أمن وقضائيات >أمن وقضائيات
معرفة منفّذ جريمة قتل مارون نهرا في مجدليون
الجمعة 23 06 2017 09:49صيدا - ثريا حسن زعيتر:
تمكّنت القوى الأمنية في صيدا من تحديد مرتكب الجريمة التي وقعت في بلدة مجدليون شرق صيدا منتصف ليل أمس الأول، بحق المواطن (مارون حنا نهرا 47 عاماً) من بلدة عين الدلب – شرق صيدا، وهو (وليد عبيد من مواليد 1991) الذي ما زال متوارياً عن الأنظار.
وقد أقدمت القوى الأمنية وبإشارة من النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان على مداهمة منزله في مجدليون فلم يُعثر عليه وتم توقيف والديه أحمد عبيد وأكابر قاسم على ذمة التحقيق.
وكان نهرا قد تعرّض لإطلاق نار أثناء وجوده داخل سيارته قرب سوبر ماركت البسام في منطقة مجدليون، حيث أُصيب بعدّة طلقات نارية في صدره ووجهه وكتفه، نُقِلَ على أثرها إلى «مركز لبيب الطبي» في صيدا بحالة خطرة، وما لبث أن فارق الحياة.
وبعد التحقيقات تحركت القوى الأمنية لمعرفة هوية القاتل وما وراء أسباب ودوافع الجريمة وإطلاق النار على القتيل بهذا الدم البارد في شارع عام مزدحم جداً بالمارة والسيارات بدأت بفك خيوط الجريمة من خلال سيارة القاتل، إذ أظهرت كاميرات مراقبة مثبتة في محيط المكان، أن شخصاً كان يستقل سيارة من نوع مرسيدس فضية اللون ترجل منها وأطلق النار من سلاح حربي باتجاه المواطن نهرا قبل أن يفر إلى جهة مجهولة، وتم التحقق من ملكية لوحة سيارة المرسيدس فتبين أنها تعود لشخص غير القاتل، فجرى الاستماع إلى إفادته إلى أن توصلت التحقيق إلى تحديد هوية القاتل.
وتؤكد المصادر أن أحد الهواتف المحمولة وما عليه من تفاصيل وحوارات، اضافة الى ما اظهرته كاميرات المراقبة قد اكدت جميعها بشكل واضح ان مارون نهرا كان على علاقة شخصية ووطيدة بعائلة (عبيد)، كما انه قبل وقوع الجريمة بعدة ساعات اي حوالى السابعة مساء كان يعقد لقاء بين القاتل والقتيل في منزل الاول وبحضور الام والاب، وتخللته مناقشة أفيد بأنها كانت حامية، وانتهى اللقاء وغادر نهرا، وحوالى منتصف الليل جرى اتصال هاتفي مجدّداً بين (وليد) ونهرا وتوافقا على لقاء في النقطة المحدده، حيث باغته بإطلاق النار عليه فوراً وارداه.
ولاحقاً تبين وراء قتل نهرا هو دافع أخلاقي ولوحة السيارة مزورة في جديد التطورات المتصلة بالجريمة وخلفيات الجريمة اخلاقية بعدما اكتشف القاتل وجود علاقة بين والدته والمجني عليه نهرا وتم كشف هوية الجاني ودوافع الجريمة من خلال آخر مكالمات تلقاها نهرا قبل مقتله من بينها رقم قاتله الذي فر إلى جهة مجهولة علماً انه من مواليد بر الياس – البقاع.
وبناء عليه أوقفت القوى الامنية في صيدا 3 اشخاص مشتبه بهم في هذه القضية من بينهم والدة الجاني ووالده ومؤهل في قوى الامن هو قريب للجاني وصاحب السيارة التي تبين ان القاتل استخدم لوحة مزورة عليها، وبالتالي ان لا علاقة للفلسطيني خليل حسن حمد بالسيارة.
ردود فعل
و زارت النائب بهية الحريري بلدة عين الدلب وقدمت التعازي الى عائلة المغدور مارون حنا نهرا في كنيسة مار باسيليوس مستنكرة الجريمة.
