاماكن الأثرية والطبيعية الخلابة التي تحتزنها هذه البلدة التي سميت باسمها تيّمنًا بشجر "البطم".

يضيف زين الدين: "لاغتراب البلدة حيز كبير من تفكيرنا ورؤيتنا في هذا العهد حيث أن الهدف الأسمى هو توطيد العلاقة بين الجناحين المغترب والمقيم من خلال الحث على الزيارة المستمرة لبلدتنا التي تمثل صورة استثنائية في العيش الواحد والتلاقي والتلاقح الفكري والديني والاجتماعي، ومن هنا تنبثق مسؤوليتنا المركزية في الحفاظ على هذه اللوحة اللبنانية الجامعة".

يلفت زين الدين أن "البلدية انتقلت إلى آليات وثقافة المكننة في الانظمة الإدارية والمالية، فقد تم الانتقال من الصيغة الورقية التقليدية إلى التقنية الحديثة في المعاملات وجميع الإجراءات".

ينهي زين الدين موجها تحية شكر وعرفان وتقدير لأبناء البلدة "الذين اعطونا ثقتهم، ونعدهم أن نناضل ونكافح لتبقى بلدة "بطمة" منارة من منارات الشوف والوطن التي نعتز بها، ويبقى شعارنا اليومي وعند كل تفصيل هو الانماء والتطوير والعمل الدؤوب".