22 صفر 1447

الموافق

السبت 16-08-2025

علم و خبر 26

أخبار

علم و خبر 26

بأقلامهم

بأقلامهم

أسرى الحرية… ما بين جحيم السجون الفاشية وواجب الحماية الدولية..!
أسرى الحرية… ما بين جحيم السجون الفاشية وواجب الحماية الدولية..!
د. عبد الرحيم جاموس
2025-08-16

في زنازين الاحتلال الباردة، حيث الجدران تضيق والليل يطول، يقف الأسرى الفلسطينيون على تخوم الصبر والإرادة، أحياءً بأرواحهم، أحرارًا بكرامتهم، ولو كبّلتهم السلاسل. هناك، في العزل الانفرادي منذ أكثر من عامين، يقبع القائد مروان البرغوثي، النسر الفتحاوي الذي لم تنحنِ له الهامة، ولم يساوم على الحرية.
 
ثلاثة وعشرون عامًا من الأسر، لم تكسر عزيمته، بل زادته صلابة، محمّلة بوجوه رفاقه وصوت الأرض ونداء الحرية. واليوم، يطلّ علينا وزير أمن الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير بتهديده العلني بقتل البرغوثي، في انتهاك فجّ لكل القوانين الدولية، وكأن موت الجسد قادر على كسر روح شعب بأكمله.
 
إن ما يتعرض له الأسرى من حرمان للزيارة، ومنع للعلاج، وتعذيب نفسي وجسدي، وعزل طويل، ليس سوى سياسة فاشية ممنهجة، تخرق اتفاقيات جنيف الأربع التي تحمي أسرى الحرب، وتنتهك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب التي تحظر المعاملة القاسية أو الحاطة بالكرامة.
 
ورغم أن الأسرى الفلسطينيين هم أسرى حرب وفق القانون الدولي الإنساني، فإن سلطات الاحتلال تتعامل معهم كمجرمين، وتفرض عليهم إجراءات انتقامية، مستغلة صمت المجتمع الدولي وتقاعس المؤسسات الأممية عن فرض الحماية اللازمة لهم.
 
ما يجب فعله الآن
 
تحرك فلسطيني رسمي لرفع قضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد قادة الاحتلال المتورطين في جرائم ضد الأسرى.
 
إلزام الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الحقوقية بزيادة وتيرة زياراتها للسجون وتوثيق الانتهاكات.
 
حملة ضغط شعبية ودولية عبر الإعلام والمنصات الحقوقية، لتحويل ملف الأسرى إلى قضية عالمية مستمرة.
 
موقف عربي موحد يربط أي علاقة مع الاحتلال بوقف هذه الانتهاكات والإفراج عن الأسرى وفي مقدمتهم القادة الرموز، وفي مقدمتهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
 
الأسرى هم ضمير فلسطين الحي، وصوتها العالي خلف القضبان. الدفاع عنهم ليس خيارًا، بل واجب وطني وأخلاقي وقانوني. وليعلم السجّان أن الليل مهما طال سينكسر على فجركم، وأن العزلة مهما اشتدت ستذوب على وقع خطواتكم نحو الحرية… فموعدنا معكم وطن بلا قيود، وأرض بلا سجون.
د. عبدالرحيم جاموس  
رئيس المجلس الإداري للإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين
15/8/2025
 
تعليق وتحليل الشاعر والناقد الأستاذ عادل جوده على المقال :
 
النص الذي خطّه الدكتور عبد الرحيم جاموس 
ليس مجرد مقال سياسي أو حقوقي بل هو شهادة حيّة على مأساة وملحمة في آن واحد حيث تتقاطع الإنسانية مع الفاشية والحق مع الجريمة والإرادة مع القيود.
 
جاءت اللغة قوية مشحونة بالعاطفة والرمز لتجعل القارئ يطلّ على زنازين الاحتلال لا كجدران صامتة بل كمساحات تعكس عظمة صبر الأسرى وعمق إرادتهم.
 إن استحضار شخصية مروان البرغوثي بوصفه "النسر الفتحاوي" يرفع المعنى من الفرد إلى الرمز
 ومن الشخص إلى الأسطورة فيتحول إلى عنوان للكرامة الجمعية.
 
تجلّت قوة النص في مزجه بين الوصف الإنساني الدافئ والطرح القانوني العقلاني
 إذ لم يكتفِ بسرد الانتهاكات بل أسندها إلى اتفاقيات جنيف والعهد الدولي لحقوق الإنسان ليُظهر أن ما يحدث ليس معاناة فردية بل جريمة موصوفة بحق الإنسانية كلها.
 
ثم جاءت الخاتمة أشبه بنشيد مقاومة تنبض بالأمل رغم الظلمة مؤكدة أن الأسرى هم "ضمير فلسطين الحي" وأن الليل مهما طال لا بد أن ينكسر على فجر الحرية.
 هذه الصورة الختامية ترفع النص من مستوى التقرير إلى مستوى الأدب المقاوم الذي لا يكتفي بالشكوى بل يزرع الإيمان ويشحذ الإرادة.
 
تحياتي واحترامي
 
إنها كتابة تجمع بين حرارة الالتزام القومي وصرامة الحجة القانونية، وبين شجن الشعر ورصانة الفكر، لتترك في القارئ أثرًا وجدانيًا ووعيًا حقوقيًا في آن واحد.

أخبار مماثلة
"شيرين أبو عاقلة... الشاهدة والشهيدة" كتاب هيثم زعيتر في الذكرى الأولى للاستشهادفاسكوomtla salleقريبا "Favorite"