مقالات مختارة >مقالات مختارة
توجيه الطلاب لاختيار التخصصات الجامعية بالخضوع لدورات تدريبية
انطلاقاً من تجربة الفشل وتحويلها إلى قصة نجاح بطرق علمية
معرفة نقاط الضعف والتميز ومقارنتهما بالفرص والقدرات وسوق العمل
الأربعاء 30 12 2015 07:17سامر زعيتر
يحتارون ماذا يختارون من تخصصات جامعية، ولكن حيرتهم محقة، كيف لا والأمر يتعدى حدود معرفة احتياجات سوق العمل والتعرف على الاختصاصات المتوافرة، إلى معرفة الامكانيات والقدرات وفق اختبارات تقارن بين الرغبة والقدرة والفرص المتاحة...
بدورها الدراسات العلمية جاءت لتثبت أن 75% من طلاب الولايات المتحدة الأميركية لا يعرفون كيفية اختيار تخصصات الجامعية، فيما 60% منهم يغيرون هذه التخصصات مع بداية العام الدراسي الجامعي الثاني، فكيف الحال بطلاب الدول العربية!...
واقع استدعى التعمق في كيفية اختيار التخصصات وإخضاع الطلاب لدورات الهدف منها معرفة امكانية تميزهم في الحقل العلمي والمهني، فضلاً عن ضرورة اتقان المهارات اللازمة في اللغات الأجنبية والكمبيوتر والتواصل وغيرها...
"لـواء صيدا والجنوب" يسلط الضوء على كيفية تمكين الطلاب من اختيار تخصصاتهم الجامعية بأساليب علمية...
أن تنطلق من تجاربك الشخصية أمر ضروري، ولكن إن تمكنت من تحويل تلك التجربة والمعاناة إلى قصة نجاح تساعد بها الآخرين، فذلك هو المطلوب.
* انطلاقاً من هذه الفكرة قرر المدرب والمتخصص في اختيار التخصصات الجامعية الدكتور حسن يوسف مساعدة الطلاب على اختيار التخصصات الجامعية، حيث يقول: "انطلقت الفكرة من المعاناة التي عانيتها شخصياً، فبعد دراستي لتخصص لم أكن مقتنعاً به، اخترت تخصصاً يتوافق ورغبتي وهو برمجة الكمبيوتر، ثم درست تخصص التاريخ لمدة عامين، وبعدها علم النفس والحصول على ماجستير في الدراسات الاسلامية وأخر في ادارة الأعمال وحالياً أتابع الدكتوراة في الإدارة".
ويضيف: "وكي لا يقع الطلاب بمتاهة الحيرة عند الاختيار كان من الضروري اعداد دليل يعتمد على ميول الطالب وذكائه، فبدأت منذ العام 2007 بتدريب الطلاب على اختيار الاختصاصات الجامعية، ورغم التوجه إلى عدد كبير من الطلاب في لبنان وبعض الدول العربية، كان من الضروري الوصول إلى طلاب آخرين من خلال تأليف كتاب "كيف تختار تخصصك الجامعي"، وما لفت نظري خلال اعداد الكتاب الدراسات العالمية التي أجرتها "جامعة ميني سوتا" في العام 2007 بأن 75% من طلاب الولايات المتحدة الأميركية لا يعرفون كيفية اختيار تخصصهم الجامعي، وأن 60% منهم يغادرون تخصصهم في العام الثاني، لأنهم لم يجدوا من يساعدهم في اختيار التخصص المناسب".
عدم الاكتفاء بالنصائح!
وعن كيفية توجيه النصح للطلاب باختيار تخصصهم الجامعي يقول: "قد يتوقع البعض أننا نخبر الطلاب ما هو التخصص الذي يجب اختياره، لكن ذلك لا يتم إلا وفق منهجية وأسس علمية تعتمد على الطالب نفسه من خلال 4 خطوات:
الأمر الأول: "اكتشاف نقاط التميز لدى الطالب من خلال مجموعة من الأسئلة تدور حول السنوات الـ 12 التي درسها، وما هي المواد التي كان يحبها أو نال فيها أعلى العلمات، والتي كان يكرههها أو يسوف دراستها إلى ما بعد، فهذا الأمر يعطي مؤشرات عن ماهية المواد التي يحب، فمن لا يحفظ التواريخ لا يمكن توجيهه إلى دراسة التاريخ، ومن لا يحصد علامات عالية في الرياضيات لا يمكنه اختيار قطاع الهندسة، وكذلك الذي يخاف من الدماء أو الحيوانات لا يمكنه اختيار فرع البيولوجي، فهذه المؤشرات تعطي دلالة على عدم التميز للشخص ولو نجح في هذا التخصص".
الأمر الثاني: "تطبيق استبيان لقياس الميول والقدرات، وهو استبيان "أم تي أي"، يحلل البشر إلى 16 صنفاً وكل واحد له التخصصات المناسبة، فهل الطالب يستمد حيويته من الناس أم من ذاته، وبالتالي الذي يستمد حيويته من الناس أفضل مكان له العمل في العلاقات العامة أو التسويق والمبيعات، بالمقابل هناك من يحب الهدوء والانفراد والخلوة والبعد عن الناس، فيتم توجيهه نحو التدقيق الداخلي والمالي والمحاسبة".
