قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، خلال قداس شبيبة الانتشار في الديمان، إن الرب يسوع يدعونا لعدم الانشغال المفرط بهمّ الغد على حساب فرح الحاضر، مؤكداً أن محبة الله ترافق الإنسان في مختلف الصعوبات، وأن المؤمنين ليسوا عبيداً للخوف بل أبناء الرجاء. ووجّه الراعي رسالة إلى شباب الانتشار، واصفاً إياهم بشهود الرجاء في العالم وأبناء لبنان المشرِق بروحه رغم جراحه، ومشدداً على أنهم مستقبل الوطن ووجهه الحضاري في الخارج.
ورحّب البطريرك بالحاضرين، معتبراً أن مشاركتهم في هذه الليتورجيا الإلهية تجسّد صلة الوصل بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، مثنياً على دور المؤسسة المارونية للانتشار وأكاديميتها ورئيستها السيدة روز شويري وأمينها العام السيدة هيام بستاني، لجهودهما في جمع الشباب المنتشر واللبناني.
وقال الراعي إن شباب الانتشار هم صورة لبنان المتجذر في القيم، وسفراء رسالته في العالم، يثبتون باندفاعهم وتفوقهم أن لبنان ليس وحيداً وأن شعبه لا يُقهر، مؤكداً أن لبنان "أكثر من بلد، إنه رسالة"، كما وصفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني. واعتبر أن المنتشرين يحملون القيم والثقافة والإيمان، ويعكسون صورة لبنان الحقيقية في مجالات الفن والعلم والعمل، ويبرهنون أن اللبناني قادر على النجاح والمساهمة في بناء المجتمعات أينما وُجد.
ودعا البطريرك الشباب إلى تسجيل قيودهم في سجلات النفوس اللبنانية وترجمة انتمائهم إلى وجود قانوني ووطني، مشدداً على أن الجنسية ليست مجرد شعور بالحنين بل جذور يجب تثبيتها في الأرض والمؤسسات. وحثهم على البقاء على تواصل دائم مع وطنهم عبر الثقافة والزيارات والدعم، مؤكداً أن لبنان سيقوم بشبابه وانتشاره وقديسيه، ومباركاً لهم وداعياً أن ترافقهم النعمة الإلهية وتحميهم شفاعة السيدة العذراء وأرزات لبنان.