أمن وقضائيات >أمن وقضائيات
عماد ياسين «ينزع» عنه لقب «أمير داعش» ويتراجع عن اعترافاته حول التخطيط لاغتيال جنبلاط بسيارة مفخّخة «كونه من أذكى السياسيين»
الثلاثاء 3 10 2017 10:30كاتيا توا
ينزع الفلسطيني عماد ياسين عنه لقب «أمير» داعش في مخيم عين الحلوة، ويقابل هذا الاتهام أمام المحكمة العسكرية بـ«نوبة» من الضحك «أنا أمير داعش من دون شباب»، قبل أن يهللّ ويحمد الله على أن شيئاً من المخططات والأهداف المنوي ضربها لم ينفّذ «فالحمد لله ما صار شي منّو»، مخططاتٌ كان الهدف منها «الحصول على أموال من القيادات في الرقة»، وفق زعم ياسين، فنسبها الى المدعو محمد الذي لا يعرف كامل هويته سوى أنه ملقّب بـ«الكوتا».
فـ«الكوتا»، استطلع معملي الجية والزهراني فقط، إنما طرح فكرة استهداف كازينو لبنان وأماكن الدعارة في جونية ومطعم KFC وسوق النبطية بحقائب تفجير ووسط بيروت بسيارات مفخخة، فضلاً عن استهداف مراكز الجيش وتلفزيون الجديد.
لم ينفّذ شيء من ذلك إنما كان كله «حكي بحكي» - يقول ياسين - الذي قابل عرض الكوتا استهداف النائب وليد جنبلاط بـ«الضحك». هذه «الفكرة» فكرة اغتيال جنبلاط التي راودت ياسين وفق اعترافه في التحقيق الأولي، «بواسطة سيارة مفخخة يتم اقتحامها بمنزله في بيروت أو في الجبل ومن شأنه تغذية الفتنة كونه من أذكى السياسيين واحتمال حدوث حرب أهلية»، نسبها أمام المحكمة أيضاً الى الكوتا، ليضيف بأن جنبلاط هو من أكثر السياسيين المناصرين للقضية الفلسطينية «ولا شيء بيني وبينه».
هذه المخططات كانت بمثابة خريطة لعرضها على قيادات داعش في الرقة لبدء التنفيذ، لكن ياسين ينفي ذلك ويزعم أن «الهدف الأساسي منها هو لكسب المال»، وما انشاؤه لتنظيم عصبة الأنصار والمهاجرين في بلاد الشام سوى «إمساك الأمور في المخيم».
وفي استجوابه أمس في أحد الملفات التسعة الملاحق بها أمام المحكمة العسكرية، واجه ياسين أسئلة رئيسها العميد الركن حسين عبدالله، انطلاقاً من اعترافاته الأولية لينسفها جميعها وينسب الأفعال التي أقر بها في تلك المرحلة من التحقيقات إلى «الكوتا».حتى أنه ذهب الى التأكيد بأنه «لا وجود لداعش في مخيم عين الحلوة»، فيما جاء جوابه على سؤال لوكيله المحامي انطوان نعمة «اننا وأبو بكر البغدادي نلتقي فكرياً وعقائدياً حول الدين»، ليستدرك: «إنما ما يحصل على الأرض لا نلتقي حوله».
هذا «الالتقاء» كان تُرجم من خلال قريب ياسين يحيى المنصور الذي أقنعه بإنشاء مجموعة تابعة لتنظيم داعش في مخيم عين الحلوة. أبدى حينها ياسين إعجابه بالفكرة وموافقته عليها، ليوضح أمام المحكمة أمس بأنه أبدى تحفظه على الفكرة وأعلم قريبه أن القوى الفلسطينية ترفض ذلك لكن قريبه بقي مصرّاً.
