عام >عام
قضية المطلوبين في عين الحلوة راوح مكانك وتحديّات تنتظر القوى الفلسطينية
الاثنين 11 09 2017 07:38جنوبيات
فيما لملم لبنان الرسمي والسياسي والعسكري والشعبي، الآمه المفتوحة على جرح الشهادة منذ سنوات، تحول شهداء الجيش الى شهداء الوطن، والى مشاعل ضياء وعنوانا للوحدة الوطنية بعيدا عن الطائفية والمذهبية والمناطقية، انشغل المسؤولون الفلسطينيون في لبنان بمتابعة اربع ملفات ساخنة ومتصلة ببعضها لتحصين الامن والاستقرار في مخيم عين الحلوة، الذي ما زال يشكل مصدر قلق لاستهداف الامن الوطني اللبناني بعد دحر تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" الارهابيين عن الاراضي اللبنانية والخشية من خلايا نائمة للانتقام.
اولى هذه الملفات الساخنة، قضية المطلوبين والمتوارين عن الانظار في مخيم عين لحلوة سواء منهم اللبنانيين او السوريين او الفلسطينيين، حيث بقيت تراوح مكانها وسط مشاورات مكثفة للخروج بالصيغة الانسب للحل، فيما تجد القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية نفسها امام تحديات كبيرة لمواجهة هذا الاستحقاق الخطير.
وعلمت مصادر ان المساعي التي بذلها رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود مع مراجع سياسية كبيرة وصلت الى نتيجة من الصعوبة البالغة تحقيقها في معالجة هذه القضية بترحيل المطلوبين الى الداخل السوري، على غرار ما جرى من اتفاق مع "جبهة النصرة" و"داعش" الارهابيين مؤخرا.
واوضحت المصادر، ان اسبابا كثيرة تضافرت لجعل اتمام هذا "الخيار" – الترحيل، صعبا والذي يؤيده المسؤولون الفلسطينيون، ومنها رفض الدولة اللبنانية لارتباط الامر بسيادتها، فالمطلوبون وتحديدا اللبنانيين منهم، من ارتكب جرائم في الداخل اللبناني ويجب أن يحاكموا على ما اقترفوه"، ومنها ما يتعلق بسوريا التي ترفض ترحيلهم اليها، سيما وأن معاقل الارهابيين تسقط واحدا تلو الآخر، وبالتالي لا سبيل أمام الارهابيين سوى تسليم أنفسهم لمحاكمتهم وسط ضمان محاكمة سريعة وعادلة.
وتؤكد مصادر سياسية لبنانية بارزة، انه لا يمكن معالجة مثل هذا الملف بين عشية وضحاها، ولكن المطلوب في المرحلة الراهنة جدية القوى الفلسطينية في اتخاذ قرارها بمعالجته بالتنسيق مع القوى اللبنانية، وقد جاء اجتماع مجدليون الاخير وما انبثق عنه من وثيقة "تفاهمات لبنانية فلسطينية" ليشكل مظلة سياسية لهذا الحراك الفلسطيني المتوقع، قبل ان يترجم فعليًّا بتوافق فلسطيني بتشكيل ثلاث لجان ميدانية في الاجتماع الذي عقد في مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت.
انتشار القوة المشتركة
ثانيها، نشر "القوة المشتركة" الفلسطينية في "حي الطيرة" في عين الحلوة الذي كان مربعا امنيا مغلقا لمجموعة الارهابي بلال بدر، وقدجرى الاتفاق عليه، الى جانب قوات الامن الوطني الفلسطيني التي تقدمت الى المكان المذكور في الاشتباكات الاخيرة، حيث يعمل قائدها العقيد بسام السعد على تذليل بعض العقبات لجهة عدد العناصر وضرورة مشاركة كل الوان الطيف الفلسطيني في إطار تحمل المسؤولية الجماعية دون فتح اي ثغرات تكون سببا جديدا في التأخير.
