فلسطينيات
داخل فلسطين
بطريركيتا الروم الأرثوذكس واللاتين في القدس تحذّران: لا مبرر للتهجير الجماعي القسري في غزةأصدرت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والبطريركية اللاتينية في القدس بياناً مشتركاً اليوم، عبّرتا فيه عن قلق بالغ إزاء التطورات الخطيرة في مدينة غزة، محذرتين من أن "إعلان الحكومة الإسرائيلية نيتها السيطرة على المدينة، إلى جانب التعبئة العسكرية الضخمة والاستعدادات لهجوم وشيك، يشكلان تهديداً مباشراً لحياة مئات الآلاف من المدنيين، بمن فيهم أبناء رعاياهما وكنائسهما".
وأشار البيان إلى أن "أوامر الإخلاء صدرت بالفعل لعدة أحياء في مدينة غزة، في ظل قصف مكثّف ومتواصل خلّف المزيد من الدمار والموت، في واقع كان مأساوياً بالفعل قبل بدء هذه العملية".
وأضاف أن "إعلان الحكومة الإسرائيلية بأن "أبواب الجحيم ستُفتح" يأخذ بالفعل أشكالاً مأساوية، معيداً إلى الأذهان خبرة الاجتياحات السابقة والنيّات المعلنة التي تكشف أن ما يجري ليس تهديداً فقط بل حقيقة تتجسد على الأرض".
وأكد البيان أن "مجمّع كنيسة مار بورفيريوس للروم الأرثوذكس ومجمع كنيسة العائلة المقدسة للاتين في غزة تحولا إلى ملاذ لمئات المدنيين، من بينهم مسنون ونساء وأطفال وأشخاص من ذوي الإعاقة، مشدداً على أن الكهنة والراهبات قرروا البقاء إلى جانبهم رغم المخاطر، وإن مغادرة مدينة غزة ومحاولة الفرار إلى الجنوب ستكون بمثابة إعلان حكم بالإعدام على هؤلاء المدنيين الذين يعانون من الهزال وسوء التغذية بسبب الأشهر الماضية من الحصار".
وجددت البطريركيتان التأكيد أنه "لا يمكن أن يكون هناك مستقبل قائم على الأسر أو تشريد الفلسطينيين أو الانتقام منهم"، مستشهدتين بكلمات البابا لاون الرابع عشر الذي قال مؤخراً: "لا يجوز لأحد أن يُجبر الشعوب على المنفى القسري.
وأضاف البيان: "لقد حان الوقت لإنهاء دوامة العنف، ووضع حدّ للحرب، وإعطاء الأولوية للخير العام. جرى ما يكفي من الدمار في الممتلكات وفي حياة الناس، ولا يوجد أي مبرّر لاحتجاز المدنيين كأسرى ورهائن في ظروف مأساوية".
واختتمت البطريركيتان بيانهما بنداء عاجل إلى المجتمع الدولي والحكومات، جاء فيه:
"لقد حان الوقت ليتحرك المجتمع الدولي والحكومات فوراً لإنهاء هذه الحرب العبثية والمدمرة، وإنقاذ الأبرياء، ووقف دوامة الموت والدمار التي تعصف بمدينة غزة والأرض المقدسة بأسرها".
"طريق العدل يؤدّي إلى الحياة، والسير فيه ينجّي من الموت" (أمثال 12:28).