منذ الرابع من تموز، يواصل رجال الإطفاء معركتهم المستمرة ضد حريق “دراجون برافو” الذي اندلع في القسم الشمالي من منتزه غراند كانيون الشهير، بعد أن أشعلته صاعقة برق. وبينما كانت السلطات تأمل في احتوائه كجزء من خطة لإدارة الغابات عبر حريق منخفض الشدة، انقلبت المعادلة مع تغيّر الطقس المفاجئ.
الحرارة المرتفعة، وانخفاض نسبة الرطوبة، وهبوب رياح عاتية، كلها عوامل ساهمت في تحوّل الحريق إلى “ميغافاير” – أي حريق ضخم يخرج عن السيطرة. خلال أيام قليلة، التهمت النيران أكثر من 100 ألف فدان، ما يجعله الأكبر هذا العام في الولايات المتحدة، وواحدًا من أخطر الحرائق في تاريخ ولاية أريزونا.
الحريق دمّر نحو 80 مبنى، بينها نُزل غراند كانيون التاريخي، وأجبر أكثر من 280 شخصًا على الإخلاء. كما تسببت ألسنة اللهب في تسرّب غاز الكلور من محطة معالجة مياه، مما زاد من خطورة الوضع ودفع فرق الإطفاء للانسحاب مؤقتًا من بعض المناطق.
الأخطر من كل ذلك، تشكُّل “سحابة نارية” ضخمة، نتيجة تصاعد الدخان والحرارة بشكل كثيف، وهو ما يخلق حالة مناخية فوضوية تزيد من صعوبة السيطرة على الحريق وتغيّر مساره بسرعة غير متوقعة.
رغم مشاركة أكثر من 1200 عنصر إطفاء، لا تزال نسبة احتواء الحريق منخفضة، وسط تساؤلات حادة عن قرار السماح له بالتمدّد في بداياته، واتهامات للجهات الرسمية بالتقاعس في التدخّل المبكر.
الحريق مستمر، والمخاوف تتصاعد… فهل يتمكّن رجال الإطفاء من إخماد “التنين الناري” قبل أن يلتهم ما تبقى من أحد أعظم معالم الطبيعة في العالم؟