واعتبرت الحريري في بيان صادر عن مكتبها الاعلامي ان هذه الجريمة النكراء تطرح من جديد مشكلة السلاح المتفلت في غير منطقة والذي نرى ونسمع كل يوم فصلا جديدا من فصول جرائمه المتنقلة وما يتسبب به من ضحايا وآلام لعائلاتهم ويعزز لدى المواطنين القلق من تنامي هذه الظاهرة المستشرية في مجتمعنا مطالبة بوضع حد لها ومشيدة بسرعة كشف القوى الأمنية لملابسات الجريمة وهوية القاتل ودعتهم للعمل سريعا على توقيفه وتقديمه للعدالة لينال القصاص المناسب.
{ وأعلن رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية النائب الدكتور ميشال موسى أنه «مرة أخرى ترتكب جريمة السلاح المتفلت بشكل وحشي وقح، اغتيل مارون نهرا على الطريق العام وبدم باردة كما تظهر كاميرات عملية القتل».
وأضاف: «آن الاوان للتصدي لهذه الجرائم المتنقلة على مختلف المستويات من اجل مكافحة هذه الآفة الضارية من قبل قتلة حقيرين ورعاع. ونطلب من السلطات الامنية الاسراع في كشف القاتل وانزال اشد العقوبات فيه».
{ واعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي عسيران ان «جريمة قتل المواطن حنا نهرا في مجدليون بالسلاح المتفلت ترمز بشكل واضح الى انهيار القانون في البلاد، وهذا التفلت الدائم يرمز ايضا على ان لبنان اصبح دولة فاشلة»، داعيا الوحدات الامنية والعسكرية اللبنانية الى مضاعفة جهودهم للحد من الجريمة والى القاء القبض على قتلة نهرا وسوقهم للعدالة لينالوا القصاص العادل على ما اقترفته ايديهم من قتل مواطن بريء وبهذه الطريقة البشعة.
وأشار عسيران إلى أن «اللبنانيين سافروا الى الخارج بحثا عن مورد رزق وعن ملاذ امن وها هم يطمحون ليودوا الى وطنهم لبنان البلد المستقر بعدما ضحوا بشبابهم واجتهدوا في بلاد الاغتراب ليعيشوا بكرامة ومن حقهم علينا ان نعيدهم الى وطن يجب ان تقوم الدولة فيه بأبسط واجباتها من حفظ الامن وتأمين الكهرباء والمياه وحل معضلة النفايات»، لافتاً إلى ان اجتماع قصر بعبدا يرتكز الى هذه المعطيات، وها هو قصر بعبدا عاد لجميع اللبنانيين، والامل معقود على عودة الدولة الى واجباتها وبشكل جدي.
{ واستنكر الأمين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد جريمة قتل المواطن مارون حنا نهرا، وتوجه بالتعزية إلى عائلته وأصدقائه.
كما أجرى اتصالاً برئيس بلدية عين الدلب داني جبور موجهاً التعزية إلى المجلس البلدي وعموم أهالي بلدة عين الدلب.
واعتبر سعد أن هذه الجريمة المدانة لن تتمكن من تعكير أجواء الأمن والطمأنينة والاستقرار التي تنعم بها منطقة صيدا، داعياً القوى الأمنية إلى التحرك بسرعة من أجل اعتقال القاتل وكشف ملابسات الجريمة، ومطالباً باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المواطنين ومنع الاستهتار بأرواح الناس.
{ ودان رئيس إتحاد بلديات صيدا الزهراني، رئيس بلدية صيدا، المهندس محمد السعودي جريمة قتل المواطن مارون حنا نهرا بدم بارد فجر أمس في بلدة مجدليون (شرق صيدا).
وأثنى على سرعة كشف القوى الأمنية لخيوط الجريمة وتحديد هوية مرتكبها وملاحقته تمهيدا لتوقيفه وسوقه للعدالة لينال العقاب المناسب لمثل هذه الجرائم، التي وللأسف تتزايد يوما بعد يوم ما يستدعي إعادة النظر بالعقوبات كي تأتي رادعة وزاجرة.
وتقدّم بأحر التعازي إلى عائلة المغدور نهرا في هذا المصاب الأليم مؤكدا مشاطرة أهالي وفاعليات صيدا ومنطقتها مشاعر الأسى والحزن مع عائلات وأهالي بلدة عين الدلب في هذه اللحظات العصيبة.