عام >عام
الحريري رعت توزيع جوائز مسابقة جماليات الخط العربي: اللغة جسر تواصل ..ليبقى لبنان وطن الحرف والإنسان
الاثنين 22 05 2017 11:38جنوبيات
اكدت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري ان "اللغة عند الشعوب هي الحاملة لآدابهم وافكارهم وتاريخهم وهي جسور التواصل فيما بينهم وكلما كانت الشعوب شديدة التمسك بلغتها كلما اكدت تماسك مجتمعها وعمق وجودها".
كلام الحريري جاء خلال رعايتها حفل توزيع جوائز مسابقة جماليات الخط العربي التي نظمتها جامعة الجنان والمركز الثقافي الفرنسي في صيدا والشبكة المدرسية لصيدا والجوار بالتعاون مع بلدية صيدا للعام 2017 وشارك فيها نحو 300 طالب وطالبة من 17 مدرسة رسمية وخاصة من صيدا ومنطقتها في فنون الكتابة والتخطيط والرسم الحروفي و" Graffiti " وذلك بهدف تعريف الأجيال بعراقة فنّ الخط العربي والحفظ عليه كتراث انساني وتشجيع فن التخطيط الحروفي باللغتين العربية والفرنسية، علما ان نصوص المسابقة هذا العام تمحورت حول عنوان "13 نيسان..لبنان وطن للحياة لا للموت" لمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للحرب الأهلية.
شارك في الحفل: مدير مكتب الشرق الأوسط في الوكالة الجامعية الفرنكوفونية ايرفيه سابوران ونائب رئيس جامعة الجنان لشؤون فرع صيدا الدكتور اسعد النادري ، ممثل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي عضو المجلس البلدي كامل كزبر ، مديرة المركز الثقافي الفرنسي في صيدا باسكال ماينو، ممثلة جامعة الجنان في اللجنة المشرفة على المسابقة منسقة معهد العلوم السياسية في الجامعة الدكتورة اليسار فرحات، معاون عميد كلية الاعلام في الجامعة الدكتور مصطفى متبولي ومنسق عام الشبكة المدرسية نبيل بواب وجمع من الفاعليات الأكاديمية والتربوية والثقافية ومدراء وممثلو المدارس المشاركة هذا العام وجمع من الطلاب.
فرحات
بعد النشيد الوطني اللبناني كانت كلمة تقديم من الدكتورة أليسار فرحات فقالت: ان هذه المسابقة تقام في جامعة الجنان نظرا لأهمية الخط العربي الذي يعتبر العماد الذي حفظ القرآن الكريم كتابةً منذ عصر الرسول (ص) ، كما انه يلعب دورا كبيرا في بعض مشاعر الارتياح النفسي عند قراءة النص المكتوب بخط جميل وواضح ، ويعتبر الخط العربي من الفنون الجميلة التي تتميز بقدرتها على تربية الذوق وشحذ المواهب ورهافة الحس . ويربي على الصبر وذلك بكثرة المران، ويعزز مشاعر الاعتزاز والفخر بالقيم الالاسمية العريقة ، وينمي الثروة اللغوية لدى المتعلمين .
النادري
ثم تحدث الدكتور اسعد النادري فتوجه بالشكر الى النائب الحريري لرعايتها للمسابقة معتبرا انها " تضفي على المناسبة اهمية فوق اهميتها وانها رعاية تشكل قيمة معنوية مضافة تؤكد سنة بعد سنة ثنائية الأصالة والتجدد التي يمتاز بها هذا النشاط". وقال: صحيح ان اللغة هي في الأساس اصوات وليست خطا ولكن هذه الحقيقة لا تعني انعدام الصلة بينها وبين الخط الذي يرسم به فالخط يبقى رمزا تصويريا للأصوات المؤتلفة في حروف ، مؤتلفة بدورها في كلمات ثم في جمل للتعبير عن الأغراض المختلفة التي نريد ان نوصلها ونتواصل بها مع الآخر غير ان بين الخط العربي وحروف اللغة وكلماتها علاقة من نوع خاص ، علاقة فنية جميلة رائعة لا نجدها بين خطوط اللغات الأخرى وحروفها وكلماتها الا فيما ندر .وهذه العلاقة التي تخلع على الكلمة المرئية المرسومة بالخط العربي قيمة جمالية راقية انما توازي وتشابه الى حد بعيد تلك العلاقة التي تعكسها الكلمة المسموعة المؤداة اداء غنائيا عذبا فكل منهما مصدر من مصادر التأثير الجمالي الذي يرتقي بنا الى عوالم بعيدة من الدهشة والسعادة والوهم الجميل . ومن المؤكد ان ابداع الفنان العربي في اختراع وظيفة مرئية للكلمة الى جانب وظيفتها المسموعة على مرأى ومسمع من ولاة الأمر والفقهاء وبتشجيع منهم في كثير من الأحيان انما هو في حقيقته دليل حاسم الى جانب كثير من الأدلة الأخرى التي تؤكد ان الاسلام اوجد البيئة المناسبة لرعاية الفنون الجميلة الأصيلة وتطورها ..ولأن التنوع سمة من سمات الفن الأساسية التي تنفي عنه الرتابة وتطلق كوامن الابداع فيه راح الفنان العربي يجدد في الخط ويفرع في انواعه المتمايزة ... وايغالا في الاتجاه بالخط اتجاها فنيا جماليا بديعا وجدناه يجعل من لوحاته زخرفية مزاوجا بين وظيفة الخط التعبيرية الأصيلة ووظيفة زخرفية جديدة مترعة بالجمال . وخلص للقول: ان الخط العربي شكل راق من اشكال الابداع الفني العربي وصورة مشرقة من صور الحضارة العربية وما هذه الشراكة الثقافية التربوية بين جامعة الجنان والشبكة المدرسية لصيدا والجوار والمركز الثقافي الفرنسي وبلدية صيدا في تنظيم المسابقة الا تعبير عن ادراك هذه الحقيقة وترجمة فعلية لها .