يعترف ياسين أولياً أنه أرسل زياد عكوش إلى الرقة لبحث هذه المسائل مع المسؤولين في داعش، فالتقى أبو محمد العراقي وأبو محمد العدناني ثم عاد إلى المخيم حيث عُقد اجتماع إستُبعد عنه ياسين الذي بعد علمه بذلك اجتمع بجهاد شقيق زياد عكوش وأبلغه بأنه ويحيى قريبه هما أصحاب المشروع، مشروع إنشاء خلية للتنظيم في المخيم، وحذّر حينها جهاد مما قد يحصل من شقّ للصفوف في المخيم.
هذه الاعترافات الأولية نسفها ياسين أمام المحكمة واختصر جوابه بالقول: «أنا كنت دحشة بموضوع داعش في المخيم وعلى خلاف مع آل عكوش»، نافياً أي علاقة له بزياد عكوش الذي أعلمه بأن المخيم لا يتقبّل داعش.
تحدث ياسين في التحقيق الأولي عن تقسيم المخيم الى مواقع عسكرية وتعيين أمراء لمجموعات وإنشاء مجلس شورى، وكان ياسين الأمير العام لتنظيم عصبة الأنصار والمهاجرين في بلاد الشام، وجاء جوابه أمام المحكمة: «إن التقسيم ذكره لي يحيى قريبي ولم يتم انشاء أي تنظيم فكله مجرد كلام بكلام». أما في ما خص تنظيم العصبة فأوضح ياسين أن جمال الفارس (أبو محمد الشيشاني) اختار هذه التسمية.
وبسؤاله قال ياسين: «فوجئت بأني أمير داعش في لبنان كله ولا وجود لداعش في المخيم».
أراد ياسين «جعل لبنان ساحة جهاد وهو أمر جوهري لنجاح مشروعنا فيعكس قدرة وجدية لدى قيادات داعش ووضع بنك أهداف وإرسال أشخاص للاستطلاع بهدف التنفيذ». لم ينفِ ياسين هذا الاعتراف الأولي وأوضح بشأنه أن «الشيشاني أبلغني أن عبدالله خروب يريد عملاً فأعلمته انني لا أبارح منزلي بسبب إصابات سابقة تعرضت لها إنما سألته عما هو مطلوب مني فقال لي ضرب السياحة والاقتصاد». ويتابع ياسين امام المحكمة: «أبلغته أن هذا الموضوع كبير وكنا في شهر رمضان، فامتعض وخرج، إنما كان محمد كوتا موجوداً أثناء الحديث وعرض علي أن «أضحك» على ابو محمد الشيشاني وأن «آخد مصرياتو»».
سئل ياسين عن الأهداف التي ذكرها في التحقيق الأولي ومنها نصب كمائن للجيش ومراقبة تحركاتهم، فنفى ذلك. أما عن مسألة استطلاع معملي الجية والزهراني ومراكز دعارة والكازينو في جونية، قال ياسين إن كوتا استطلع المعملين فقط «وأنا لا أعرف شيئاً عن هذه الأماكن في لبنان».
وأضاف ياسين ناسباً ذكر جميع الأهداف لـ«كوتا»، «فهو ذكرها»، متراجعاً بذلك عن اعترافاته حول«فكرة راودتني لضرب الكازينو».
وما كان دورك -سئل ياسين- فأجاب: «أنا كنت القاسم المشترك لضبط الأمور وعدم حصول اي تسرع». وهل هذا يعني أنك كنت تعمل على خطين، قال: «لم يكن لدي تكليف رسمي من العصبة إنما كان لديها علم بكل هذه المواضيع». ويكرر ياسين أن الهدف من ذلك كان الحصول على المال من داعش إنما لم يحصل اي اتصال بيني وبين المسؤولين من داعش في الرقة«.
وبسؤال لوكيله: هل تلتقي عقائدياً وفكرياً مع ابو بكر البغدادي اجاب:»تقريباً لا نلتقي، وما يجمعنا هو الدين، إنما لا نلتقي حول ما يحصل على الأرض».
ورفعت المحكمة الجلسة إلى الثامن من كانون الأول المقبل للمرافعة والحكم.
يُذكر أن ياسين محكوم بالسجن المؤبد في جريمة قتل شخصين في مخيم عين الحلوة.