عام >عام
السيد نصرالله إلتقى الرئيس الأسد: أميركا طلبت تأجيل "فجر الجرود"
السيد نصرالله إلتقى الرئيس الأسد: أميركا طلبت تأجيل "فجر الجرود" ‎الخميس 31 08 2017 23:30
السيد نصرالله إلتقى الرئيس الأسد: أميركا طلبت تأجيل "فجر الجرود"

جنوبيات

تحت عنوان "التحرير الثاني"، أطّل الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله مؤكّداً أن "حزب الله يؤيّد الدعوات التي صدرت عن الرؤساء الثلاثة بوقف السجالات وتهدئة المناخ في البلد"، داعياً إلى "معالجة ذيول الأحداث والمعارك التي حصلت وأدّت إلى هذا الإنتصار في الحدود الشرقية". وشدّد على أنّ "أمن الحدود هو من مسؤولية الجيش اللبناني بلا نقاش"، قائلاً: "لم ندّعِ يوماً أنّ أمن الحدود من مسؤوليتنا ونحن أخلينا الكثير من المواقع، وبالتالي فالحدود الشرقية هي في عهدة الجيش الوطني".

ودعا نصرالله، في كلمة خلال احتفال أقامه "حزب الله" في بعلبك لمناسبة تحرير الجرود، إلى معالجة الإشكالات أو الإلتباسات إن وجدت على الحدود الشمالية مع سوريا، ويجب الإسراع في تطبيع الأوضاع الداخلية. المطلوب اليوم وضع برنامج تطبيع للعلاقات لبلسمة الجراح وتهدئة النفوس، خصوصاً مع أهلنا الكرام في عرسال وبقية البلدات، والإسراع في محاكمة الموقوفين في السجون لأنّ هناك شريحة كبيرة من إخواننا السنة يحتاجون لإقفال هذا الملف".

وأضاف: "على المستوى الوطني يجب التنبّه إلى الشأن الأمني بشكل جيّد في كلّ المناطق، لأنّ هؤلاء المسلحون هم مهزومون ومكسورون، وقد هُزم مشروعهم وخرجوا أذلاء وهم أهل ثأر ولديهم سياسة توحش. وبالرغم من كلّ الآداء الأمني المحترف للقوى الأمنية، فالجميع معني بدرجة عالية من الإنتباه، وعلى الجميع أن يقدّم الدعم للجيش، ولا يعتبرنّ أحد أنّ التهديد الأمني قد انتهى، بل تراجع".

إنماء متوازن

وقال نصرالله: "يجب الإنتهاء من قصّة أنّ في لبنان قلب وأطراف، أيّ أنّ بيروت والجبل هي قلب الوطن، وأنّ هناك منطقة أهم من أخرى. كلّ شبر أرض في وطننا في الجنوب أو البقاع أو الشمال هو مسؤولية الوطن، أيّاً كان المحتل والمغتصب. ومن أهم شروط الدولة العادلة تنفيذ بند أنّ اللبنانيين متساوون بالحقوق والواجبات، ومن هذا الباب نطالب بالإنماء المتوازن، فالبقاع يحتاج إلى إنصاف من الدولة، وأن ترى الدولة اللبنانية أنّه جزء عزيز من لبنان".

وأضاف: "كذلك عكار شريك البقاع في الحرمان، لذا نطالبكم بالإنصاف والإنماء المتوازن والحضور العسكري والأمني للدولة اللبنانية. هذا البقاع أمنه هو مسؤولية الدولة، لا يجوز أن يسمح لبعض اللصوص وقطاع الطرق والمفسدين والعصابات وتجار المخدرات، أن يشوّهوا صورة هذه المنطقة أو أن يهدّدوا أيّ شريحة اجتماعية تعيش في هذه المنطقة".

