عام >عام
«أبو مالك قارة»: خبير متفجّرات و«صيد أكثر من ثمين» في قبضة الجيش
«أبو مالك قارة»: خبير متفجّرات و«صيد أكثر من ثمين» في قبضة الجيش ‎الثلاثاء 16 02 2016 21:03
«أبو مالك قارة»: خبير متفجّرات و«صيد أكثر من ثمين» في قبضة الجيش


بعد أكثر من عامين على تحقيق الإنجازات النوعيّة، استطاعت الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة أن تثبت أنّها قادرة على توقيف كلّ من له علاقة بالتفجيرات التي حصلت في لبنان.. ولو بعد حين.
 
هذا ما تجلّى واضحاً في تحقيق مخابرات الجيش اللبنانيّ، أمس، إنجازاً إضافياً بتوقيف السوري نايف زين الدين الذي وُصف بأنّه «صيد أكثر من ثمين».
 
المنفّذون الأساسيون والمسؤولون عن نقل سيارة جيب «شيروكي» التي انفجرت في حارة حريك في 2 كانون الثاني 2014، أضحوا خلف القضبان. نعيم عباس الذي رسم تفاصيل التفجير الانتحاري بعد اجتماعٍ بالقيادي في تنظيم «داعش» أبو عبدالله العراقي ثم استلم السيارة المفخّخة واستقبل أيضاً الانتحاري قتيبة الصّاطم مرشداً إيّاه على الطريق إلى المكتب السياسي لـ «حزب الله» في حارة حريك وزوّده بكل التفاصيل، أضحى خلف القضبان.
 
وليس «أبو إسماعيل» وحده من يلبس اللباس الموحّد لمساجين سجن الريحانيّة، بل إن جاره في السجن أيضاً هو الشيخ عمر الأطرش، الذي اتُّهم أنّه قاد سيارة «الشيروكي» المفخّخة بأكثر من 100 كغ من المتفجّرات من البقاع وصولاً إلى أحد مساجد بيروت ليكون صلة الوصل بين قيادة «داعش» وعباس.
 
وبعد مرور أكثر من عامين على وقوع تفجير حارة حريك الأوّل، سقط زين الدين أمس في يد المخابرات، إذ يعتقد أنّه تولى مهمّة لوجستية أساسيّة في التفجير الأوّل الذي تبنّاه «داعش» في لبنان.
 
وليس ذلك فحسب، بل إن اسم زين تردّد على لسان أكثر من موقوفٍ أشاروا إلى علاقته بإدخال عدد من السّيارات المفخّخة من سوريا إلى لبنان.
 
وتكمن أهميّة الرجل الذي عرف كيف يتنقّل بين التنظيمات الإرهابيّة بعد أن انتمى سابقاً إلى «جبهة النصرة» ثم ما لبث أن بايع «داعش»، أنّه خبير في المتفجّرات وشارك في تصنيع بعضها.
 
ويمكن القول إن زين الدين هو كـ «شريكه» نعيم عباس الذي يفضّل التفخيخ بيده. فالمعطيات الأوليّة تؤكّد أنّ زين الدين أعدّ بنفسه العديد من العبوات المتفجّرة بالإضافة إلى تصنيع الأحزمة النّاسفة.
 
وإذا كانت القوى الأمنيّة قد نقلت «أبو مالك قارة» مباشرةً إلى مديريّة المخابرات في اليرزة وباشر الضباط المعنيون التحقيق معه في كلّ التّهم المنسوبة إليه، منذ مساء أمس، إلا أنّ توقيف «الكنز الثمين» لم يكن بالأمر السّهل.
 
كان الأمنيون يدركون أنّهم يتعاملون مع «زئبق» يعرف كيف يحتاط أمنياً بطريقة احترافيّة برغم تنقلاته الكثيرة بين الشمال وعرسال والجرود وسوريا.
 
ولذلك، بقيت العيون الأمنيّة موزّعة على الطرق التي يمكن أن يسلكها «أبو مالك». حوالي الـ48 ساعة، لم يخرج منها الأمنيون بـ «عقدٍ نافع» إلى أن ظهر الرّجل في منطقة البقاع.
 
وسريعاً، كان الأمر متّخذ بالإطباق عليه ونقله إلى مديريّة المخابرات. وهذا ما حصل، بتنفيذ الجيش اللبناني كميناً محكماً ومن دون نقطة دم واحدة لينجح في إلقاء القبض على واحد من أهمّ المسؤولين عن التفجيرات، فيما الرصد جارٍ في محاولة لتوقيف عدد من المقربين منه.

المصدر : لينا فخر الدين | السفير