عام >عام
ماذا يجري على "واتساب" بين اللواء ابراهيم و"أبو طاقية"؟
الجمعة 28 07 2017 10:01رغم عدم رغبة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أول من أمس، في الحديث عن مهلة محددة لإنهاء الوجود العسكري لجبهة النصرة في لبنان، إلا أن المعركة فعلياً انتهت في الرابعة من فجر أمس، مع إعلان التنظيم الارهابي الاستسلام والانصياع لشروط حزب الله. أعقب ذلك إعلان وقف إطلاق النار على جميع جبهات جرود عرسال منذ السادسة صباحاً، بعد أن لمست "النصرة" ليلاً جدية المقاومة في الهجوم على آخر مساحة لا تزال تحت سيطرة المسلحين، في وادي حميد ومنطقة مدينة الملاهي.
وعلى الاثر وافقت قيادتها على التسوية التي لن تشمل المسلحين فقط، بل أيضاً عائلاتهم وكل من يرغب من المدنيين في الذهاب الى إدلب. وتجاوز العدد الإجمالي لمن يرغبون في الانتقال عتبة الألف شخص، مدنيين ومسلحين. وسيتم ذلك "بشكل منظّم وبإشراف الدولة اللبنانية، وسيتولى الصليب الاحمر اللبناني الأمور اللوجستية"، على ما أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، عقب زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأضاف إبراهيم أن الاتفاق سيكون منجزاً خلال أيام، مؤكداً في سياق ردّه على سؤال حول تصوير الاتفاق وكأنه لتحرير أسرى حزب الله لدى "جبهة النصرة": "الاتفاق هو لتطهير أراض لبنانية وتحريرها، ومن يستفد من هذا التحرير فلا مانع" من استفادته.
وعلمت "الأخبار" أن التفاوض يتم عبر وسيط لبناني هو الشيخ مصطفى الحجيري (الملقّب بـ"أبو طاقية")، لا عبر قطر. وهذا الوسيط سبق أن أنجز أكثر من مهمة تفاوضية بين الأمن العام والإرهابيين. وأكّدت مصادر معنية بالتفاوض أن أيّ جهة أجنبية لم تتدخل في المفاوضات التي تُدار بمجملها عبر تطبيق "واتساب". وإضافة إلى خروج من يشاء من المسلحين وعائلاتهم إلى إدلب، في مقابل الإفراج عن 5 أسرى لحزب الله لدى النصرة وتسليم جثامين عدد من شهداء المقاومة، يتضمّن الاتفاق تفكيك المخيمات الأربعة الموجودة في منطقة الملاهي ووادي حميّد، ونقل النازحين الذين يقطنونها إلى داخل بلدة عرسال. وينص الاتفاق أيضاً على أن ينتقل المسلحون والراحلون معهم بباصات إلى إدلب، عبر طريق لم يُحدد بعد، لكن المرجّح أنه طريق عرسال ـــ جوسيه ــ القصير ــ حمص ـــ قلعة المضيق. وفي آخر نقطة للجيش السوري، سيتم تفتيش المسلحين والتدقيق في لوائح الأسماء. ومع كل مجموعة من المسلحين تدخل مناطق سيطرة النصرة والجماعات الأخرى نحو إدلب، يتم الإفراج عن أحد المقاومين الأسرى لدى النصرة وجثامين الشهداء. ورجّحت المصادر أن يتم الانتهاء من عملية التبادل مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، نافية أن تكون بنود الاتفاق قد تطرّقت من قريب أو بعيد إلى مسألة نقل مطلوبين من مخيّم عين الحلوة إلى إدلب.
وتسلّم الوسيط أمس لائحة بأسماء المسلحين وعائلاتهم والمدنيين الراغبين في العودة، ويجري التدقيق فيها تمهيداً لتأمين عملية نقلهم وإخراجهم من لبنان. واشترطت النصرة مواكبة حزب الله للقافلة أمنياً.
وبعد إنهاء ملف النصرة، سيتم تنفيذ اتفاق آخر لا صلة به بعملية التبادل هذه، ينص على نقل مسلحي سرايا أهل الشام إلى سوريا، وإنهاء وجودهم داخل الأراضي اللبنانية، بالتنسيق مع الدولة السورية.
وكانت المقاومة قد دخلت أمس المنشأة الأساسية والأكبر للنصرة في جرود عرسال، وتقدّر مساحتها بنحو 400 متر مربع داخل أحد الجبال في وادي الخيل. وفي أحد أقسام هذه المنشأة احتُجز الجنود اللبنانيون الذين تمّ اختطافهم أثناء معركة عرسال ضد الجيش اللبناني عام 2014 وأطلق سراحهم في عملية تبادل لاحقاً. كذلك عثر رجال المقاومة على مقبرة استحدثها المسلحون لدفن عشرات القتلى منهم، الذين سقطوا في المعارك.