عام >عام
7 ساعات وصيدا تشتعل.. من المسؤول عن تفلّت سلاح أصحاب المولّدات؟
7 ساعات وصيدا تشتعل.. من المسؤول عن تفلّت سلاح أصحاب المولّدات؟ ‎الأربعاء 4 10 2017 05:24
7 ساعات وصيدا تشتعل.. من المسؤول عن تفلّت سلاح أصحاب المولّدات؟



مقالات خاصة
7 ساعات وصيدا تشتعل.. من المسؤول عن تفلّت سلاح أصحاب المولّدات ؟
Share 0
Tweet
Email

محمود زيات
محمود زيات

4 تشرين الأول 2017 الساعة 02:09

 

 

توقعوا الانفجار الامني في مخيم عين الحلوة .. فجاء في قلب مدينة صيدا، التي لم تستفق بعد من صدمة الليل الساخن الذي عاشه الصيداويون.
ماذا جرى في عاصمة الجنوب؟، وهل من خفايا حملها وهج نيران الحرائق التي اندلعت انتقاما لمقتل اثنين؟ومن المسؤول عن تفلت السلاح الهائج الذي استباح امن الصيداويين في احياء المدينة وساحاتها وشوارعها الرئيسة؟، ومن يحمي السلاح المتلطي بـ «الميغاوات» الذي بات سلاحا ماضيا، يصدِّر الموت المجاني ويغذي المنازل والمؤسسات بالتيار الكهربائي المدفوع الاجر، في آن؟ وهل تحول قطاع  المولدات الخاصة الى ميليشيا مسلحة، تستدعي المطالبة بنزع سلاحها، كأولوية تتقدم على المطالبة بفتح الملف الامني في مخيم عين الحلوة الذي تشهد حالته الامنية انفراجا ملحوظا؟.
ما حصل في صيدا من ليل دموي، حمل معه تقاذع للاتهامات حول تغطيات سياسية لمتورطين في الحادث، من قبل القوى والتيارات السياسية والحزبية في حين ترى اوساط متابعة في المدينة، ان معظم اصحاب المولدات الكهربائية العاملة في صيدا يتوزعون على انتماءات حزبية متعددة، وبعضها مدعوم من جهات سياسية نافذة، وان كان الاشتباك لم يحمل طابعا حزبيا او سياسيا، لكن الغطاء السياسي متوفر لهم، ما سهل لهم اقامة مربعات «كهربائية» محمية بالسلاح ويصعب اختراقها، منتشرة في احياء المدينة، وركزت اوساط «تيار المستقبل» على توجيه اتهامات ضمنية تهمز من قناة الغطاء السياسي لـ«سرايا المقاومة» المدعومة من «حزب الله» والشيخ ماهر حمود لعدد من اصحاب المولدات، ومن بينهم القتيلان اللذان قتلا في اللحظات الاولى للاشكال، ويندرج في السياق ما قاله الرئيس فؤاد السنيورة من «ان الجماعات التي استباحت احياء صيدا، تستند إلى من يحميها!». الاشكال الامني الذي يعتبر الاعنف والاكثر دموية في صيدا، منذ الاحداث الامنية التي شهدتها المدنية وعبرا في شرق صيدا، والتي كان تسبب بها هجوم المجموعات المسلحة التابعة لاحمد الاسير على مراكز وحواجز الجيش اللبناني في حزيران العام 2013، اقفل على بوادر معركة سياسية، في ضوء معطيات انتجتها الاشتباكات قابلة للاستثمار السياسي، في مرحلة انتخابية يبحث فيها هذا الفريق او ذاك عن اوراق رابحة.
فقد عاد الهدوء الى المدينة، مع ساعات الصباح، وسط ذهول وارباكاً في صفوف الصيداويين، انعكس شللا في الحركة التجارية داخل الاسواق وارباك في عمل المؤسسات التربوية، ما دفع بمئات المواطنين بالامتناع عن ارسال ابنائهم اليها، سيما في المؤسسات التربوية الواقعة في منطقة الاشتباكات في حي الوسطاني التي منها اندلعت شرارة الليل الصيداوي الساخن، في وقت اعلنت مؤسسات اخرى تعليق الدورس بسبب التطورات الامنية المستجدة، حفاظا على سلامة التلامذة والطلاب، في ظل اجراءات امنية واسعة اتخذتها وحدات من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، واعتبارا من ساعات الصباح الاولى، عاد الوضع الى طبيعته في المدينة، على اثر قيام وحدات من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي بالانتشار في مختلف احياء المدينة، وتسير دوريات مؤللة وراجلة، تحسبا لردات فعل انتقامية جديدة، وكانت مدينة صيدا، تحولت ليل امس الاول، وعلى مدى سبع ساعات، الى ساحة حرب انتقلت من حي الى آخر، لتحصد قتلى وجرحى وحرق مولدات كهربائية ومقاه ومتاجر، وقطع طرقات بالاطارات المطاطية المشتعلة، وقلق وفوضى عمت احياء المدينة التي سيطر عليها الرصاص والحرائق، بعد اشكال دموي  بين عدد من اصحاب المولدات الكهربائية على خلفية المنافسة على  مد خطوط اشتراكات في الحي الواحد.
