عام >عام
صون التحرير مهمة لا تقل أهمية عن إنجازه
الثلاثاء 16 02 2016 19:56بقلم مستشار نقابة المحررين أحمد ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ
يوم السادس عشر من شباط عام 1985 يوم تاريخي في تاريخ صيدا ولبنان باندحار العدو وبزوغ فجر الحرية.
وهذا اليوم التاريخي عشته مع عدد من زملائي الصحافيين من خلال مواكبتنا لعملية الاندحار حيث كان آخر جنود العدو المندحرين رئيس أركان جيشه موشي ليفي على متن ملالة من نوع 113 غادرت بسرعة البرق خط الأولي - معبد أشمون - وادي بقسطا باتجاه شرقي صيدا خوفاً من عملية وداعية قد تنفذها المقاومة، وهوية ليفي في عداد الجنود المندحرين كشفها صحافي أجنبي عندما خاطبه: أنت ليغي، أجابه بالنعم على مسمع الصحافين اللبنانين والأجانب، حيث كنت والزملاء محمد الأسد ومحمد صالح وأحمد منتش وشقيقي الأصغر خالد الذي انضم لاحقاً إلى الأسرة الإعلامية في صيدا.
هذه الواقعة أسردها لتبيان سرعة العدو في تطبيق قرار الاندحار عن صيدا هرباً من ضربات المقاومة التي ألحقت به الهزيمة بعد انخراط شبابها وشيبها بالمقاومة كل فرد حسب موقعه المقاوم بالبندقية والصحافي بقلمه ومبادئه الوطنية والعامل من مكان عمله، والمزارع في أرضه، والطالب من مقعده الدراسي، والأم من منزلها بتحدي الجميع للمحتل الذي أراد تحويل أرض صيدا إلى أرض محروقة لا حياة فيها، وتمسكهم بالهوية الوطنية وبقضية التحرير من أجل الحرية.. فرحة اندحار العدو تقاسمها اللبنانيون في صيدا مع فرحة دخول الجيش اللبناني إلى منطقة صيدا وانتشاره فيها وسط احتفالات شعبية بالانتصار.
في ذكرى تحرير صيدا... تحية إلى المقاومين الشهداء والأحياء والأسرى المحررين، وإلى كل من ساهم في معركة تحرير صيدا في القوي الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطنية.. وتحية خاصة إلى رمز المقاومة الوطنية المناضل الراحل مصطفى سعد وكريمته الشهيدة ﻧﺎﺗﺎﺷﺎ.
التحرير اليوم بحاجة للأسف إلى التحرر من التعصب والجهل من قبل البعض لأن الحفاظ على إنجاز التحرير لا يقل أهمية عن صون ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ. ويبقى الرهان على وعي العقلاء لتجاوز ما يحاك من مؤامرات للبنانين والعرب والمسلمين.. والوفاء للشهداء الذين سقطوا من أجل أن نحيا وننعم بالحرية يكون بالاتحاد ووحدة الصف والكلمة بين جميع ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻦ.. صيدا في جميع الأزمان والعصور كانت تحقق الانتصار تلو الانتصار ضد الغزاة والمحتلين.. وتحريرها من رجس المحتل الإسرائيلي العام 1985 هي واحدة من انتصاراتها في العصر الحديث.. صيدا ستبقى عاصمة الجنوب وبوابة المقاومة ومدينة العيش المشرك الواحد.