عام >عام
الفلسطينيون يرفضون طروحات الإحتلال ويشدُّون الرحال إلى "جمعة الأقصى"
تخبط إسرائيلي لحل مأزق البوابات الإلكترونية
الخميس 20 07 2017 09:20هيثم زعيتر
يعيش الكيان الإسرائيلي حالة تخبّط جرّاء التصرّف الأرعن بإغلاق المسجد الأقصى، ووضع بوابات إلكترونية على بابي الأسباط والمجلس.
وقد ظهر ذلك جلياً من خلال البحث عن مخرج لهذا القرار التعسّفي، الذي يُنذِر بمضاعفات خطيرة، جرّاء رفض الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين، مقدسيين ومن مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة لهذا القرار الجائر، الذي يُعتبر مسّاً بالسيادة على المسجد الأقصى.
ودعت المخابرات الإسرائيلية إلى إزالة الأبواب الإلكترونية من على بابَيْ الأسباط والمجلس، خشية تفجّر الأوضاع، فيما رفضت شرطة الإحتلال ذلك، داعية إلى إبقاء الأبواب الإلكترونية.
وفي إطار البحث عن المخارج، أبلغت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "دائرة الأوقاف الإسلامية" في القدس، بما أسمته "حل وسط" يقضي بتفتيش استنسابي لبعض المصلّين، الذين تختارهم قوّات الإحتلال، للمرور عبر البوابات الإلكترونية، فيما يمكن للبقية المرور بشكل طبيعي دون تفتيش.
هذا الاقتراح يُتوقّع أنْ ترفضه الأوقاف، كما الفلسطينيون والأوقاف الأردنية التي تشرف على الأوقاف الإسلامية في المدينة المقدسة.
من جهته، أكّد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال تواجده في العاصمة المجرية، بودابست، أنّ "موقف إسرائيل لم يتغيّر من قضية البوابات الإلكترونية"، داعياً "الدول العربية وجهات عالمية إلى المساعدة في إعادة الهدوء إلى الأقصى".
لكن ألمح نتنياهو إلى إجراء المزيد من المشاورات "لجهة الآراء المختلفة ووجهات النظر والأمنية المختلفة بشأن البوابات الإلكترونية".
في غضون ذلك، قرّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قطع زيارته الخارجية التي يقوم بها إلى الصين، والعودة إلى رام الله في الضفة الغربية المحتلة، من أجل متابعة الأوضاع والتطوّرات في مدينة القدس المحتلة وخاصة المسجد الأقصى.
وأعلن الناطق الرسمي بإسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة عن أنّ "الرئيس عباس سيجري سلسلة من الاتصالات عربياً ودولياً لمنع تدهور الأوضاع".
وأمس زحف آلاف الفلسطينيين إلى أبواب المسجد الأقصى، لأداء الصلوات في يوم الغضب، التي أدّوها أمام باب الأسباط على الإسفلت بالرغم من حرارة الشمس الحارقة.
وتعرّض جنود الإحتلال للمصلين وأطلقوا بإتجاههم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، واعتقلوا شابين.
ومنع جنود الاحتلال الفلسطينيين من الضفة الغربية من الوصول إلى القدس.
واندلعت مواجهات عنيفة ظهر أمس بين شبّان مخيم قلنديا - شمال شرق القدس وقوّات الإحتلال، التي أطلقت النار لتفريق المتظاهرين، الذين خرجوا في مسيرة باتجاه حاجز قلنديا لنصرة الأقصى.
كما شهد المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم على مدخل القدس، مواجهات بين قوّات الإحتلال ومتظاهرين فلسطينيين، خرجوا في تظاهرة تلبية لدعوة حركة "فتح".
ولدى وصول المتظاهرين إلى أمام البؤرة الاستيطانية المعروفة بإسم "قبر راحيل" المقامة على أنقاض "مسجد بلال بن رباح"، تعرّضوا للرصاص المطاطي وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين.
وأكّد الفلسطينيون مسلمين ومسيحيين، أنّ "الاعتداء على الأقصى، هو بمثابة اعتداء على كنيسة القيامة".
وقرّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إغلاق جميع المساجد في أحياء وبلدات وقرى المدينة المقدسة يوم غد (الجمعة) والتوجّه لأداء صلاة الجمعة أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك، رفضاً للبوابات الإلكترونية، التي نصبتها قوّات الإحتلال الجمعة الماضي.
ودعت مرجعيات دينية فلسطينية إلى شد الرحال والتوجّه إلى المسجد الأقصى، بدلاً من الصلاة في جوامع البلدات والقرى.
وعُقِدَ لقاء جمع مرجعيات وقوى وطنية ورجال دين مسلمين ومسيحيين، في مقر المحكمة الشرعية في مدينة القدس.
وتقدم المشاركين في اللقاء: رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمّد حسين، رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب والقائم بأعمال قاضي القضاة الشيخ واصف بكري.
وأكدوا أن "الحشد الذي شهدته منطقة باب الأسباط، كان بأعداد كبيرة، وقامت قوّات الإحتلال بمهاجمته من أجل التنغيص على المشاركين وإرعابهم لعدم العودة مرّة ثانية، ونحن على قناعة تامة بأن أهل بيت المقدس، سيعودون للصلاة في محيط الأقصى، تأكيداً على إصرارهم على حماية المسجد ورفض البوابات الإلكترونية ولن يرهب القمع شعبنا".
ودعا المفتي حسين "المقدسيين إلى الصلاة في محيط المسجد الأقصى المبارك بدلاً من الصلاة في مساجد القرى والأحياء المحيطة".
وكرّر المفتي حسين خلال مؤتمر صحفي لرجال دين في القدس، رفض "أي شكل من أشكال التغيير للوضع التاريخي في المسجد الأقصى"، داعياً "كل من يستطيع الوصول من الفلسطينيين والمسلمين إلى شد الرحال للمسجد والصلاة فيه والرباط على أبوابه".
وأكد المفتي حسين أنّ "ما يربط المسلمين والفلسطينيين مع المسجد الأقصى هو ثوابت عقائدية، فالدعوة لشد الرحال للمسجد الأقصى هي دعوة نبوية من الرسول محمد"، مشدداً على أن "ما يجري في القدس رسالة أن المقدسيين لن يتخلوا عن المسجد الأقصى، الشعب الفلسطيني بكل مكوناته بمسلميه ومسيحييه، شعب يحب الحياة والأمن والسلام لمدينة السلام التي غيّب الاحتلال السلام عنها".
فيما أكد الشيخ صبري أنّ "التواجد المكثف للمرابطين والمصلين على أبواب المسجد الأقصى أرهب قوات الإحتلال الإسرائيلي، الذي اختلق أسباباً ليقوم بالهجوم على المصلين والاعتداء عليهم لتفريقهم".
وشدّد الناطق بإسم بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس الأب عيسى مصلح، الذي شارك في اللقاء أنه "لن نتخلى عن بعضنا البعض في ظل هذه الظروف التي ألمت بالمسجد الأقصى، وكنائسنا مفتوحة لهم".