وذكرت مصادر امنية في صيدا، ان الجيش اللبناني تمكن من توقيف عدد من المتورطين في الاشتباكات التي اودت بحياة شخصين هما سراج عبد العزيز وإبراهيم الجنزوري وجرح 6 آخرين، فضلا عن اضرار مادية جسيمة الحقتها الحرائق المتعمدة التي طالت منازل ومتاجر ومقاه ومولدات كهربائية تغذي عددا من احياء المدينة يملكها متورطون في الحادث، ولفت الى ان الاشتباكات بدأت باشكال على خلفية صراع على النفوذ في اشتراكات المواطنين في المولدات الكهربائية، حصل بين اشخاص من ال شحادة وموظفين لديه، وصاحب مولد كهربائي من آل الصديق في حي البراد، سرعان ما تطور الى اطلاق النار على الصديق ومن كان معه  في المكتب العائد له، مما أدى الى سقوط قتيلين وجريحين، وعلى الاثر قامت مجموعات غاضبة  من اقرباء الضحيتين والمقربين بتحطيم ممتلكات عائدة لال شحادة واحراقها بينها مولدات كهربائية وعدد من المقاهي يملكها شحادة عند الكورنيش البحري وقرب «سبينس»، وعمدوا الى اقفال الطرقات الرئيسة للمدينة بالعوائق والاطارات المطاطية المشتعلة، في ساحة النجمة وساحة القدس والبوابة الفوقا.
وأقام الجيش اللبناني نقاط تفتيش في مختلف احياء المدينة، وعززها في المناطق الساخنة التي تركزت فيها الاشتباكات في حي البراد في محلة الوسطاني ، كما اتخذت وحدات من قوى الامن الداخلي اجراءات امنية في عدد من الاحياء والساحات، فيما عقد في سراي صيدا الحكومي اجتماعا لمجلس الامن الفرعي في الجنوب، خصص للبحث في الاجراءات الامنية، في ضوء خطورة ما جرى في صيدا.
وقد اعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، في بيان لها انه: «نتيجة الاشكال الذي حصل ليل امس الاول في مدينة صيدا،والذي ادى الى مقتل شخصين وجرح اخرين، اوقفت مديرية المخابرات مطلق النار الفلسطيني عمر احمد شحادة، والمشاركين: المواطن عبد الحسين صالح والفلسطينيين: مصطفى شحادة وشقيقة احمد، محمود ابو راشد، ابراهيم الفران، اياد وهبة، وتم ضبط عدد من الاجهزة الخلوية، وكاميرا، بالاضافة الى ذخائر واعتدة اعسكرية مختلفة.
واحيل الموقوفون مع المضبوطات الى المراجع المختصة».
حرب مافيات المولدات التي اندلعت، اسفرت عن مقتل شحصين وجرح ستة اخرين، فضلا عن حالات ترويع اصابت المواطنين في معظم الاحياء، فيما سجلت تعديات على العاملين في قسم الطوارىء في مستشفى حمود الذي نقل اليه المصابون، وتحولت  ساحات صيدا وشوارعها الرئيسة الى ما يشبه المحاور القتالية المشتعلة، قام خلالها المسلحون بـ «غزوات» متنقلة على الاحياء لاحراق متاجر ومقاه يملكها متورطون في الحادث، وسط حال من الغضب والفوضى عمت المدينة، قبل ان تنجح وحدات الجيش اللبناني بملاحقة المتورطين واخماد الحرائق بمساعدة فرق الدفاع المدني وفتح الطرقات التي اقفلت العوائق والاطارات المطاطية المشتعلة، فيما تواصل ملاحقة المتورطين.
وحاول اصحاب المولدات الكهربائية الخاصة، التخفيف من وطأة الاشتباكات التي تسبب بها عدد منهم، فاوضحوا في بيان لـ «تجمع اصحاب المولدات» انه وبعد حصوله على اذن من بلدية صيدا، قام احد سكان المدينة بوضع مولدات كهربائية لتوزيع الاشتراك للأحياء، الأمر الذي لاقى معارضة من صاحب المولدات الحالي والذي يغذي المنطقة من اكثر من 15 سنة، فما كان من صاحب المولدات الجديد ان جمع مجموعة من الشباب المسلحين وهاجم المكتب التابع لصاحب المولدات الموجود في المنطقة، مشيرا الى انه بنتيجة اطلاق النار على المكتب المذكور سقط قتيل كان موجودا داخل المكتب، وان ما يهم تجمع مالكي المولدات في لبنان ان يبين حقيقة الإعتداء الذي حصل كي لا يروج له وكأنه مشكل او نزاعات بين اصحاب المولدات.

