عربيات ودوليات >اخبار عربية
السويداء "منكوبة".. مجازر وإعدامات ميدانية وحصيلة أولية: 374 قتيلاً


جنوبيات
“جثثٌ في الشوارع”… حصيلةٌ غير نهائية لمجازر “السويداء المنكوبة”
رصد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بدء انسحاب وحدات تابعة لوزارة الدفاع السورية من محافظة السويداء، بعد نحو 90 ساعة من الاشتباكات العنيفة التي اجتاحت المدينة ومحيطها، وتخللتها انتهاكات واسعة، من بينها عمليات إعدام ميداني طالت مدنيين ومقاتلين محليين، وفق توثيقات ميدانية.
وفي حصيلة غير نهائية، وثّق المرصد مقتل 374 شخصًا من جميع الأطراف، وسط معلومات عن عشرات الضحايا الآخرين الذين لم يُعرف مصيرهم بعد. وشملت الخسائر عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، فيما أُعدم البعض ميدانيًا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، في مشهد أعاد إلى الأذهان مجازر السنوات الأولى من النزاع السوري.
ووفق بيان المرصد، توزّعت حصيلة القتلى على الشكل الآتي:
-107 من أبناء محافظة السويداء، بينهم 28مدنيًا (بينهم 4 أطفال و4 سيدات).
-207 عنصرًا من وزارتي الدفاع والأمن العام، بينهم 18 من أبناء العشائر البدوية.
-15 عنصرًا أمنيًا قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية.
-3 قتلى، بينهم سيدة واثنان مجهولو الهوية، سقطوا في قصف إسرائيلي على مبنى وزارة الدفاع في دمشق.
-إعلامي واحد قُتل أثناء تغطيته للاشتباكات.
-28 شخصًا، بينهم 4 نساء ورجل مسن، أُعدموا ميدانيًا في الشوارع.
وفي هذا السياق، قال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن “السويداء باتت منطقة منكوبة. هناك جثث في الشوارع، ومئات الجرحى، وسط غياب أي استجابة إنسانية حقيقية”. وطالب الأمم المتحدة بإرسال مساعدات طارئة، والعمل على وقف الانتهاكات المتكررة بحق المدنيين.
وأشار عبد الرحمن إلى أن المرصد يُحمّل المسؤولية الكاملة لكافة الجهات التي شاركت أو سهلت هذه الأعمال، مشددًا على ضرورة فتح تحقيق دولي مستقل، “فما جرى لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة سياسية أو أمنية”.
وكشف مدير المرصد عن وجود اتفاق سوري – إسرائيلي بوساطة أميركية، يقضي بانسحاب القوات السورية من السويداء، وقد اعترفت به الخارجية الأميركية علنًا، إلى جانب إشارات ضمنية من أطراف سورية رسمية.
ويخشى مراقبون أن تعود المواجهات في أي لحظة في حال لم تُعالج جذور الأزمة، خصوصًا في ظل تصاعد الأصوات الرافضة للطائفية والتمييز، والداعية لبناء دولة المواطنة بعيدًا عن الانتماءات الطائفية والعرقية، بعدما تحولت السويداء إلى رمز جديد للغضب الشعبي.