وأردف قائلاً: "الدولة في المرحلة الأخيرة قامت بإنجازات كبيرة في الآونة الأخيرة، وأهلنا في البقاع معنيون بالتعاطي الإيجابي مع وجود الجيش والأجهزة الأمنية، وقد يحصل خطأ هنا أو هناك، والأصل هو التعاطي الإيجابي لأنّ لا بديل لنا عن الدولة". وتابع: "المقاومة هنا ليست بديلاً، فنحن مسؤولون عن مطالبة الدولة لتتحمل مسؤوليتها الأمنية"، مشيراً إلى أنّ "الدولة يجب أن توازن بين حضورها الأمني والانمائي، وفي حال لم يكتملا فالمنطقة ستواجه الفشل".

وقال: "نحن لسنا جزءاً معزولاً في لبنان، بل موجودون في كلّ البلد والمحافظات، وإذا ما أردْتَ أن يقتلني أحد، فقد يخطئ ويصيبك، لذلك يجب مواجهة الضغوط على لبنان بروح إيجابية، ويجب أن نعبر".

تقوية الجيش يزيد المعادلة الذهبية ألقاً

وأردف نصرالله قائلاً: "للإنصاف وافق رئيس الحكومة على المضي بقرار تحرير الجرود ومضى فيه، أمّا رئيس مجلس النواب فمواقفه معروفة". وأكّد أنّ "الجيش اللبناني وقيادته قاموا بعمل عظيم ويجب أن تتعزز الثقة السياسية بقدرة الجيش على القيام بعمليات دقيقة". وإذ دعا إلى "دعم الجيش ليزداد قوّة"، اعتبر أنّ "تقوية الجيش يزيد المعادلة الذهبية ألقاً لأنّنا سنبقى في لبنان بحاجة إلى المزيد من القوّة عندما نتحدث عن الأطماع والتهديدات الإسرائيلية، ومشتبه من يظن أنّنا نريد جيشاً ضعيفاً"، لافتاً إلى أنّ "من يتخذ من الجيش متراساً للتصويب على المقاومة والعكس، يصيب الجيش اللبناني".

ذهبت شخصياً إلى سوريا

كما قدّر نصرالله تضحيات الجيش السوري قائلاً: "الإنصاف يفرض أن نقدر عالياً في نتائج هذه المعركة تضحيات الجيش العربي السوري من البداية وحتى النهاية، وهو الذي قدم عدداً كبيراً من الشهداء على هذه الأرض، خصوصاً في المعركة الأخيرة". وتابع: "هم قاتلوا من أجل لبنان بناءً على طلبنا، وتحرير جرود فليطا والجراجير وقارة لم يكن أولوية حالياً للقيادة السورية، فهو يقود معركة على امتداد المعركة ولديه أولويات قتالية، ونحن ذهبنا إلى القيادة السورية وقلنا إنّنا نريد إنهاء الخطر على الحدود، كما أننا طلبنا ذلك لأن لدينا قضية وطنية إنسانية، ولا نستطيع كشف مصير الجنود إلا من خلال هذا التفاوض".

وقال: "أنا ذهبت شخصياً إلى سوريا والتقيت الرئيس السوري بشار الأسد، وطلبت منه المساعدة بنقل داعش من القلمون، وقلت له: كيف نفاوض، فقال لي إنّه إذا أرادت الدولة اللبنانية التفاوض، عليها هي التواصل معنا".

غضب أميركي من "فجر الجرود"!

وأكّد الأمين العام لـ"حزب الله" أنّ "سيطرة الإرهابيين على الحدود الشرقية اللبنانية السورية شكلت قاعدة تهديد للبنان وسوريا"، مشدّداً على أنّ "هناك قوى سياسية وازنة في لبنان أيدت المواجهة مع الإرهابيين على الحدود الشرقية". وأوضح أنّه "خلال المرحلة السابقة وبسبب الإنقسام السياسي لم تتمكن الدولة اللبنانية من اتخاذ قرار حاسم بالمواجهة العسكرية، لكنّها للإنصاف دخلت في مواجهة أمنية مع الخلايا الإرهابية حيث حقق الجيش والأمن العام وقوى الأمن وأمن الدولة إنجازات هامة".

