عام >عام
الأقصى يغص بألوف الفلسطينيين إحتفاءً بالإنتصار على المحتلين
شهيدان و250 جريحاً بمواجهات الضفة وغزة واعتقالات بالجملة
السبت 29 07 2017 09:34هيثم زعيتر
سيل بشري فلسطيني اتجه نحو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في يوم الجمعة، متحدين الإحتلال الإسرائيلي واجراءاته وغطرسته في الأقصى والشوارع المؤدية إليه.
وقد دفع الإصرار الفلسطيني على الدخول إلى المسجد المبارك، سلطات الإحتلال لأن تفتح أبوابه اعتباراً من صلاة العصر، لامتصاص حالة الغضب والغليان الفلسطيني المتفجر داخل المسجد وفي محيطه وفي المدينة المقدسة ومختلف المناطق الفلسطينية.
وأدى آلاف الفلسطينيين الصلوات اعتباراً من العصر، داخل المسجد الأقصى، ومن مختلف الأعمار ومن أبوابه كافة، بعد رضوخ الإحتلال الإسرائيلي للصمود الفلسطيني.
وبعد صلاة العشاء، عمت الاحتفالات داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، والتي استمرت حتى صلاة الفجر، حيث أدى المصلون الشكر لله، على هذا الانتصار.
وعادت شرطة الإحتلال إلى نقاطها المعتادة، ولم يشهد المسجد أي مواجهات مع وحدات منذ فتح البوابات.
وكانت قوات الإحتلال دفعت بحشود عسكرية ضخمة إلى مدينة القدس، مع السماح فقط للنساء ومن هم فوق الـ50 بالدخول إلى الأقصى، إلا أن الشبان وعشاق الأقصى صلّوا على الإسفلت في الشوارع والأزقة متحدين الإحتلال، ومؤكدين إصرارهم على نصرة الأقصى والقدس والدفاع عنهما ببذل الأرواح فداءً.
وكعادته بممارسة الاستفزازات بحق المقدسيين، لم يشأ الإحتلال تمرير صباح وظهر يوم الجمعة بسلام، فقد عمد جنوده إلى مواجهة الفلسطينيين العزل بالرصاص الحي والمعدني والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع، كما واجهوهم بخراطيم المياه العادمة، ما أدى إلى سقوط شهيدين و250 جريحاً.
وأدى المصلون الفلسطينيون أمس صلاة الجمعة داخل المسجد الأقصى المبارك، للمرة الأولى منذ أسبوعين، بعدما كسروا القيود التي حاول الإحتلال الإسرائيلي فرضها، على المسجد المبارك.
وشارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين بالصلاة ممن تمكنوا من الوصول إلى داخل المسجد، بعدما تجاوزوا الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضها الإحتلال على المسجد والمدينة المقدسة، وحولها إلى ثكنة عسكرية بنشره آلاف الجنود من الفرق الخاصة والخيالة ومواجهة أعمال الشغب و"حرس الحدود" فضلاً عن الشرطة.
بكّر الفلسطينيون بالتوجه نحو المسجد الأقصى، حيث استطاع الكثيرون منهم تجاوز الحلقات الثلاث التي أقامها الإحتلال على مداخل المدينة المقدسة وعند أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
وعلى الرغم من اقتصار الصلاة في المسجد على أبواب ثلاثة هي: الأسباط، المجلس، باب السلسلة، وإبقاء 6 من الأبواب مغلقة، وحصر دخول المصلين فوق الـ50 عاماً، فقد أدوا الصلاة التي ختموها بدعاء وابتهال إلى الله عز وجل، بأن تتحرر المدينة المقدسة والأراضي الفلسطينية المحتلة من الإحتلال الإسرائيلي.
ومن لم يتمكن من الفلسطينيين من الدخول إلى المسجد المبارك، أقام الصلاة عند مداخل المسجد، وبينها أمام باب الخليل الذي يقع تحت الإحتلال، وهي المرة الأولى التي يتمكنون فيها من أداء الصلاة منذ احتلال أول عاصمة عربية قبل 50 عاماً.
وكذلك عند باب المغاربة، الذي يعتبر مركزاً استيطانياً للإحتلال، الذي يدخل منه اليهود المشعوذون إلى باحات المسجد الأقصى لممارسة طقوسهم وشعائرهم التلمودية.
كما أقام الآلاف الصلاة في شوارع القدس وفي محيط البوابات التي منعوا من دخولها، فوق الإسفلت.
كذلك أقيمت الصلوات أمام الحواجز التي وضعها الإحتلال على مداخل المدينة المقدسة لمن لم يسمح لهم بالدخول إليها، بعدما تفتيش أوراق وهويات الفلسطينيين ومنع من يزيد عمره على 50 عاماً من الوصول إلى الأقصى، ومن دخول المدينة المقدسة لمن هو من خارجها.
وسجلت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الإحتلال بالقرب من قبة راحيل على مدخل بيت لحم باتجاه القدس، حيث نجح العشرات من الشبان بعد صلاة الجمعة، فأطلق الإحتلال باتجاههم القنابل الدخانية والغازية والمسيلة للدموع والرصاص المطاطي، ورشهم بالمياه العادمة من أجل تفريقهم ما أدى إلى إصابة البعض منهم بحالات اغماء.
فيما واجه المتظاهرون جنود الإحتلال بإمكاناتهم المحدودة بإلقاء الحجارة.
هذا وقرّر الإحتلال ابعاد 21 مواطناً فلسطينياً عن المسجد الأقصى لمدة 15 يوماً مع تمديد اعتقال للبعض.
واستشهد شاب فلسطيني في المواجهات التي وقعت بين شرطة الإحتلال والشبان الإسرائيليين على مفرق "عتصيون" جنوب بيت لحم، بعدما أطلق جنود الإحتلال النار عليه.
وزعمت قوات الإحتلال أن الشاب كان يحاول تنفيذ عملية طعن.
ومنعت قوات الإحتلال فرق إسعاف "الهلال الأحمر الفلسطيني" من الوصول لإنقاذ حياة الشاب الذي أطلق النار بإتجاهه.
ولوحت المرجعيات الدينية في القدس بالعودة إلى الصلاة في شوارع وأزقة البلدة القديمة احتجاجاً على ممارسات الإحتلال القمعية بحق المقدسيين.
وارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية ضد الرئيس محمود عباس بتحميله مسؤولية استمرار اشتعال الأحداث في القدس والضفة الغربية ووقوف حركة "فتح" وراء ذلك، حيث تبين أن قادة الحراك الشعبي هم قيادات في اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة.
وقد صُدم الإحتلال بتنفيذ الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالوقف الكامل للتنسيق الأمني مع قوات الإحتلال، الذي اتخذته القيادة السياسية الفلسطينية برئاسة الرئيس "أبو مازن"، وهو ما يتم للمرة الأولى منذ سنوات.
وعبر ضابط كبير في جيش الإحتلال الإسرائيلي عن الامتعاض من موقف "أبو مازن" بتهديد حياته، بالقول: "المستويان الأمني والسياسي الإسرائيلي يفضلان في هذا التوقيت عدم الذهاب إلى "تصفية الحساب" مع "أبو مازن" وبالتأكيد عدم تدفيعه ثمن ذلك، حتى انتهاء موجة التحريض ضد إسرائيل وتهدئة الوضع الميداني".
وأمس شيع الآلاف في بلدة حزما شمال شرق القدس جثمان الشهيد محمّد فتحي كنعان (25 عاماً) الذي استشهد متأثراً بإصابته برصاصة في رأسه قبل 3 أيام.