أكد عضو المجلس المركزي الفلسطيني وليد العوض على أن "موقف مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه القضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، ويتجلى في الانحياز الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، وعلى رأسها حقه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس".
وأضاف العوض أن "الرئيس السيسي عبر بوضوح منذ اللحظة الأولى عن رفضه للعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ قرابة 22 شهرًا"، مشيرًا إلى أن "مصر لم تكتفِ برفض الحرب، بل تصدت بشكل حاسم لمخططات التهجير الجماعي التي حاول الاحتلال فرضها على الفلسطينيين في القطاع".
وأوضح العوض أن "موقف مصر السياسي الواضح، ورفضها العلني لحرب الإبادة ومحاولات التهجير، شكّل مع الموقف الشعبي الفلسطيني، سدًا منيعًا أحبط المخطط الأخطر لتصفية القضية الفلسطينية، عبر تدمير غزة ودفع سكانها نحو الرحيل".
وأشاد العوض بالجهود الكبيرة التي تبذلها مصر من أجل وقف العدوان والمذبحة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن القاهرة قامت وما زالت تقوم بدور الوسيط في كل جولات التفاوض، رغم ما يكتنف المشهد من تعقيدات إقليمية وتحالفات دولية مع الاحتلال.
وقال عضو المجلس المركزي الفلسطيني: "صحيح أن الوساطة المصرية لم تُكلّل بالنجاح الكامل حتى الآن، بسبب طبيعة العدو وتحالفاته، لكننا نتطلع إلى مزيد من الفعالية للدور المصري، لما تمتلكه مصر من إمكانيات وعلاقات إقليمية ودولية واسعة، تؤهلها لممارسة ضغط حقيقي لوقف نزيف الدم، وإنهاء المجاعة التي تضرب غزة".
وأكد أن العدوان لم يتوقف فقط عند حدود غزة، بل يمتد إلى الضفة الغربية والقدس، حيث تتصاعد المطامع الاستيطانية ويستمر تنفيذ خطط الضم، بهدف قطع الطريق أمام قيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة.
ورفض العوض الادعاءات التي تتحدث عن مشاركة مصر في حصار وتجويع الفلسطينيين في غزة، واصفًا هذه الادعاءات بأنها مجافية للحقيقة ولا تأخذ في الاعتبار تعقيدات المشهد الإقليمي والتحولات التي طرأت خلال العامين الماضيين.
وشدد قائلًا: "نحن في غزة نعلم جيدًا حجم الجهود التي تبذلها مصر لوقف العدوان والمجاعة، وندرك أن عدم تحقق النتائج المرجوة حتى اللحظة يعود إلى عوامل خارجة عن إرادة مصر، في مقدمتها تعنّت الاحتلال وتواطؤ بعض القوى الدولية".
وردا على حملات التحريض التي تطال السفارات المصرية في الخارج، قال العوض: "هذا أمر مؤسف، والأجدر بهؤلاء أن يتوجهوا لحصار سفارات دولة الاحتلال والدول الداعمة لها، بدلا من توجيه سهامهم نحو دولة عربية كبرى وقفت دومًا مع فلسطين".
وأضاف: "نرصد تحريضًا ممنهجًا تقوده جماعة الإخوان المسلمين وفروعها ضد مصر، تحت ذريعة دعم غزة، مشيرًا إلى أن هذا التحريض يهدف إلى ضرب دور مصر الإقليمي والدولي، وزعزعة مكانتها تمهيدًا لإضعافها داخليًا، وهو ما يخدم بشكل مباشر مشروع التهجير الذي تقف مصر ومعها شعبنا سدًا منيعًا لعرقلته".
واختتم العوض تصريحاته بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني يثمّن عاليًا موقف مصر التاريخي والراهن، ويعوّل على دورها في كسر الحصار وإنهاء العدوان، وتوفير مظلة سياسية إقليمية تضمن الحقوق الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال والمشاريع التي تسعى لتصفيتها.