في فصل الصيف الحار، تُعدّ المراوح من الأدوات الأساسية التي نلجأ إليها لتخفيف الحرارة. لكن هل هي فعلاً فعّالة في تبريدنا؟ في الواقع، هناك أدلة علمية ساقتها صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لها تشير إلى أن المراوح قد لا تكون الحل الذي نعتقده.

هل المراوح تبرد حقاً؟

المراوح تخلق شعوراً بالراحة في الطقس الحار، ولكنها لا تخفض فعليًا درجة حرارة الجسم. ففي درجات حرارة تتجاوز 90 درجة فهرنهايت (32.2 درجة مئوية)، وهي درجات شهدها عدد من المناطق في الولايات المتحدة هذا الصيف، قد تكون المراوح مجرد وسيلة لخداع أدمغتنا للاعتقاد بأننا لسنا في خطر من الإرهاق الحراري. بل إنها قد تجعل الشخص يشعر بحر أكبر، خاصة في الأجواء الحارة.

غلين كيني، أستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة أوتاوا، أكد للصحيفة: «لا فائدة من المروحة، فهي لا تخفض درجة حرارة الجسم فعليًا». وأضاف أن هذه المشكلة تكون أكثر إلحاحًا بالنسبة إلى الأشخاص الأكبر سنًا، إذ أظهرت الدراسات أنهم يعانون ضغطًا أكبر على قلوبهم عند استخدام المراوح في الحرارة المرتفعة.
كيف يمكننا التغلب على الحرارة؟

قد لا تكون المراوح هي الحل الأمثل، ولكن هناك طرق أخرى علمية لتبريد الجسم أثناء موجات الحر. إليك بعض النصائح المدعومة علميًا:

1. تبليل الجلد: إذا كنت تستخدم مروحة، جرب ترطيب جلدك أولًا باستخدام زجاجة رذاذ أو إسفنجة. يسهم تبخر الماء عن الجلد في سحب الحرارة بعيدًا من الجسم. وقد أظهرت دراسات علمية أن الجمع بين المراوح وترطيب الجلد يمكن أن يقلل الإجهاد الحراري في درجات حرارة تصل إلى 116 درجة فهرنهايت (46.7 درجة مئوية).

2. استخدام التكييف: من أفضل الطرق للبقاء باردًا في موجات الحر التواجد في بيئة مكيفة. وحتى لو لم يكن لديك تكييف في المنزل، يمكنك زيارة الأماكن العامة المكيفة مثل مراكز التسوق أو المكتبات لتقليل خطر الإصابة بالإجهاد الحراري.

3. شرب السوائل بانتظام: الترطيب أمر أساسي في الطقس الحار. لا يهم ما هي درجة حرارة الماء الذي تشربه، فالجسم يعوّض ذلك عبر التعرق. لكن إذا كنت في منطقة رطبة أو تمارس الرياضة حتى تتعرق كثيرًا، يُفضل شرب مشروبات باردة.

4. ارتداء الملابس الفضفاضة: الملابس الخفيفة والقابلة للتنفس مثل الكتان تساعد على تسريع عملية التبخر، ما يساعد الجسم على تبريد نفسه بشكل أسرع.

5. استخدام منشفة باردة: لفّ الثلج في منشفة مبللة وضعها على رقبتك. هذه الطريقة تساعد على خفض درجة حرارة الجسم عبر التوصيل الحراري، وقد أثبتت الدراسات فعاليتها في تقليل تأثير الحرارة.

أهمية التكييف في موجات الحر

يشير الخبراء إلى أن التكييف هو الحل الأكثر فعالية في مواجهة موجات الحر، رغم تكلفته البيئية الكبيرة. فالتواجد في بيئة مكيفة يمكن أن يقلل خطر الوفاة بسبب الحرارة بنسبة تصل إلى 67%.

تتطلّب الحرارة الشديدة اتخاذ خطوات حاسمة للحفاظ على صحتنا. من المهم أن نتذكر أن المراوح وحدها قد لا تكون كافية في الأجواء الحارة. وفي حالات الطقس الشديد، ينبغي اتخاذ إجراءات أكثر فعالية مثل استخدام التكييف، ترطيب الجسم، واتباع النصائح العلمية للحفاظ على سلامتنا.