مقالات مختارة >مقالات مختارة
زينة المولد والميلاد في صيدا والجوار تجسيد للإنصهار الوطني
تضفي أنواراً متلألئة وتسهم في تحريك العجلة الإقتصادية
البلديات والمؤسسات الخاصة تعيد معالم الفرح للمدينة والمنطقة
زينة المولد والميلاد في صيدا والجوار تجسيد للإنصهار الوطني ‎الأربعاء 23 12 2015 11:42
زينة المولد والميلاد في صيدا والجوار تجسيد للإنصهار الوطني

سامر زعيتر

تتعانق فيما بينها وتتزامن أحياناً وتفترق أخرى، ومعها تعود المدينة مع جوارها لتكتسي أجمل حلّة من الزينة، فيما يجسّد مشهد هذا العام قِيَم التسامح والمحبة والتشارك بين أبناء الوطن الواحد...
«عاصمة الجنوب» صيدا تتلألأ مع الجوار بزينة المولد والميلاد، التي تجاورت بتزامن العيدين، كما هو حال أبناء المدينة مع جوارها، فالمولد النبوي الشريف يجمع المسلمين على اختلاف مذاهبهم، ويأتي متزامناً مع الميلاد ليجمع المسلمين والمسيحيين، اجتماع يتجسّد في مظاهر الاحتفال من خلال الزينة التي تضفي على المناطق جمالية متجدّدة...
مشهد تتكامل فيه البلديات، فكل يقوم بدوره للتعبير عن معاني الفرح، ليس بعيده وحسب بل بعيد الجوار، لأنها اعتادت التشارك في الأفراح والأحزان والتأكيد على التقارب بين اللبنانيين في هذه المنطقة...
فكيف بدا المشهد جنوباً، احتفاءً بالمولد النبوي الشريف وميلاد السيد المسيح؟ «لـواء صيدا والجنوب» عاد بهذه الانطباعات...

الزينة والأسواق

من صيدا إلى حارة صيدا وإنطلاقاً من تقاطع حسام الدين الحريري إلى دوار القناية – حارة صيدا، حيت التلاقي فيما بين صيدا وحارة صيدا والهلالية، مستديرة تجسّد انموذج العيش المشترك، وصولاً إلى سائر بلدات شرق صيدا، حيث تتلألاً الأنوار احتفاءً بالميلاد والمولد.
ومواكبة للاحتفالات، مدّدت «جمعية تجار صيدا وضواحيها» دوام المحال والمؤسسات التجارية في مدينة صيدا وضواحيها مع إعطاء التجار المزيد من الحسومات للمواطنين وذلك للمساهمة معهم خلال فترة التسوق بالأعياد، كما قدّمت الجمعية التهنئة بالأعياد المباركة والمجيدة إلى الأهالي، آملة أن تعود هذه المناسبات في السنة القادمة وقد تحسّن الوضع السياسي والأمني والإقتصادي في ظل إنتخاب رئيس للجمهورية، وأن تأخذ مؤسسات الدولة دورها في العمل على الخروج من الأزمة الإقتصادية التي تضرب المؤسسات التجارية والوطنية وتنعكس على حياة المواطنين بشكل كبير وتهدّد بالإفلاسات التي أصبحت واقعاً ينذر بضرر كبير مع بداية العام 2016، حيث يعتبر العام 2015 من أسوأ السنوات الإقتصادية التي مرَّت على لبنان.
أما زينة المولد والميلاد، فكان للتكامل بين البلديات والمؤسسات الخاصة الدور الكبير في إضفاء الصورة الجميلة عن المدينة وجوارها، وكعادتها في كل عام رفعت بلدية صيدا شجرة ميلادية عند تقاطع حسام الدين الحريري وسط المدينة، فيما قامت فرق البلدية المختصة بتزيينها بالورود الحمراء ومعالم الزينة الميلادية الخاصة ما أضفى على المكان رونقاً جمالياً مميّزاً، كما رفعت في محيط المكان معالم زينة المولد النبوي الشريف التي تكاملت مع زينة الميلاد.