الأمر الثالث: "كيفية جمع الانسان لمعلوماته، فهل يتم ذلك من خلال الحس، حيث لا يصدق إلا ما يلمس، أو من خلال التخيل، فالذي يعمل بالحس سوف يلجأ إلى العمل في المجالات التي تحتاج إلى جهد عضلي، أما الذي يعتمد التخيل فسيكون نجاحه أكبر في مجال الهندسة المعمارية والديكور وغيرها. وهل اتخاذ القرار سيكون على أساس العاطفة والمشاعر والأحاسيس التي يعبر عنها بـ "قلبي ما دق" أو لم ارتاح للأمر، أم يعتمد على المنطق وجمع السلبيات ومقارنتها مع الايجابيات فيكون قراره عقلاني ويتجه نحو الطب لأنه يعتمد على قرارات خطيرة تتعلق بجسم الانسان ولا يبكي عند رؤية المريض. وبعد اتخاذ القرار كيف يرتب العالم من حوله، فإذا كان تلقائياً يحب تأجيل الأمور يمكن أن يعمل في مجال المبيعات، لأنه سوف يعمل مع أناس متعددين، أم يحب جدولة وقته كأستاذ المدرسة".
ويضيف: "هذا المقياس العالمي تم تخصيصه فيما يتناول بحياة الطالب بعد استشارة اخصائيين في هذا المجال، وبالتالي كل شخص سيكون لديه 4 رموز تساعده على اختيار التخصصات المناسبة".
تعدد الذكاءات والمهارات
الأمر الرابع: هو أن الانسان يتمع بذكاءات، وليس الذكاء الرياضي وحسب، ففي السابق كانت الأنثى تظلم لأنها غير متميزة في الرياضيات، بينما هي متميزة في العلاقات الاجتماعية والذكاء العاطفي، ولا يمكن اعتماد مقياس واحد، فجاء هورد غارندر بنظرية تنوع الذكاءات، وهذا أمر واقعي، فوضع 8 أنواع من الذكاءات، منها اللغوي والاجتماعي والحركي والشخصي والموسيقي والحيوي، فيتم اخضاع الطالب لمعرفة الذكاء المتميز لديه.
ويقول: "بعد جمع نقاط التميز والتخصصات المناسبة والتخصصات في مجموع الذكاءات المتعددة، يمكن للطالب معرفة المساحة المشتركة، واختار التخصص الذي يناسبه، من خلال معادلة رفق، التي تعني الرغبة وفرصة العمل والقدرة".
ويضيف: "لمعرفة الرغبة، هناك مادة في كل فرع جامعي هي عبارة عن مدخل تشمل التخصص وتشرح نشأته وأهميته، وهناك ملفات صغيرة في "غوغل" عن ذلك وضعتها بعض الجامعات العالمية باللغتين الانكليزية والعربية، تمكن الطالب من التعرف على التخصصات، ثم دراسة أي تخصص تكون فرص عمله قوية ويمكن معرفة ذلك من خلال النقابات التي لديها احصاءات عن البطالة والأجر الأدنى والأعلى في هذا المجال،اضافة إلى موقع "بيت دوت كوم"، الذي هو للتوظيف ولكن لديه موقع متخصص عن أهمية التخصصات ومدى توافرها وإمكانية استمرار الطلب عليها للسنوات القادمة".
ويقول: "نحن نعلم أن الطلاب في دولنا من ذوي الدخل المتوسط أو المحدود، فهناك في لبنان جامعتان متميزتان علمياً لا يمكن لجميع الطلاب الدخول إليهما نظراً لارتفاع الكلفة، أو ربما عدم توافر اختصاص دون أخر، فتخصص القبطان البحري أو حجز التذاكر والسفر غير متوافرة إلا في طرابلس، فيصعب على أبن الجنوب ذلك، فضلاً عن القدرات المادية وغيرها، فالاختيار يجب أن يكون على كل هذه الأسس، وهو ما نقوم به من خلال "دورة كيف تختار تخصصك الجامعي".
الانكليزية والتطوع
وعن امكانية تميز الطلاب في اختصاصاتهم الجامعية يقول: "إن كل طالب مهما كان تخصصه عليه التميز في اللغة الانكليزية، لأن 80% من الأبحاث تصدر بهذه اللغة، وعدم اتقانها يعني عدم التميز، وعلى الطالب الجامعي أن لا يكتفي بمقررات الجامعة المحدودة، عليه الرجوع إلى مصادر متعددة كي يتميز، وما يميز انسان عن أخر مهاراته وقدراته والانخراط في سوق العمل باكراً".
ويختم اليوسف: "هناك تخصصات ليس لديها بطالة ومنها الطب ولكن يحتاج إلى سنوات طويلة من الدراسة، والكلية الحربية تؤهل طلابها للعمل في السلك العسكري، أما هندسة الكمبيوتر فلا ننصح بها لأن هناك معاهد تعطيها، بل ننصح بمجال برمجة الكمبيوتر، اضافة إلى ازدياد الطلب على هندسة الالكترونيات والبث الفضائي والهاتف الخليوي، وهندسة الانتاج والصناعة، ولا ننصح بالهندسة المدنية لأن سوق عملها هبط مع الركود الاقتصادي، كما لا ننصح الاناث بدراسة الطب إلا في حالات محددة إن كانت لديها مؤهلات مادية كبيرة وغيرها، أما التمريض فعليه طلب كبير وامكانية للتطور، كما لا ننصح الاناث بدراسة هندسة الكهرباء، بل هن متميزات في الديكور والعمارة والغرفك ديزيان لأن لديهن ذوق عالي في هذا المجال".
اعطاء نماذج عن قصص النجاح والفشل
التدريب يخرج مهارات الطلاب
بعض الطلاب يغيرون تخصصاتهم بعد دخول الجامعة
حسن اليوسف
دليل علمي لاختيار التخصص الجامعي
دورات متخصصة لمعرفة القدرات والميول للطلاب في لبنان
عرض الفروقات بين الابداع والاتقان والفرص المتاحة
والتوجه لطلاب الدول العربية أيضاً