عام >عام
همُّ تعليم الأبناء يرتفع على كواهل الآباء
انطلاق العام الدراسي بارتفاع أسعار الكتب والقرطاسية
همُّ تعليم الأبناء يرتفع على كواهل الآباء ‎الأربعاء 13 09 2017 00:00
همُّ تعليم الأبناء يرتفع على كواهل الآباء
تأمين الاحتياجات المدرسية لأبنائهم بالتقسيط

ثريا حسن زعيتر

ككل عام تتحوّل عملية شراء الكتب والقرطاسية قبيل بدء العام الدراسي همّاً معيشياً إضافياً، لا بُدًّ منه، بل لا مفر منه، ويحل قبل الأكل والشرب..
وعليه يصبح تجهيز الأبناء من المكتبات الخاصة، عملية عذاب وتفريغ للجيوب، إنْ لم نقل الاستدانة، ليُطلِق الأهالي صرخة مدوية مع بدء العام الدراسي، بعد أيام من انتهاء عيد الأضحى المبارك، في ظل ارتفاع الأسعار بجنون، ناهيك عن الأزمة المالية التي يعيشها المواطن ولا يُحسد عليها، فيحاول  اللجوء إلى الاستدانة والتقسيط لتأمين الاحتياجات المدرسية، في وقت حصل قسم كبير من طلاب المدارس الخاصة على إفادات، وانتقل إلى المدارس الرسمية، أو شبه المجانية، تفادياً للشرب من كأس الأقساط المُرّة..
هرج ومرج داخل المكتبات، وخاصة في قسم القرطاسية والحقائب، الأولاد يصرّون على شراء الحقيبة المدرسية "على ذوقهم"، متناسقة مع بقية الأغراض اللازمة للدخول إلى الصف ولقاء الأصدقاء، والتباهي بجمال ما اشتروه، دون الأخذ بعين الاعتبار أوضاع ذويهم المالية.
أصحاب المكتبات
*حسن صالح (صاحب مكتبة حسن) قال: "بدأت حركة بداية العام الدراسي ممتازة تقريباً قبل عيد الأضحى، لكن خفّت عندما وقعت الاشتباكات في مخيّم عين الحلوة، وبعدها تحسّنت، والأشخاص الذي يشترون الآن وضعهم المالي جيد، أما الطلاب الذين يتم تسجيلهم في المدارس الرسمية فلم يشتروا لغاية الآن، ونحن نشعر مع الأهالي، لأنّ الغلاء اجتاح كل الطبقات، فكيف بالطبقة الفقيرة والمعدومة؟".
وتابع: "تكلفة ورقة كتب المدارس تجاوزت الـ300 ألف ليرة لبنانية، ما عدا الكتب من المدرسة، والكتب الغالية هي الإنكليزي والفرنسي، حيث هناك كتاب ثمنه 50 ألف ليرة لبنانية، والمصيبة أنّ الطالب لا يستعمل إلا ربعه، فلماذا لا تقوم المدارس بتصوير الكتب الغالية وتوزيعها على الطلاب؟".
وأضاف: "يشكو الأهالي من غلاء الكتب، خصوصاً الأجنبية منها، إذ أحياناً يبلغ سعر الكتاب الواحد أكثر من 150 ألفاً، حيث تختلف أشعار الكتب وفقاً لمصدرها، فإذا كانت من فرنسا أو بريطانيا، فحكماً يصبح سعرها مرتفعاً، أما الكتب المحلية فسعرها منخفض نسبياً، فيما أسعار الدفاتر والحقائب والأقلام، فتوجد خيارات كثيرة، وأسعار متنوّعة، حسب الزبون، وأكثر المدارس في صيدا أصدرت إفادات للطلاب لأنّهم سيتسجّلون في المدارس الرسمية".
وجع الأهالي
* ناهد بيرم (أم لولدين في الصف الرابع الابتدائي) قالت: "لا يوجد أمامنا خيار إلا أنْ نشتري كتباً وقرطاسية وحقائب جديدة، حاولنا شراء كتبت مستعملة إلا أنّ المدرسة رفضت أنْ تكون مستعملة، فعند بدء السنة الدراسية نخصّص مبلغاً من المال لتجهيز الأولاد لدخول المدرسة، ودفعنا في المكتبة نحو 400 ألف ليرة بين كتب وقرطاسية ودفاتر وحقائب، إضافة إلى المبلغ الواجب دفعه للمدرسة مقابل قرطاسية لا يعطوننا إياها".
وأضافت: "على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي نمر بها، إلا أنّه لدي ولدان، وحاولت قدر المستطاع أنْ أفرحهما بالأغراض الجديدة للعام الدراسي، ولا ننسى إضافة إلى المبالغ التي ندفعها للمدرسة، ثمن شراء الملابس والقرطاسية منها".
* روبير نجم (أب لـ3 أولاد في الصفوف السابع والسادس والرابع) قال: "يتم شراء الكتب والقرطاسية بعجز وبالتقسيط على دفعات، والمدرسة هي التي تكسرنا، وقد بشّرونا في إدارة المدرسة بأنّ هناك زيادة على الأقساط نحو 20% تقريباً، من أين نؤمن هذه الزيادة للمدرسة ونحن بالكاد ندفع الأقساط كي يتعلم أولادنا؟".
وأضاف: "لقد أقرّوا سلسلة الرتب والرواتب، لكن السؤال لماذا المدارس بدأت تضيف على الأقساط، هل يريدون أنْ يصبح الطلاب غير متعلّمين، ويسرحون في الشوارع؟، المطلوب تشديد الرقابة على المدارس ومنع التلاعب بالأقساط، ويكفي الغلاء والضائقة الاقتصادية والمعيشية حتى تحل التربوية".
حال أهالي الطلاب لا يبشّر بالخير مع بداية العام الدراسي، فأسعار الكتب والقرطاسية باتت ناراً تكوي الجيوب، والآمال أنْ تبقى الأقساط المدرسية كما هي دون أي زيادة، كي ينهض الجيل الجديد بلبنان.

خلال شراء الكتب والقرطاسية رغم ارتفاع الأسعار

المصدر : اللواء