25 صفر 1447

الموافق

الثلاثاء 19-08-2025

علم و خبر 26

أخبار

علم و خبر 26

بأقلامهم

بأقلامهم

"الدّنيا ساعة.. فاجعلها طاعة"!
"الدّنيا ساعة.. فاجعلها طاعة"!
القاضي م جمال الحلو
2025-08-19

الدّنيا، هذا المسرح الزّائل، الذي تنقلبُ فيه الأدوار وتتناوب الوجوه، لا تلبث أن تُزهر حتى تذبل، ولا تفرحك حتى تبكيك.
 إنها ساعة، بل ومضة خاطفة في عمر الزّمن، يلهث الإنسان خلف متاعها، متوهماً أنها الباقية، غير مدركٍ أنها خدّاعة، غادرة، لا تُؤتمن.

كم من قلبٍ تعلّق بزخارفها، فخسر الرّاحة! 
وكم من نفسٍ سعت خلف مباهجها، فغاب عنها الصّفاء!

 الدّنيا تغرُّ ثم تمرُّ، تنثر أحلاماً كاذبة، وتعد بخلودٍ وهميّ، ثم تفرّ كمن لا يعرف أحداً. 
مَن جعلها غايته، أتعبته، ومَن اتخذها وسيلةً لطاعة الله، هان عليه كل ما فيها.

الدّنيا ساعة... لا أكثر. 
وما الحياة إلا نفَس يُستعار، وموعدٌ لا يعلمنا متى يحين. فلِمَ نُبدّدها في الحقد؟
 ولِمَ نُهدرها في صراعاتٍ لا تُثمر؟
 حين تُغلق أعيننا، لا نأخذ معنا "إذا كتب الله لنا النّجاة"إلا العمل الصّادق، والذكر الطيّب، والقلب الطّاهر.

اجعلها طاعة... فإن الله غني عنّا، ونحن إليه محتاجون. 
اجعلها طاعةً بصلاةٍ خاشعة، وصدقةٍ خفيّة، ويدٍ تمتدّ للخير، وكلمةٍ تُداوي الجّراح.
 اجعلها طاعةً بأن تكون نوراً لمن حولك، لا ظلاماً، وبأن تزرع أثراً يظلّ حيًّا بعد رحيلك.

الدّنيا ساعة، نعم... ولكنها قد تصنع لك كلّ الخير.
 فاختر كيف تقضيها، وكن ممّن بكى على ساعةٍ مضت في غير طاعة، لا ممّن ضحك على ساعةٍ لم يدرك أنها الوداع.

جنوبيات
أخبار مماثلة
"شيرين أبو عاقلة... الشاهدة والشهيدة" كتاب هيثم زعيتر في الذكرى الأولى للاستشهادفاسكوomtla salleقريبا "Favorite"وظائف شاغرة في شركة NTCC