يتساءل قيادي فلسطيني مخضرم، عن المعايير الوطنية التي إعتمدت أو تم ترويجها لإبرام صفقات مع عناصر ″داعش″ وقبلهم ″النصرة″، وبدهاء فيه نوع من الخبث يطرح، ألم يشارك هؤلاء ″الارهابيون″ في قتال الجيش اللبناني والقوى الامنية وخططوا ودعموا تنفيذ عمليات تفجير داخل لبنان.

ويذهب المسؤول في تساؤلاته الى أبعد من ذلك، مستندا الى واقعة إعدام عناصر الجيش المختطفين، وقبلهم عناصر آخرين.

ما أراده المسؤول الفلسطيني من تساؤلاته، هو القول: “إذا كانت المصلحة اللبنانية ومصلحة بعض الأطراف المحليين والإقليميين تقتضي إراحة لبنان والحدود السورية من هذا الارهاب، فلماذا لا يتم تعميم الامر حتى يشمل كل البؤر التي ينتشر فيها الارهاب لكي يعم الامن على مساحة الاراضي اللبنانية، وتحديدا مخيم عين الحلوة، الذي يأتمر فيه عشرات المطلوبين لقادة خرجوا من الجرود في الباصات المكيفة؟”.

ربما أراد المسؤول إبقاء كلامه في إطار التساؤلات، من دون أن يقدم أية تفاصيل عن معلومات يملكها في هذا الإطار، وعما إذا كان هناك من طرح أو نقاش أو حتى إقتراح  حيال هذا الامر لدى المرجعيات السياسية والأمنية اللبنانية.

من المعروف أن مخيم عين الحلوة شهد إشتباكات ضارية بين مجموعات إسلامية وبين حركة فتح، بالتزامن مع إطلاق الجيش اللبناني معركته ضد “داعش” في جرود السلسلة الشرقية، والتي إنتهت بإتفاق ضمن خروجهم من الاراضي اللبنانية مع عائلاتهم باتجاه دير الزُّور السورية، بعد تقديمهم معلومات عن تواجد جثامين شهداء الجيش، وبعد أن قاموا بتسليم حزب الله 4 جثامين وأسير له.

هذه المواجهات المسلحة في عين الحلوة، إنتهت بعد تدخل مرجعيات فلسطينية وقوى سياسية وحزبية وأمنية لبنانية، من دون معرفة خفايا الإتفاق الذي أفضى الى وقف إطلاق النار بعد فشل محاولات عدة.

كما ان هذه المواجهات التي حملت عناوين عدة، منها ما هو داخلي يتعلق بصراع النفوذ بين اقطاب الساحة الفلسطينية لا سيما حركتي حماس وفتح، ومنها ما يتعلق بسعي  المجموعات الاسلامية الى فرض واقع ميداني لقطع الطريق على أية محاولة مستقبلية لاستئصالهم، بعدما تردد ان إجماعا لبنانيا – فلسطينيا تبلور حول القضاء على تواجدهم في المخيم بعد انتهاء معركة الجرود.

لكن العنوان الذي لم يتطرق أحد إليه، هو الذي يضمره كل مطلوب في المخيم، وهو الخروج من عين الحلوة الى سوريا، وهذا ما كانت طالبت به النصرة خلال إبرام اتفاقها مع حزب الله وأفشلته السلطة اللبنانية التي رفضت خروج اي مطلوب وتحديدا اللبنانيين منهم، أو أي شخص شارك في قتال الجيش أو بأعمال مخلة بالامن في لبنان.

 ووفق المصادر، فإن مطلب قادة المجموعات المسلحة في عين الحلوة، كان ولا يزال هو إخراجهم منعا لإحراج المخيم وسكانه مع الجانب اللبناني، وهو مطلب سعت الي ترويجه قيادات فلسطينية مع حزب نافذ على الساحة اللبنانية، في محاولة ربما تكون أخيرة قبل حصول انفجار يخشاه الكثيرون داخل هذه البقعة الجغرافية الصغيرة، وإمكانية تطاير نيرانه الى المحيط وربما الى أبعد من ذلك.

وتضيف المصادر: “لقد تمت السيطرة على الوضع داخل المخيم، لكن هذا لا يعني انتهاء المشكلة التي ستبقى قائمة، طالما هناك مطلوبين للدولة بتهم أكبر من قدرة المخيم على تحملها”.

وتختم المصادر: ” الوضع في مخيم عين الحلوة لا يحتمل أية مغامرة او إجتهاد من أي طرف لبناني كان أو فلسطيني، كما حصل في المواجهات الاخيرة عندما قرر فصيل حسم الامر دون حصول إجماع فلسطيني، لذلك المطلوب اليوم هو موقف موحد بالتنسيق مع الجانب اللبناني لحماية المخيم ومحيطه، وهذا لا يتم من الزاوية الامنية وحدها، بل يجب  أن يكون هناك مساومات وإتفاقات لإنهاء الوضع في المخيم، والا فنحن أمام قنبلة موقوته قد تنفجر في أية لحظة”.

هذا الكلام إعتبره مصدر لبناني أنه قريب الى المنطق، لانه قد يريح الوضع داخليا، ورأى أن إمكانية حصول أمر مشابه في عين الحلوة  لما شهدته الجرود من ترحيل للمقاتلين، يبدو انه صعب التحقيق أقله في هذا التوقيت، نظرا لحالة الانقسام الشعبي والسياسي في لبنان حيال الاتفاق الذي حصل واعتبره البعض انتقاصا للسيادة وتفريطا بحق الشهداء.