مصادر فلسطينية ذكرت، ان العقيد السعد جال على مختلف القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية واللبنانية، شارحا أهمية مشاركتهم كافة بالانتشار في "حي الطيرة"، حيث لم تعطِ "عصبة الانصار الاسلامية" حتى الان موافقتها بعد، رغم تأييد الانتشار، في وقت يصر فيه العقيد السعد على ثلاث ثوابت وفق ما ابلغ اولا مشاركة جميع القوى دون استثناء وتحديدا "عصبة الانصار الاسلامية" و"الحركة الاسلامية المجاهدة"، لما لهما من دور في نجاح الانتشار في "حي الطيرة" ومنع اي اعتداء على عناصرها، ثانيا رفع الغطاء السياسي عن اي مخل بالامن وعلى كل من اطلق النار على القوة المشتركة بحيث تقوم بدورها كاملا وتنفيذا للتوافق والاجماع الفلسطينيين في مداهمة واعتقال وملاحقة اي مطلوب والقاء القبض عليه حيث اننا ملتزمون بهذا الامر وهو المدخل لتحصين الامن والاستقرار بعيدا عن معادلة الامن بالتراضي، وثالثا ان تتمكن "القوة المشتركة" من التجوال في كل احياء ومناطق المخيم دون ان يكون هناك مربعات امنية مغلقة، او عصية عليها لفرض الامن ومنع اي اخلال به"، مضيفا السعد اذا تمت الموافقة على هذه الثوابت الثلاثة، فنحن جاهزون للانتشار في اي وقت... والا لن نكون شهود زور".
تغييرات قيادية
ثالثها، التغييرات التي جرت في بعض الفصائل الفلسطينية على الساحة اللبنانية والتي بدأ مسؤولوها بتولي مهامهم الجديدة، وقد بدأت بـ"القيادة العامة"، حيث تولى غازي دبور "ابو كفاح"، مسؤولية الساحة اللبنانية خلفا لـ "مصطفى رامز "ابو عماد"، وحركة "حماس" حيث تولى الدكتور احمد عبد الهادي "ابو ياسر" المسؤول السياسي خلفا لممثل الحركة علي بركة، فيما تولى الحاج احسان عطايا "ابو حسام" ممثل "حركة الجهاد الاسلامي" في لبنان خلفا للحاج ابو عماد الرفاعي، فيما ان اللافت التغيير الذي طال "فتح–الانتفاضة"، حيث تولى رفيق رميض "ابو هاني" مسؤولية لبنان بدلا من الاستاذ حسن زيدان.
فيما لفت الانتباه، ان اول ظهور لممثل حركة "الجهاد" عطايا، كان خلال لقاء مع "حزب الله" حيث التقى مسؤول الملف الفلسطيني النائب السابق حسن حب الله بحضور نائب مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله، الشيخ عطا الله حمود، حيث جرى بحث أهمية وحدة الموقف الفلسطيني وأوضاع المخيمات لا سيما مخيم عين الحلوة، وما آلت إليه الاجتماعات واللقاءات مع الجهات الأمنية، وجرى التأكيد على حفظ أمن أهلنا في المخيم، وقطع الطريق على بعض المصطادين في الماء العكر.
تقارب حماس سوريا
رابعها، ادانة حركة "حماس" الغارات الاسرائيليّة على سوريا، حيث فسر مراقبون هذه الادانة على انها بمثابة مد "جسور الثقة" بين الطرفين مجددا بعدما غادر مسؤولو "حماس" دمشق مع بداية الاحداث الامنية فيها، انسجاما مع التقارب الحاصل بين "حماس" والجمهورية الاسلامية الايرانية من جهة، ومع "حزب الله" من جهة اخرى، اضافة الى التقارب اللافت بين "حماس" و"انصار الله" القريب من الحزب، والتنسيق التام في مختلف الملفات الفلسطينية وخاصة السياسية والامنية في المخيمات وتحديدا عين الحلوة.