يعتبر القطاع الزراعي قطاعًا حيويًّا في أهم الاقتصادات العالمية, فهو الرئة والشريان الذي يتغذى عليه الاقتصاد الوطني الحيّ والمنتج والحاضر في السوق والمشهد بأبهى تجلياته، فماذا عن تجربة ابن البقاع الناشط الزراعي أيوب قزعون؟
يتحدث الناشط الزراعي البقاعي وابن بلدة قب الياس البقاعية ايوب قزعون في حديث خاص ل"جنوبيات " أن للزراعة فضل كبير على الأغلب الاعمّ من العائلات اللبنانية والبقاعية, واليوم ثمة نداء كبير لاصحاب الحيازات الصغيرة ان لا يبيعوا أراضيهم لٱخرين وهذا من شأنه على المدى البعيد أن يعيق التقدم الزراعي في البقاع , فالزراعة هي العصب الذي لا يمكن أن يشعر الانسان بعمق الانتماء للوطن إلا بمزاولته او بالاستثمار فيه, فنحن نمتلك الأرض والمياه والشمس وهذا ثالوث ونعمة إلهية يجب أن نستثمرها, وفي أوقات معينة من السنة نستطيع أن نحصد اجود الانواع من الخضار والفواكه ونخص بالذكر ثمرة الكرمة, والمزارع لم يعد يعمل في مهنته الأساسية وهي زراعة الأرض, وانما تشتّت فكره في إطار دراسة تمويل المواسم ومعرفة الأسواق وقراءة الوضع العام, وهذا من قبيل قلق المزارع الأمر الذي يضع الأراضي الزراعية تحت تصرف الوكيل والعامل وهذا الشّتات هو سبب من أسباب ضعف الكمية أو فقدان النوعية المركزية في مكان ما.
يضيف قزعون:" اولادنا سيستمرون في هذه المسيرة الزراعية كل من موقعه ودراسته, فهناك المهندس الزراعي وهناك من يدرس التسويق والإدارة وكله يصب في خانة إكمال المسيرة الزراعية التي نريدها نموذجًا ونبراسًا لكلّ العاملين في هذا القطاع والمتوجّهين له, وقد شاركنا في إنشاء مدرسة زراعية هذا العام وقد خرّجت ٢٤ طالبًا وهذا ما يدفعنا لتوجيه الجيل القادم المؤمن بهذه المهنة, والسرّ هو المثابرة والصبر لأن هذه المهنة عندما تُعطى الحق الكامل والجهد ستبادل المزارع او المستثمر بالانتاج الذي يقيه صعوبة الايام وتحديات الحياة.
الرسالة الأخيرة من قزعون للدولة هي صرخة ونداء باحتضان المزارع البقاعي واللبناني، فاهمال هذا القطاع هو جريمة كبيرة, اما نحن سنستمر في الزراعة وخاصة الكرمة لأننا ٱمنا بهذه الزراعة ودعونا الجميع للاستثمار بها والخوض في تفاصيلها, فهذه الزراعة هي أشبه بسوق الذهب الزراعي الذي لا ينضب.