في مشهد لم يعتد عليه اللّبنانيّون، تنقّلت شاحنات زرقاء حديثة متطوّرة في بعض المناطق التّابعة لقضاء بعبدا والشّوف وعاليه، لافتةً الأنظار الى طريقة عملها وكيفيّة رفعها للنفايات المُكدّسة في الشّوارع والأحياء، الأمر الذي أثار فضول الأهالي والسّكان، الذين راحوا يتساءلون عن "بديل" سوكلين التي إعتادوا على شاحناتها الخضراء لسنوات طويلة، وعن مشروع الشّركة الجديدة التي فازت بالمناقصة، وأرادت تولّي الملفّ الأصعب والأكثر تعقيداً في الفترة الأخيرة.

يوم الأحد، جابت شاحنات شركة "سيتي بلو" الزرقاء في مناطق جبل لبنان والضّاحية الجنوبيّة، وبدأت برفع النفايات عن الشوارع، بعد تسلّمها أعمال شركة "سوكلين" ومهامها ضمن نطاق الاقضية المذكورة، وذلك بعدما توقفت الأخيرة عن تأدية أعمال جمع النفايات وكنس الشوارع إبتداء من تاريخ الرابع من حزيران، تنفيذاً لتعليمات مجلس الإنماء والإعمار ووفقاً للعقود الموقّعة من الحكومة اللّبنانيّة التي يمثّلها، والتي أسندت هذه الأعمال الى مقاول جديد أيّ "سيتي بلو".

وفي هذا الإطار، أشار رئيس مجلس إدارة "سيتي بلو" السيّد ميلاد معوّض في إتّصال مع "ليبانون ديبايت"، الى أنّ "يوم الأحد سجّل إنطلاقة الشركة في تولّي مهمّة رفع النفايات عن أقضية بعبدا والشّوف وعاليه، والاعمال التي كانت تقوم بها شركة سوكلين، وتمكّنت الشّاحنات من رفع كميّات كبيرة، وسط تنسيق لافت مع البلديّات والاتحادات، في حين سادت أجواء إيجابيّة اليوم الأوّل، إذ تلقّينا تعليقات إيجابيّة حول طريقة عملنا، الامر الذي يدفعنا الى تقديم المزيد والقيام بجهود متواصلة للبقاء على حسن ظنّ الناس، والحفاظ على جمال مناطقهم ونظافة شوارعها".

وأوضح معوّض أنّ "الشّركة تحرص على مواكبة التطوّر والاساليب الحديثة التي تعتمدها غالبيّة دول العالم، لكن المسار سيكون طويلاً، خصوصاً في سياق فرز النفايات، حيث أنّه في الدول الأوروبيّة على سبيل المثال، يتلقّى الطالب في المدرسة وفي عمر صغير، دروساً مفصّلة وشاملة عن كيفيّة فرز النفايات، والعقوبات التي يتعرّض لها كلّ مخالف لهذه المبادئ العامّة، بعكس ما يحصل في لبنان، الامر الذي يدفعنا الى القيام بحملات توعية مكثّفة تستغرق حوالي الستة او السنة لتمكين المواطن من معرفة الخطوات التي يجب أن يتقيّد بها ويسير عليها في ما خصّ الفرز. وفقاً لذلك، سنعمل بداية بالطرق التي كانت تعتمدها "سوكلين"، ومن ثمّ ننظّم حملات التوعية، بالتنسيق مع البلديات المعنيّة التي عليها أن تساعدنا في موضوع الفرز، فنحن لسنا الطرف الذي يعاقب المُخالف، والمّهمل، بل دورنا يقتصر على حملات التوعية، فيما على البلديات ان تقوم بالمساءلة وتنظيم المحاضر وما الى هنالك".

وإذ كشف عن أنّ "الشّاحنات التي تستعملها الشركة، هي حديثة، وتتمتّع بمواصفات عالميّة متطوّرة، فهي مجهّزة بالـ"GPS" أي النّظام العالمي لتحديد المواقع، بهدف مراقبة تحرّكاتها وكيفيّة تنفيذها للخطط الموضوعة، والمهمّات الموكلة اليها، بالاضافة الى ذلك، تتميّز هذه الشّاحنات بأنها صديقة للبيئة".

وظيفياً أكّد معوّض أنّ "سيتي بلو"، عمدت الى توظيف أكثر من 250 عاملاً لبنانيّاً كانوا يعملون في "سوكلين" ضمن نطاق القضاء الذي نتولّى فيه مهام رفع النفايات، وتمّ إختيار هؤلاء بالاستناد الى المؤهّلات المطلوبة والكفاءة والخبرات التي يمكن ان نستفيد منها". مشيراً الى أنّ "الشّركة تعمل على إطلاق تطبيق خاصّ بالهواتف يتيح للمواطن إمكانيّة التبليغ عن الشوارع والاماكن التي تتكدّس فيها النفايات".

ولفت معوّض الى أنّ "الشركة ستقوم أيضاً بأعمال الكنس، التي تتولّاها البلديات الى حين البتّ بالموضوع لانها تؤثّر كثيراً على صورة المنطقة والشوارع، وعندما يرى أي مواطن النفايات مرميّة على الارض مثلاً لن يميّز وقتها في الجهّة التي لا تقوم بواجباتها، وسيقول بأن الشركة الجديدة لا تعمل جيّداً، كونه لن يفرّق بين اعمال الكنس وتلك المتعلقة برفع النفايات، من هنا حرصنا أيضاً على الدخول في هذه المناقصة على الرغم من أنّها ليست من مهام الشركة الحاليّة وهي مستقلّة عن المناقصة التي فازت فيها، بيد أنها ستجري هذه الاعمال بانتظار صدور القرار".

وختم معوّض بالتشديد على أنّ "المناقصة كانت شفّافة جدّاً، وتمكّنا من الحصول على أسعار منخفضة وصلت الى 26,95$ في الطنّ الواحد، وهناك مراحل كثيرة نسعى الى الوصول اليها وتنفيذها"، معتبراً أنّ "سوكلين قامت بواجباتها لأكثر من عقدين، بأعلى معايير النظام وبشهادة البلديّات، بيد أن المشاكل كانت ذات طابع سياسي ومرتبط بالدولة، بدورنا سنقوم بواجبنا على أكمل وجه طوال فترة السبع سنوات".