فلسطينيات >داخل فلسطين
هآرتس.. شباب القدس الشرقية: ليس لديهم ما يخسرونه
هآرتس.. شباب القدس الشرقية: ليس لديهم ما يخسرونه ‎الثلاثاء 8 08 2017 13:45
هآرتس.. شباب القدس الشرقية: ليس لديهم ما يخسرونه

رأي: وارن سبيلرغ- صحيفة هآرتس

"ليس لدينا حياة أو مستقبل" الظروف المعيشية الحياتية التي أججت المظاهرات التي اندلعت في القدس فالنار تحت الرماد والانفجار القادم بسبب المسجد الأقصى سيكون الأسوأ.

لهذا فقرار الحكومة الإسرائيلية كان صائباً عندما أزالت البوبات الإلكترونية، وبالرغم من أن الأزمة قد هدأت إلا أننا من الحكمة أن نعترف بأن الظروف المعيشية هي من دفعت بالشباب في القدس الشرقية للمخاطرة بحياتهم خلال القيام بمظاهرات سلمية والصلاة بالشوارع وأمام المسجد الأقصى تحديداً.

استمرار الظروف المعيشية وانعدام الأفق بالنسبة لعملية السلام أعطى الزخم للمظاهرات الغاضبة للشباب الذين يقطنون القدس الشرقية.

هذه الظروف ستكون الوقود الذي سيغذي اشتعال المظاهرات مرة أخرى فيما يتعلق بالسيادة الفلسطينية على المسجد الأقصى.

تجاهل إسرائيل للشباب الفلسطيني في القدس الشرقية: 

الشباب الفلسطيني مهمش من قبل السلطات الإسرائيلية وحياتهم يسودها الذل والحرمان وانعدام الفرص فالمسجد الأقصى هو ما يجعل لحياتهم معنى وقيمة حقيقية.

ووفق الدكتور مصطفي أبو سواي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة القدس "المسجد الأقصى جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية لجميع الفلسطينين كما أنه رمز وطني وديني للسيادة الفلسطينية"، هذا ما يفسر مشاركة المسيحيين الفلسطينيين بالمظاهرات (الظاهرة التي حازت على اهتمام الصحافة الغربية أثناء تغطيتها للمظاهرات).

الجدير بالذكر جزء من الدراسة بدعم من (اليونيسيف) كنت أنا وزميل من جامعه القدس قد قابلنا 60 شاباً فلسطينيا من العام 2010 إلى 2015، كباحث أمريكي من أصل يهودي، كنت محظوظاً أنني كنت مشاركاً ضمن هذه المجموعة، لكنني صُدمت من الظروف المعيشية لهؤلاء الشباب.

لايوجد لديهم تعليم ولا وظائف ولا ترفيه، المدارس مكتظة بالتلاميذ أكثر من 50 تلميذاً في الفصل، وجو المدارس يسودة العنف بسبب الازدحام الشديد وأكثر من 50% من الذكور لا يستطيعون إكمال دراستهم المدرسية مسموح لهم فقط لغاية الصف العاشر، يعاني السكان من الضغط النفسي نتيجة الوضع الاقتصادي المتأزم بسبب القيود الإسرائيلية سواء بالنسبة للعمل أو البناء، فيضطر رب الأسرة للعمل بوظيفتين لإعانة أسرته والبعض الآخر معتقل لدى إسرائيل.

ولا تقف القيود الإسرائيلية عند هذا الحد، فالشباب بشكل يومي وروتيني توقفهم قوات الأمن الإسرائيلية بالأوراق الرسمية والهوية الشخصية للتدقيق في شخصياتهم، وممن التقيتهم أثناء الدراسة، عانوا من العنف من قبل قوات الاحتلال.

التقينا ببعض الشباب في المنطقة حول شعفاط (شيكاغو مصغرة) حيث تضج بالمجرمين ومتعاطي المخدرات أحدهم أسمه (عماد) اسم غير حقيقي "هذا ما وجدته، لكي أنسى أنا وغيري ما يحدث هنا ليس لنا حياة أو مستقبل".

البعض الآخر من الشباب لا يرون أملاً في المستقبل وبناء دولة فلسطنية أو على الأقل حكم ذاتي، فليس لديهم ما يخسرونة إنهم لا يرون الضوء في آخر النفق، إنه لا وجود للنفق أصلاً.

الخطوات التي يجب على إسرائيل اتباعها:

يجب على إسرائيل اتخاذ الخطوات اللازمة لدمج هؤلاء الشباب بالقدس الغربية، فالمسؤولية تحتم عليها ذلك على بلدية القدس يجب عليها توفير المدارس والمدرسين وأماكن للترفية ووظائف وبرامج للتدريب ودمجهم بالاقتصاد الإسرائيلي والتعاون مع مؤسسات ثقافية ونفسية في الضفة الغربية.

إذا ما واصلت إسرائيل إهمالها لشباب القدس الشرقية فلن تجدي أي محاولات لنزع الفتيل مرة أخرى.