فلسطينيات >داخل فلسطين
الفلسطينيون يتهمون كوشنير وفريدمان بمنع التقارب بين عباس وترامب ومحلل سياسي يعتقد أن هوامش السلطة ضيقة وأي تنازل يعني ظهور بديل
الفلسطينيون يتهمون كوشنير وفريدمان بمنع التقارب بين عباس وترامب ومحلل سياسي يعتقد أن هوامش السلطة ضيقة وأي تنازل يعني ظهور بديل ‎الأربعاء 31 05 2017 13:41
الفلسطينيون يتهمون كوشنير وفريدمان بمنع التقارب بين عباس وترامب ومحلل سياسي يعتقد أن هوامش السلطة ضيقة وأي تنازل يعني ظهور بديل


اتهم الفلسطينيون جارد كوشنير، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، بمحاولة منع التقارب بين ترامب والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
جاءت هذه الاتهامات على لسان مسؤولين فلسطينيين كبار.
ونفى المقربون من عباس التقرير الذي نشر في إسرائيل حول الصراخ والتوتر خلال اللقاء بين ترامب وعباس في بيت لحم، وقالوا إن هذه محاولة لدفع مصالح اسرائيلية.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن أحد المسؤولين الكبار في القيادة الفلسطينية الذي اطلع على فحوى المحادثات، أن اللقاء بين عباس وترامب كان موضوعيا وساد الشعور أن لدى الرئيس الأمريكي رغبة قوية في دفع العملية السياسية. وأضاف» ليس سرا انه يوجد في محيط ترامب طاقم من المستشارين الذين يتركز هدفهم الأساسي على خدمة اسرائيل. جارد كوشنير والسفير ديفيد فريدمان هما مستشاران لنتنياهو وليس لترامب فقط، ولذلك فإن الشعور السائد لدينا هو أنهما سيحاولان منع كل خطوة من شأنها المس بالموقف الإسرائيلي، ونحن على ثقة بأن تقارير من هذا النوع هدفها خدمة المصالح الإسرائيلية».
وحسب أقواله فقد ناقش ترامب وعباس موضوع التحريض في السلطة ودفع الرواتب للأسرى خلال اللقاء السابق في واشنطن وليس في بيت لحم. وقال إنه تم التوضيح للإدارة أن المقصود مسائل ثانوية، وأن الفلسطينيين مستعدون لاستئناف عمل اللجنة الفلسطينية الإسرائيلية والأمريكية لمتابعة التحريض. وبالنسبة للدفع للأسرى قال إن هذه مسألة داخلية فلسطينية يستخدمها نتنياهو كذريعة. وحسب قوله فإنه «في اللحظة التي سينتهي فيها الاحتلال سيتوقف التحريض. نتنياهو يتوقع ان نحب الإسرائيليين رغم الاحتلال. هذا لن يحدث».
وأكد المسؤول انه خلافا للتقرير الذي نشرته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي فإن ترامب لم يصرخ في وجه عباس ولم يوبخه خلال اللقاء في بيت لحم. واتهم المسؤول الفلسطيني الإسرائيليين «بمحاولة ترويج هذه البضاعة بواسطة جهات أمريكية. وقال إن مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال هربرت مكماستر ووزير الخارجية ريك تيلرسون يتمسكان بتوجه آخر.» وأضاف: «هناك صراع على أذن الرئيس، ومن الواضح ان الفلسطينيين لا يوجدون في وضع جيد. ليس لدينا المال والتأثير كما للسعودية، وليس لدينا اللوبي الصهيوني ولكننا سنواصل طرح مواقفنا. من سمع تصريحات أبو مازن في ختام اللقاء مع ترامب يفهم أنه لا يوجد تغيير في الموقف الفلسطيني الأساسي».
وأصبحت القيادة الفلسطينية على ثقة أنه منذ لقاء ترامب وعباس في واشنطن تبذل اسرائيل الجهود من أجل التشكيك بمصداقية الرئيس الفلسطيني، وذلك من ضمن أمور أخرى، من خلال إعداد شريط يعرض عباس كمتعاون مع التحريض. وقال مسؤول فلسطيني مقرب من عباس» نحن نعرف عن شريط أعده ديوان نتنياهو وأن كل من يصل الى هناك وينوي زيارة المقاطعة يتم عرضه أمامه. نحن نعرف تماما الأجواء التي نعمل فيها وليس لدينا الكثير من التوقعات. في هذه الأثناء قال الرئيس انه يسعى للاتفاق، وبطبيعة الأمر سنتعاون مع ذلك».
وأضاف ان السلطة لا تريد التعامل مع «مسألة القيل والقال» متابعا: «في اسرائيل يوجد من لا يريد الوصول الى الجوهر ونحن لدينا تفاهمات مع الأمريكيين يفترض ان تقلق نتنياهو جدا». ورفض المسؤول تفصيل التفاهمات.
في المقابل أكد جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في رد على سؤال لـ «القدس العربي» حول المرحلة المقبلة وموقف القيادة الفلسطينية ما بعد لقاءات ترامب، أن الموقف هو أن مبادرة السلام العربية هي أساس أي مفاوضات مستقبلية.
ورأى محيسن أنه طالما أصبحت المبادرة العربية قراراً رسمياً في الأمم المتحدة عبر قرار 1515 فإن ذلك يعني أنها الأساس لكل شيء قادم. لكنه أكد أن لا شيء رسمي حتى الآن فيما يتعلق بمفاوضات قريبة أو حتى لقاءات مع الجانب الإسرائيلي.
وأكد المحلل السياسي الفلسطيني أحمد رفيق عوض أستاذ الإعلام في جامعة القدس، أن السلطة الفلسطينية لا تستطيع التنازل عن خطوط محددة أو خطوط حمراء وضعتها لنفسها، لأن حدوث ذلك سيفقدها شرعيتها ومشروعيتها أمام نفسها والشعب الفلسطيني.
وقال في تصريح لـ «القدس العربي» إن الدولة الفلسطينية على سبيل المثال هي أحد هذه الخطوط الحمراء، وبالتالي فإن أي تعايش مع الاحتلال بأي شكل كان يعني بالضرورة فتح المجال أمام أطراف أخرى لأن تكون بديلة او وريثة للسلطة الفلسطينية سواء من الداخل أو الخارج.
ويعتقد عوض أن السلطة الفلسطينية تناور في هوامش ضيقة جداً، ولذلك فهي تعتمد على سياسة الوقت في محاولة للتساوق مع هجمة ترامب القوية في محاولة لامتصاص هذا الحراك القوي من الجانب الأمريكي، تحسبًا لحدوث أمور قد لا تخدم السلطة الفلسطينية، خاصة وأن الخليج العربي على وجه التحديد، جاهز للتقارب مع إسرائيل في حال رفضت السلطة الفلسطينية ذلك.