ماينو
بعدها القت مديرة المركز الفرنسي باسكال ماينو كلمة نوهت فيها بالغنى الابداعي الذي عبر عنه الطلاب في المسابقة هذا العام وخاصة في فئة "الغرافيتي "، وقالت: انه لشرف كبير للمركز الثقافي الفرنسي ان يشارك مع اهم الشركاء التربويين في صيدا مؤسسة الحريري والشبكة المدرسية وجامعة الجنان الذين اشكرهم بحرارة على اقامة هذه المسابقة التي اعتبرها مهمة بفعل هذه الشراكة وخاصة لحيويتهم في مجال التربية الذي يعني الكثير بالنسبة لنا . واشكر الوكالة الجامعية للفرنكوفونية ومديرها ايرفيه سابوران لدعمها لهذا النشاط .. والسبب الثاني الذي جعلني اعتبر هذا المشروع مهما هو انه يسمح لعدد كبير من الشباب التعبير عن انفسهم وان تقدر مواهبهم وان يكتشفوا ويتقدموا الكثير من الأبعاد التي تبدو لي اساسية في مسيرة الحياة . والى لقاء قريب مع مشاريع تربوية وثقافية اخرى معا.
الحريري
ثم تحدثت راعية الحفل النائب الحريري فقالت: الإنسان يسكن لغته.. والشعوب التي تهجر لغتها تصبح كالمهجرين الذين يعيشون في العراء.. واللغة عند الشعوب هي الحامل لآدابهم وأفكارهم وتاريخهم.. وهي جسور التواصل فيما بينهم .. يعبّرون بها عن حبهم وغضبهم.. وعن أسئلتهم وتطلعاتهم.. وكلما كانت الشعوب شديدة التّمسك بلغتها.. كلما أكّدت على تماسك مجتمعها وعمق وجودها.. وارتفع مقدار حضورها واحترامها بين الشعوب والأمم.. فكيف إذا كانت هذه اللغة هي اللغة العربية التي جاءت فيها الآية الكريمة :بسم الله الرحمن الرحيم: "إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون"صدق الله العظيم .إنّ جماليات الخط العربي إختلفت وظيفتها بين الأمس واليوم على حدّ تعبير البعض.. لأنّ وظيفة تدريس مادة الخط العربي في مدارسنا قديماً كانت الغاية منها المساعدة على حسن الإيضاح والقدرة على إيصال المطلوب بخط واضح.. إذ أنّ الكثير من الطلاب لم يكن وضوح الخط العربي عندهم يساعدهم على نقل معرفتهم.. وخصوصاً في الامتحانات والمراسلات.. وذلك كان قبل الكتابة الإلكترونية كما هو الآن.. بالمراسلات وليس بالإمتحانات.. وأردت أن أتحدث عن هذه الوظيفة الأساسية للخط العربي أو الكتابة بالعربي.. أما عندما نتحدث عن جماليات الخط العربي.. فهو أمر آخر يختلف عن أهمية الكتابة والتعبير أو الايضاح.. لأنّ للخط العربي بالذات جماليات خاصة بالمعنى البصري.. وهو يوازي جماليات الوجوه وكل الجماليات البصرية..وانني اتوجه بالشكر والتقدير الى جامعة الجنان..والمركز الثقافي الفرنسي..والشبكة المدرسية لصيدا والجوار.. ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة ..على حسن تنظيم هذه الفعالية عاماً بعد عام.. ليبقى لبنان وطن الحرف والإنسان ..
بعد ذلك قدم منسق عام الشبكة المدرسية لصيدا والجوار نبيل بواب الطالب المبدع سليمان احسان عطايا الذي قام بتخطيط لوحة حروفية من وحي استقبال شهر رمضان المبارك كما بتخطيط الشهادات التي وزعت من قبل الحريري وبمشاركة سابوران والنادري وماينو على الطلاب والمدارس الفائزة عن مختلف فئات المسابقة .