عام >عام
هل يصل "الذبح" إلى عين الحلوة؟
هل يصل "الذبح" إلى عين الحلوة؟ ‎الخميس 24 08 2017 11:13
هل يصل "الذبح" إلى عين الحلوة؟

جنوبيات

ما إن فَرِغَ بِلال بدر من حَفلِ زِفافِهِ حتّى دخلت عين الحلوة بجولةِ قتالٍ جديدةٍ كانت مُتَوَقّعَة كون مجموعته لم يُجْرَ اجتثاثها خلال جولةِ القِتالِ السّابقة. انشغال "بدر" في عَروسِهِ نابَ عنهُ في التزام الأمور الميدانيّة مساعدهُ بلال العرقوب الذي تكفّل بإشعالِ المُخيّم كُرمَة لِوعودِ بدر.

كان قبل أسبوعين تقريباً قد عَقَدَ الشّاب الثّلاثينيّ المطلوب بقضايا إرهاب (بلال بدر) قِرَانَه على فتاةٍ من المُخيّم تُدعى براء غالب حجير، وهي من عائلةٍ ذات توجّهاتٍ إسلاميّة مُتطرّفة وأشقّاؤها قياديون في "جُندِ الشام"، حسبما ينقل مصدرٌ فلسطينيّ لـ"ليبانون ديبايت"، ثمّ انتقل للسكن على أطراف حيّ الطيري الذي طُرِدَ منه في نيسان الماضي. اختار بدر بعنايةٍ نقطة ارتكازه الجديدة، فوقع رأيه على الاستقرارِ بمنطقةٍ تقعُ بين بُستانِ الطّيار وحي الصّفصاف الذي تُسيطرُ عليه "عصبة الأنصار". التمس المعنيّون ما يصبو إليه "أمير جند الشّام وبقايا فتح الإسلام"، فصدر بيان يُحذّر من خطورةِ عودته.

لم يَدُم التّحذيرُ سِوى ساعات، إذ أقدمَ مُساعدهُ بلال العرقوب على مُهاجمة مقرِّ القوّة الأمنيّة الفلسطينيّة المُشتركة، المُتمركزة في قاعةِ اليوسف في الشّارع الفوقانيّ، عاملاً على سلبِ عناصرها أسلحتَهم ومقرّهم وطردِهم على وقعِ تردادهِ رسالةً على مسمعِهم مفادُها "إن عُدتُّهم سأذبحكم" مُتوعّداً "قياداتِ حركةِ فتح -على أشكالها- بالذّبح بتهمةِ التّعاملِ مع "الجيش الصليبي" -وهي التَّسمية التّي أطلقها على الجيشِ اللّبنانيّ-.

التمسَ الفتحاويون نَفَساً داعشيّاً من تهديداتِ العرقوب، فجرى الإيعازُ إلى من يلزم بضرورةِ التحضُّر للانقضاضِ على حيِّ الطيري خاصّةً بعد أن تمدّدَ الرجلُ عسكرياً وشنَّ هجوماً "مُخططاً له مُسبقاً"، مُتمكّناً من استعادة جزءٍ يسيرٍ من المواقع التي خسرتها جماعةُ "بدر" في نيسان الماضي.

دارتِ المعاركُ التي اُستخدمت فيها مختلفُ صنوفُ الأسلحةِ، الرشّاشةِ والصّاروخيّةِ، حتّى بلغ رصاصُها الطائشُ مدينةَ صيدا ما أدّى لإعلانِ حالةِ الطوارئ وإغلاق سرايا صيدا "حِفاظاً على أرواحِ المدنيين والعسكريين" بعد أن سقطَ رجُلَا أمنِ دولة ضحيةَ الانفلات. داخلَ المخيّم، كانت "فتح" تهمُّ باستقدامِ تعزيزاتٍ عسكريّةٍ إلى الميدان، فيما لم يكن خفيّاً دورُ الجيشِ اللّبنانيّ بتقديمِ وتوفيرِ الدَّعم اللّوجستيّ، إذ فتحَ معابرَ الإمدادِ على مصرَاعيها، فاسحاً المجالَ أمامَ "المُنظّمةٍ" لاستقدامِ المُسلّحين من مخيّماتِ الجنوب.

وعلمَ "ليبانون ديبايت" أنّه جرى استقدامُ عناصرَ من مخيّمِ الرشيديّة في صورٍ كانوا يخضَعون لدوراتٍ عسكريّةٍ تحتَ إشرافِ مسؤولين مكلَّفين من القيادةِ المركزيّةِ في رام الله، وهؤلاء كانوا يُدرَّبون على مهمّةِ حفظِ أمنِ المُخيّمات. بالتوازي، كانت الإشاراتُ حول ارتباطِ مجموعة "البِلالَين" بداعش تتعاظم، خاصّةً بعد تسريبِ معلوماتٍ عن تلقّي المجموعاتِ المقاتلةِ رسالةً من أميرِ "داعش" في الرّقة أبو قُتادة الشامي عبر الواتس آب.

ولا يمكن إبعاد زواج "بلال بدر" عن سياقِ تورّط ِداعش، إذ حملت معلومات ٌوصفاً ضمنيّاً من أنّ زواجهُ يُعتَبرُ تزاوجاً بين فِكرَين مُتشدّدَين كِلاهُما من النّبع نفسه، أي داعش والنصرة، بحكمِ ارتباط العائلتين، وهذا ما أنتج تناغماً لاحقاً بين مجموعاتِ داعش والنّصرة في المُخيّم أثمر تجاوزاً للصراعاتِ العقائديّة مُتفرغتَين لقتالِ فتح، لكنَّ الهدفَ قد يبلغُ لاحقاً الجيش اللّبنانيّ الذي وُصفَ بـ"الصليبيّ" وبات موضعَ ثأرٍ انسجاماً لما حققّه في الجرود.

أمّا الذي يُثبتُ ارتباطَ المجموعةِ المؤلّفةِ من نحوِ 90 عنصراً تقريباً مدعومينَ بآخرين يخضعون لإمرةِ إسلاميّين متطرّفين بـ"داعش"، هو تمكّن عناصرَ "أمن فتح" من دخولِ منزلِ بلال بدر القديم في الجزءِ الذي تمّت استعادتهُ من حيِّ الطيري والذي كان يشغَله أفراد مجموعته بعد تواريه، إذ عُثِرَ في داخله على راياتٍ لداعش وأعتدةٍ حربيّةٍ مُتنوّعةٍ، لكنّ المُثير هو العُثورُ على سكاكين حادّة تُشبه تلك التي استخدمها "داعش" في عملياتِ الذبحِ الشّهيرةِ التي وثّقها بالفيديو، ما يقود إلى الرَّبط بين ما تمَّ العثورُ عليه وتهديداتِ العرقوب بالذبح!

وتقولُ مصادرُ فلسطينيّة لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ العرقوب بلغَ في تطرّفهِ مُستوياتٍ أكبر من تطرّفِ أستاذه، ناقلاً المفاهيمَ من ذراعِ القاعدةِ الرسميّ إلى ذراعِ "داعش" في كلِّ ما يحملهُ التنظيمُ من كراهيةٍ وتعصّبٍ، لافتاً إلى أنّ الذي عُثر عليه في منزلٍ آخر يعودُ لقياديٍّ في جماعةِ "بدر" يكاد يكونُ صادماً، إذ وُجدت ألبسةٌ مُشابهةٌ لتلكَ التي كانَ يرتديها ضحايا داعش.

المصدر : ليبانون ديبايت