عربيات ودوليات >اخبار عربية
“البنيان المرصوص” تكشف عن تفاصيل ذبح “الدولة” لـ21 مصريًا قبطيا عام 2014
السبت 7 10 2017 21:29كشفت قوات “البنيان المرصوص” التابعة لحكومة الوفاق الليبية، اليوم السبت، تفاصيل جريمة قتل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الإرهابي 21 مصريًا قبطيًا، نهاية عام 2014، في مدينة سرت، شمالي ليبيا، بعد يوم من العثور على رفاتهم.
ونشر المكتب الإعلامي لـ”البنيان المرصوص” بيانًا عبر صفحته على “فيسبوك”، يتناول تفاصيل الجريمة، وفقًا لاعترافات أحد شهود العيان التابعين للتنظيم، والذي شارك في دفن الضحايا.
وأكد البيان أن تلك الاعترافات هي التي قادت للكشف عن المقبرة الجماعية، أمس الجمعة، التي دُفن فيها جثامين الضحايا الذين قتلهم التنظيم ذبحًا، كما أظهر تسجيل مصور نشره التنظيم في 15 فبراير/شباط 2015.
ولفت البيان أن الشاهد كان موجودًا خلف كاميرات التصوير التي وثّقت الجريمة.
ونقل عنه قوله “في أواخر ديسمبر (كانون الثاني) 2014، كنت نائمًا بمقر ديوان الهجرة والحدود بمنطقة السبعة بمدينة سرت، أيقظني أمير الديوان، هاشم أبو سدرة، وطلب مني تجهيز سيارته وتوفير معدّات حفر، ليتوجه كلانا إلى شاطئ البحر خلف فندق المهاري بسرت”.
وتابع “وعند وصولنا المكان، شاهدت عددًا من أفراد التنظيم يرتدون زيًا أسودا موحدًا، و21 شخصًا آخرين بزي برتقالي، اتضح أنهم مصريون، باستثناء واحد منهم، إفريقي”.
وأضاف “وقفت مع الواقفين خلف آلات التصوير، وعلى رأسهم المدعو أبو المغيرة القحطاني، والي شمال إفريقيا (في التنظيم)، وعرفت من الحاضرين أن مشهدًا لذبح مسيحيين سيتم تنفيذه لإخراجه في إصدار للتنظيم”.
“كان في المكان قضيبان فوقهما سكة متحركة عليها كرسي، يجلس عليه محمد تويعب، أمير ديوان الإعلام، وأمامه كاميرا وذراع طويلة متحركة في نهايتها كاميرا أخرى، يتحكم بها أبوعبد الله التشادي – سعودي – وهو جالس على كرسي أيضًا، فيما تواجدت كاميرات أخرى على الشاطئ، وكان المخرج والمشرف المدعو أبو معاذ التكريتي”، بحسب المتحدث.
ولفت الشاهد أن الأخير “أوقف الحركة أكثر من مرة لإعطاء توجيهات خاصة لأبوعامر الجزراوي – والي طرابلس – ليُعيد الكلام أو النظر باتجاه إحدى الكاميرات، وقد توقّف التصوير في إحدى المرات عندما حاول أحد الضحايا المقاومة، فتوجه إليه المدعو، رمضان تويعب، وضربه”.
وتابع “التكريتي لم يتوقف عن إصدار التوجيهات.. إلى أن وضعت الرؤوس فوق الأجساد (بعد ذبحهم) ووقف الجميع، بعد ذلك طلب من الجزراوي أن يغيّر مكانه ليكون وجهه مقابلًا البحر، ووضعت الكاميرا أمامه، وبدأ يتحدث، وكانت تلك آخر لقطات التصوير”.
وبعد انتهاء العملية أزال الذين شاركوا في الذبح أقنعتهم، وأفاد الشاهد أنه تعرف على عدد منهم، وهم “وليد الفرجاني، وجعفر عزوز، وأبو ليث النوفلية، وحنظلة التونسي، وأبو أسامة الإرهابي (تونسي)، وأبو حفص التونسي، فيما كان الآخرون من ذوي البشرة السمراء”.
وأخيرًا يقول الشاهد “أمر القحطاني بإخلاء الموقع، فكانت مهمتي أخذ بعض الجثث بسيارتي، والتوجه بإمرة المهدي دنقو، لدفن الجثث جنوب مدينة سرت، في المنطقة الواقعة بين خشوم الخيل وطريق النهر”.
و أمس عثرت السلطات الليبية على رفات الضحايا الأقباط المصريين في سرت، بينما أكدت السلطات أن الجثث عددها 21، وجدت مكبلة الأيادي ومقطوعة الرأس، وبالزي البرتقالي، كما ظهرت في الإصدار الذي بثه داعش.
ونهاية سبتمبر/أيلول الماضي، كشف رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام، الصديق الصور، في مؤتمر صحفي بالعاصمة طرابلس، عن إلقاء القبض على المتورطين بالواقعة.
وسجل التنظيم الإرهابي أول ظهور علني له بليبيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، بمدينة درنة شرقي البلاد، وذلك من خلال عرض عسكري لكتائب محلية ليبية، أعلنت “مبايعتها” لزعيم التنظيم “أبو بكر البغدادي”.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية، اليوم السبت، أنها تبلغت من السلطات الليبية العثور على جثامين المصريين الأقباط.
وقال المتحدث باسم الوزارة احمد ابو زيد، “لقد أُخطرنا بالعثور على جثامين الأقباط، والسفارة المصرية على تواصل منذ أمس (الجمعة) مع السلطات الليبية بالتنسيق مع وزارة الدفاع المصرية لتأمين عودة الجثامين إلى مصر”.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تسود الفوضى ليبيا وتتنازع السلطة فيها حكومتان: حكومة الوفاق المدعومة من المجتمع الدولي والتي مقرها في طرابلس وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها المشير خليفة حفتر.
ووجَه سلاح الطيران المصري في 2015 ضربة جوية لـ”مناطق تمركز وتدريب العناصر الارهابية” رداً على المجزرة بحق الأقباط.
وفي 17 أيلول/سبتمبر قضت محكمة مصرية بإعدام 7 أشخاص دينوا بالانتماء لتنظيم “الدولة” أو الضلوع في ذبح الأقباط المصريين في ليبيا.
ومن المرتقب أن تصدر أحكام جديدة في الخامس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني بحق 13 شخصاً آخر في القضية نفسها.