السعودي

{ رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي قال: «المناسبة بحد ذاتها تعتبر مناسبة للفرح والزينة، ففي صيدا كما هو معلوم لدى الجميع بأن المئذنة تعانق الجرس، فبالقرب من كل مسجد هناك كنيسة، وهذا العام تتزامن الأعياد بين المولد والميلاد بفارق يوم بينهما، وهي مصادفة لا تتكرر إلا كل فترة من الزمن، والبلدية اعتادت أن تشارك الأهالي الفرح في جميع المناسبات، وكانت تخصّ الميلاد بزينة خاصة به، والأمر كذلك بالنسبة للمولد النبوي، ولكن هذا العام جاءت الزينة مشتركة احتفاءً بالعيدين».
وأضاف: «كان الملفت للنظر هذا العام تجسّد التعايش في المدينة ليس فعلاً وحسب، بل أيضاً من خلال الزينة للعيدين، فمدينة صيدا تمتاز بهذا التعايش، وهو ليس تعايش بين فئة كبيرة وفئة صغيرة، لأن هناك أعدادا كبيرة من المسيحيين في صيدا وجوارها، وكذلك التقارب بين اللبناني والفلسطيني، فضلاً عن تواجد جنسيات أخرى في المدينة، فهي مدينة للتعايش، ونرى ذلك متجسّداً من خلال التنوّع، ونرى التصاهر بين الجميع، ففي عائلتنا على سبيل المثال، فإن ابن عمتي متزوج من مسيحية وابن عمتي الأخرى كذلك، وابنة شقيقتي متزوجة من شيعي وابنة شقيقي متزوجة من شيعي أيضاً، وأخوالي متزوجون من فلسطينيين، وشقيقي كذلك، ففي البيت الصغير هناك المسلم والمسيحي واللبناني والفلسطيني، وهذه هي مدينة صيدا نموذج التعايش والتكامل».
وختم السعودي: «صيدا هي عضو في «اتحاد بلديات صيدا – الزهراني»، فالتعاون هو تاريخي بين البلديات، والانتشار الصيداوي في قرى شرق صيدا نسبته كبيرة، والتعاون متين، وصيدا تستقبل نفايات 16 بلدية إلى جانب نفايات مخيم عين الحلوة، كما أن المجاري التابعة لـ 65 قرية تصبُّ كلها في صيدا، فنستغرب أن يقوم البعض بالاحتجاج على إرسال عوادم النفايات إلى قرية ما واحتجاج رئيس بلديتها بأن ذلك يهدف إلى تهجير المسيحيين، فنحن نستقبل النفايات والمجاري لسائر المناطق، ولا يعقل أن يتم التعاطي بمثل هذا الأسلوب، ولكن هذا التباين في بعض الوجهات في العمل اليومي لا يلغي عمق الترابط بين المسلمين والمسيحيين في صيدا وجوارها».

الزين

{ بدوره رئيس بلدية حارة صيدا سميح الزين قال: «تشكّل المناسبات الدينية والوطنية بحد ذاتها فرصة للتلاقي وتبادل التهاني فيما بين أبناء المنطقة، الذين اعتادوا على التعاون في مختلف الأمور، ونحن نعتز بدورنا في خدمة أهلنا والجوار، وفي الوقت نفسه نحرص على إظهار مشاعر الفرح والحزن وفق كل مناسبة، والتشارك مع الجميع في تقديم التهاني والتعازي، وهذا الأمر واجب علينا جميعاً».
وأضاف: «هذا العام تتزامن ذكرى المولد النبوي للرسول محمد «صلى الله عليه وآله» وميلاد السيد المسيح عليه السلام، وبهذه المناسبة نتوجّه بالتهنئة إلى اللبنانيين جميعاً، وكلنا أمل أن تأتي الأعياد في العام المقبل وقد تعافى لبنان من جراحه واستعاد عافيته، ولقد قامت بلدية حارة صيدا واحتفاءً بالأعياد إضاءة شجرة ميلادية عند مستديرة القناية، وتزيين جادة الرئيس نبيه بري التي تربط الحارة بمنطقة جزين وبعض الطرقات في الحارة، مما أضفى جمالية على المنطقة وخصوصاً في فترة المساء».
وختم الزين: «نغتنم هذه المناسبة للتوجّه بالتهنئة إلى المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وإلى فعاليات المنطقة وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه بري وإلى الوزراء والنواب وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية على الجهود التي تبذل لأجل حماية لبنان من المتربّصين به، لأن وطننا يحتاج إلى سواعد جميع بنيه للوقف في وجه المؤامرات المتتالية، والتي نجح لبنان بفضل حنكة العقلاء والحكماء فيه بتجاوز المحن والفتن، كما نتقدّم بالتبريكات باستشهاد عميد شهداء لبنان سمير القنطار».

مخول

{ أما رئيس بلدية الهلالية سيمون مخول فقال: «إن الأعياد كما تعبّر عن نفسها تجسّد الفرح والتشارك فيما بين الجميع من خلال تقديم التهاني والتعبير عن مشاعر الحب المتبادل بين جميع طوائف الوطن، وما يميّز ميلاد العام 2015 هو تزامنه مع المولد النبوي، ويأتي ذلك للتأكيد على المعاني الجميلة التي نحملها في وطننا بأننا نعيش معاً ونحتفل بأعيادنا جمعياً، والتي تجعلنا دائماً متمسّكين بوطننا وقِيمنا المشتركة التي نعتزّ بها».
وأضاف: «كعادتها في كل عام تقوم البلدية بالتشارك مع المؤسسات الخاصة بإظهار جمالية المنطقة، وهذا الأمر يدخل السرور على الجميع، ويأتي ذلك بالتكامل مع دور البلديات في المنطقة والتي نتشارك جميعاً في العمل المشترك من خلال «اتحاد بلديات صيدا – الزهراني»، فهذا التكامل يعود بالخير والمنفعة على الجميع، لأن التداخل السكاني بين المناطق هو أمر طبيعي، ودورنا هو خدمة الجميع».
وختم مخول: «نتوجّه بالتهنئة إلى اللبنانيين عموماً وإلى أبناء صيدا والجوار والجنوب خصوصاً، وإلى فاعليات المنطقة وكلنا أمل أن تحمل الأيام المقبلة الخير لأهلنا ووطننا ويبعد عنا الفتن والمحن».
أمل يقترن بعمل متواصل، يعطي لمنطقة صيدا وجوارها هذا النموذج في العيش المشترك والانصهار الوطني.