لبنانيات >صيداويات
مسيرة وطن وصلت إلى صيدا سيرا على الأقدام
د. عبد الرحمن البزري: " لا فضل لمواطن على آخر إلاّ بمقدار حبه لوطنه"
مسيرة وطن وصلت إلى صيدا سيرا على الأقدام ‎الخميس 5 10 2017 14:11
مسيرة وطن وصلت إلى صيدا سيرا على الأقدام

جنوبيات

 وصلت إلى مدينة صيدا حملة مسيرة وطن وذلك مشيا على الأقدام في إطار جولة للمسيرة والمشاركين فيها على مدى 52 يوما وتنتهى في عيد الإستقلال اللبناني. وأعد الدكتور عبدالرحمن البزري حفل إستقبال حاشد لأعضاء المسيرة في واحة زهرة الليمون بحضور حشد من الشخصيات . وقد أدت ثلة من الكشاف الجراح وبحضور مفوض الجنوب القائد سهيل الددا التحية للحضور وللشخصيات وإفتتحت اللقاء بعزف النشيد الوطني اللبناني من قبل الفرقة الموسيقية .

وفي كلمة للدكتور عبد الرحمن البزري قال فيها: "يَعتقد إبن خلدون أن كتابة التاريخ ليست محصورة بالفئة الحاكمة فقط أو من هم في سدة السلطة، لكن من حق جمهور الناس أن يكتبوا تاريخهم بأنفسهم أيضاً، من هنا جاءت مسيرة وطن بالخطوة الرائدة والشجاعة نحو كتابة تاريخ الوطن بلسان أبناء الوطن والتي تبدأ بتضامن اللبنانيين في ما بينهم والتلاقي على الأمور التي تهم المواطنين بعيداً عن التجاذبات والتناقضات. مَيّزة لبنان في تنوعه، والتكامل والتضامن بين المتنوعين يؤدّي الى نسج مزيجٍ فريدٍ قلّ نظيره بين الأوطان والأمم. 
إننا نفهم التضامن بين المواطنين من خلال حفاظ كلٍ منّا على خصوصيته، وعلى رأيه وحقه في التعبير عن هذا الرأي، وتأييد من يراه مناسباً، والمعارضة البناءة والإيجابية لكل من يراه غير مناسب وصحيح. أن نتضامن لا يعني بالضرورة أن نُصبح جميعاً نَمطاً واحِداً وفِكراً واحِداً وتوجُهاً واحِداً، ونذوب في قالبٍ معلّبٍ، لا بلْ فإن تضامُنِنا يكونُ أقوى وأجدى إذا ما حافظنا على تنوّعِنا. فنحن اليوم نلتقي مع مجموعة مسيرة وطن، يجمعُنا حُبُنا  للوطن ورغبتُنا في أن نكونَ مواطنينَ صالحين في دولةٍ تحترمُ مواطنيها، وأن نبني عقداً اجتماعياً بيننا وبين من يُريد أن يتحمّل المسؤولية علينا فيكون على المواطن واجبات وله حقوق، وعلى المسؤول التعامل مع هذا الواقع ليعكس رغبة مواطنيه فينال ثقتهم، وفي حال إخفاقه تُنزعْ عنه هذه الثقة. 
أيها السيدات والسادة
هواؤنا ملوث، مياهُنا مشبعة بعصارات المجارير، شواطِؤنا تملؤها النفايات، الغلاء يُفقرنا، البطالة تطالنا ومستقبل أولادنا، الكهرباء تُقطع عنّا، الفساد يعم إداراتنا، فعلى ما نختلف فيما بيننا، ونتحزب لمن يقضي على مقدرات بلادنا، لنكن مواطنين لامحازبين، وليكن شعارنا " لا فضل لمواطن على آخر إلاّ بمقدار حبه لوطنه". 
أيها الحضور الكريم 
مسيرة وطن للآخر قد انطلقتْ ولا بُدّ من أن تنال جُرعةَ دعمٍ من صيدا التي تعتز باعتبار نفسها نموذجاً لكل الوطن، فدور صيدا في صياغة الاستقلال، وفي حماية السلم الأهلي، وفي تحرير الأرض، وممارسة التعايش بين مختلف المكونات التي يتشكل منها هذا الوطن الرسالة هو دور أساسي لا بُدّ من التركيز عليه وتطويره لأن صيدا لا يُمكن أن تكون إلاّ فاعلة في الوطن ومنفتحة على كافة عناصره. فصيدا كانت الحاضنة الدافئة في حين اعترى الوطن برد الطائفية والمذهبية، صيدا كانت نبض الوطن في حين تقطعت شرايين هذا الوطن، صيدا كانت لوحة الفسيفساء الرائعة في حين صُبغت أجزاء الوطن بكل ألوان قوس القزح.
فصيدا هي العاصمة الفعلية والإدارية للجنوب وهي مركز قضاء يضم موزايكاً متجانساً ومتعدداً يتطلع اليه اللبنانيون كافة على أنه المثال والقدوة في دولة المواطن لا دولة المسؤول، الدولة الراعية لأبنائها لا المُركّبة على قياس بعض أمرائها ومسؤولييها. 
كل التحية لهذه النخبة من الأصدقاء التي أطلقت مسيرة وطن، ونُعاهِدَهم أن خطوتهم ستكون بادرة سلسلة من التحركات الآيلة لبناء وطنٍ عماده المواطن، وهو صاحب الحق فيه. 
إخواني، أخواتي أبناء صيدا ومنطقتها كما لاحظتم لم أبدأ كلمتي بالترحيب بأصدقائِنا في مجموعةِ مسيرة وطن لأن الترحيب يكون عادة للضيوف وليس لأهل الدار، فصيدا هي موطن ومعقل وملاذ كل مواطنٍ شريف يعمل من أجل بناء وطنه بعيداً عن التفرقة والتطرف. صيدا كانت وستبقى قلعةً لكل منادٍ بالحق، ومطالبٍ بالمساواة، وطامحٍ لوطنٍ أفضل، وحالمٍ بمجتمعٍ عصريٍ ومتطور تكون الكلمة الفصل فيه للمواطن، وتكون فيه الدولة ومؤسساتها في خدمة المواطنين. فنحن مواطنون لا رعايا في وطننا الحبيب لبنان.
عشتم وعاش لبنان