عام >عام
"رالي كاميونات" في بحمدون وفصيلة الدرك تُصفّق!
"رالي كاميونات" في بحمدون وفصيلة الدرك تُصفّق! ‎الاثنين 9 10 2017 19:07
"رالي كاميونات" في بحمدون وفصيلة الدرك تُصفّق!


 

يشهد لبنان سنوياً أرقاماً قياسية للوفيات والإصابات الناتجة من حوادث الشاحنات التي تحصل بشكل متكرر والتي يسقط ضحيتها اعداد رهيبة من الأرواح والممتلكات لأسباب منها عطل في المكابح، الحمولة الزائدة، السرعة، النعاس أو القيادة تحت تأثير الكحول.

في جبل لبنان، وتحديداً "بحمدون" التي تشهد توافداً يومياً من قبل الشاحنات القادمة من شتورا والبقاع، تعاني ضغطاً كبيراً على البنى التحتية خاصةً وأن الطريق الدولية في بحمدون متهالكة نتيجة "المشروع المعجزة" الذي زاد وضع الطريق سوءً الى أن استلمت المشروع شركة جديدة هذه السنة والعمل في أوجه منذ حوالي الثلاثة أشهر. 
ما يهمنا اليوم، خاصةً مع بدء موسم الشتاء وازدياد نسبة الخطورة على الطرقات، هو التشديد على سائقي الشاحنات تحديداً للإلتزام بالوقت المسموح لهم للسير على الطرقات، إذ برز منذ زمن عدم الالتزام من قبل السائقين في أوقات السير المحددة لشاحناتهم والمنصوص عليها وفقاً للقرار المعدل الصادر عن وزارة الداخلية والبلديات.
إذ يقضي القرار "إعتبار الوقت المسموح به لسير الشاحنات بدءً من تاريخ 27/10/2014، من الساعة 9:00 صباحاً ولغاية الساعة 17:00 ومن الساعة 19:00 حتى الساعة 6:30 صباحاً"، و"يمنع سير الشاحنات في محافظتي بيروت وجبل لبنان اعتبارا من الساعة 6.30 ولغاية الساعة 9.00 صباحا، ومن الساعة 17.00 حتى الساعة 19.00 من كل يوم".
ولكن الطبيعي في بلدٍ كلبنان، ان يكون القانون مُفصّل على قياس الأشخاص والمصالح، فالمواطنية لا شأن لها بنا، والمصلحة العامة لا تعنينا، إذ عندما مسّ الغبن مصالح سائقي الشاحنات اعتبروا أن الإساءة مسّت بحقوقهم، فانتفضوا يُطالبون "بالحقوق" ولكن أن يخرقوا القانون مخترقين حقوق غيرهم، فلا مشكلة لديهم على الإطلاق. وبالرغم من القرار الصادر لضبط ساعات سير الشاحنات، "ترى عند الساعة الثامنة والنصف، أو التاسعة إلّا ربع شاحنات تسير على الطريق الدولية من شتورا الى أن يصلوا الى منطقة رويسات نزولاً الى بحمدون، ما يسبب زحمة سير وتوتر لدى سائقي السيارات وباصات المدارس" يقول ربيع سائق باص. ويضيف "ضبتنا وقت انطلاقنا من منازلنا، على أن نكون على الخط قبل الساعة التاسعة لأننا نعلم بالقرار الذي سمح بمرور الشاحنات عند الساعة التاسعة صباحاً، ولكننا نُصدم عندما نرى الشاحنات تحاول اختصار الوقت والطريق للوصول الى رويسات او بحمدون حتى الى ما بعد مخفر الدرك وحتى هناك بعض الشاحنات التي تمر امام عناصر الدرك بدون اي محاولة لايقافهم، او يتم توقيف البعض والسماح للبعض الآخر بالمرور".

 

من جهته قال مواطن آخر "الاستهتار بحياتنا تحديداً على طريق كطريق بحمدون المليئة بالحفر والقواطع الإسمنتية بالإضافة الى النفق المُظلم، الذي ينيرونه يوم ويطفئونه عشرة، أمر غير مقبول، يُضاف اليه الرعب الذي نعانيه مع كثافة مرور الشاحنات التي لا تكتفي بأخذ خط اليمين، لكنهم يبدأون بتجاوز بعضهم (يدوبلو) بدون إعطاء أي إعتبار لحياة السائقين الآخرين ولا حتى باصات المدارس والقوى الأمنية في سبات عميق، لا أحد على الطرقات".

وبالتالي، هل من مُنقذ لحياة مواطنين يُعانون يومياً من البنى التحتية الغير صالحة بالإضافة الى الحوادث القاتلة التي تسببها الشاحنات؟ هل من مُروّض لسائقي الشاحنات اللذين يصيبهم جنون العظمة وهم وراء المقود ليظنوا أنفسهم سائقي مراكب فضائية ويبدأوا مشوار الدرفت على طرقات غير صالحة لمرور عربات خيل؟ هل نحتاج المزيد من الضحايا كي ينظر الى حالنا المسؤولين أو يشفع بنا دركي متمدد على تخته في فصيلة بحمدون ويلتزم بقرار المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التي كلّفته بمهمة مراقبة وقت سير الشاحنات "وإتخاذ كافة التدابير المناسبة لحسن تنفيذ هذا القرار"؟

 

 

المصدر : مريانا سري الدين