 مواقف

واعتبر رئيس تكتل نواب «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة ما جرى بانه يدلل على مدى الاستخفاف في استباحة أمن صيدا، وفي تهديد حياة أبنائها من قبل جماعات، أصبحت تستسهل اللجوء إلى العنف، وتتعمد استعمال السلاح، وارتكاب جرائم القتل، والقيام بأعمال الشغب، والاعتداء على أمن المدينة، وأمن سكانها. وهي في ذلك، تستند إلى من يحميها وتعتمد على من يقف من ورائها.
اما النائب بهية الحريري، فقد استنكرت ما جرى، معتبرة انه اعتداء سافر وخطير على امن المدينة من قبل حفنة من «المافيات» المسلحة التي باتت تستبيح احياء صيدا وتوتر لياليها ونهاراتها وتهدد استقرارها وتتحدى ارادة اهلها بالحياة والعيش بأمان وطمأنينة في العيش والاقامة والانتقال وبالحق في الحصول على الخدمات الأساسية دون منة من احد ودون تهديد من أحد، وقالت.. ان صيدا لن تقبل بعد اليوم باستمرار هذه الظاهرة، وطالبت القوى الأمنية والعسكرية والقضاء المختص بملاحقة وضبط وتوقيف كل من يستسهل حمل السلاح واطلاق النار والاستهانة بحياة المواطنين والحاق الأذى بهم ويتعاطى مع المدينة او مع احياء فيها وكأنها ملكية خاصة له خدمة لمصالحه وبسطاً لنفوذه.
امين عام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد الذي اجرى اتصالات واسعة بعدد من المسؤولين الرسميين والامنيين والعسكريين، شجب ما حصل من اشتباكات وسقوط ضحايا واعمال تخريب في الممتلكات،  طالب الاجهزة الامنية بتوقيف كل المتورطين وإلى تكثيف جهودها لحماية الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة».
وقال مفتي صيدا للطائفة السنية الشيخ سليم سوسان.. ان صيدا كانت وما زالت تراهن على قيام الدولة القوية العادلة التي تحقق للمواطن الأمن والاستقرار وتحميه من كل اعتداء ..هذه المدينة تشعر ان الدولة بعيدة عنها وان المواطن فعلا يحتاح الى الحماية لنفسه ولأولاده ولممتلكاته ولعرضه، وطالب كل المسؤولين على اختلاف احزابهم والوانهم وتوجهاتهم ان تشعر مع الناس الذين يعيشون بقلق وخوف وعدم استقرار وامام هذا السلاح الذي يتواجد بكثرة في الشوارع عند اي حادثة صغيرة او كبيرة.

المصدر : الديار - محمود زيات