وأردف أنّه "خلال المرحلة السابقة كانت هناك معلومات أنّ داعش تحضر لإحتلال بلدتين لبنانيتين من أجل ترهيب اللبنانيين والضغط على الدولة اللبنانية"، مشيراً إلى أنّه "كان من الواضح أنّ الإرهاب في الجرود أعيد تفعيله بقوّة مع بداية الربيع، وكان الصيف المقبل سيكون إستحقاقاً خطيراً".

وأوضح أنّه "لو أرادت الدولة تحرير جرود عرسال في تموز لم يكن عندنا مشكلة في ذلك، وما كنا قدمنا ما قدمناه"، لافتاً إلى أنّه "طُلب منّا التريث في استكمال المواجهة مع الإرهابيين في الجرود حتى اتخاذ الدولة اللبنانية قراراً بتحرير ما تبقى من جرود، فقلنا لهم نحن في غاية السعادة وسنكون إلى جانب إخوتنا في الجيش العربي السوري، فكانت عملية فجر الجرود وإن عدتم عدنا والتي إنتهت عملياً بتحقيق كافة أهدافها".

كما اعتبر أنّ "اتخاذ الدولة اللبنانية قرار المعركة في الجرود تطوّر بالغ الأهمية وممارسة للقرار السياسي السيادي، الذي هو أحد إنجازات العهد الجديد الذي يمثله الرئيس ميشال عون الذي كنا وما زلنا نؤمن أنّه رجل شجاع ورجل مستقل لا يخضع لأيّ ضغوط أو سفارة أو إغراءات".

ولفت نصرالله إلى أنّه "عندما تحقق الإنتصار في جرود عرسال أبلغ الأميركيون اللبنانيين رسالة غضب، وعندما قرّرت الدولة اللبنانية أن يقوم الجيش اللبناني الباسل بتحرير ما تبقى من جرود، عاد الأميركيون من جديد وطلبوا من المسؤولين اللبنانيين عدم القيام بهذه العملية العسكرية وهدّدوا بقطع المساعدات العسكرية عن الدولة اللبنانية".

ثناء على مواقف بري

وتطرق أيضاً إلى مناسبة الـ31 آب، ذكرى اختطاف الإمام موسى الصدر، وقال إنّ "سماحة الإمام موسى الصدر كان رجلاً في أمة وقضيته عزيزة علينا جميعاً". وأضاف: "يا سيدنا وإمامنا وقائدنا إنّ أبناءك في حركة أمل وحزب الله حفظوا نهجك في المقاومة والتحرير والحفاظ على لبنان وصيانة أمنه واستقلاله وعيشه المشترك والدفاع عن القدس وفلسطين، وكلّهم أمل في أن تعود كما أنت القائد والملهم والهادي إلى طريق الحق والإنتصارات"، مؤكّداً أنّ "هذا التحرير الثاني هو بعض زرع الإمام الصدر الذي أثمر كما انتصار تموز والتحرير في عام 2000". كما أثنى على مواقف الرئيس نبيه بري "الشجاعة والحكيمة"، مؤكّداً أنّه يثبت أنّه رجل التحدي والضمانة للجميع وللوحدة الوطنية.

تحرير الجرود أزعج إسرائيل

كما أشار الأمين العام لـ"حزب الله" إلى أنّ "تحرير الجرود أزعج إسرائيل، وأقلقها التنسيق على جبهتي الحدود وآداء الجيشين اللبناني والسوري"، مؤكّداً أنّها "تبكي أيتامها في سوريا وتبحث كيفية دفع الأخطار عنها عبر دفع الإدارة الأميركية لممارسة مزيد من الضغوط على إيران والتهديد بمزيد من الحروب".

وختم نصرالله: "يا أهلنا في البقاع، هذا التحرير الثاني هو ثمرة إيمانكم وصبركم وثباتكم وجهادكم الدامي والمتواصل وشهدائكم، وهذا ثمار دماء أعزائكم وشبابكم وفلذات أكبادكم ونتاج خياركم الصحيح وبصيرتكم النافذة وعدم فراركم من الزحف". وهذا التحرير رسالته أنّ لبنان مسيج برجاله وجيشه ومقاوميه. انتهى الزمن الذي يُعتدى على وطننا بفضل المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة".