عام >عام
صيدا - جزين: السنيورة الى خارج الدائرة... واسود «OUT»
صيدا - جزين: السنيورة الى خارج الدائرة... واسود «OUT» ‎الاثنين 16 10 2017 10:52
صيدا - جزين: السنيورة الى خارج الدائرة... واسود «OUT»

محمود زيات

كل القوى والتيارات المؤثرة في انتخابات دائرة صيدا ـ جزين المقررة في ايار المقبل، ما تزال في دائرة درس الخيارات.. وكلها خيارات صعبة، يرسمها مشهد التعقيدات السياسية والانتخابية، في ظل اجواء متحركة من التجاذبات الانتخابية، اكان بين القوى والتيارات المؤثرة، ام داخل «البيت الواحد»، مع ما يدور في الصالونات السياسية من تغييرات جوهرية في ترشيحات التيار الوطني الحر، في خطوة اندرجت في اطار الاطاحة بالنائب زياد اسود، فيما على جبهة صيدا، فالبارز فيها يبقى الحسابات التي يجريها «تيار المستقبل» في ساحة يعتبرها معقله الاساسي، بعد الارباك الذي اصابه وهو يقارب التمثيل النيابي لعاصمة الجنوب الذي ستخرج من الانتخابات المقبلة، وفق حسابات قد تدفع به الى التخلي عن ترشيح الرئيس فؤاد السنيورة في الدائرة، تحت وطأة ما تفرضه المعركة الانتخابية التي جمعت صيدا وجزين، واستجابة لما تتطلبه طبيعة قانون انتخاب قائم على النسبية، من حسابات تختلف بالكامل عن حسابات قانون «الاكثري».
في انتخابات صيدا ـ جزين، يتكاثر اللاعبون الكبار .. اضافوا الى التجاذبات السياسية في المدينتين الجنوبيتين، زخما لا يقاس من الحساسية والحسابات المعقدة، وحسابات دقيقة ومعقدة، فهي انتخابات تجري في عاصمة الجنوب صيدا لما تشكله من ثقل سياسي لطرفين متخاصمين في السياسة والرؤية والبرنامج.. هما «تيار المستقبل» بقيادة النائب بهية الحريري والتنظيم الشعبي الناصري بقيادة النائب السابق الدكتور اسامة سعد، فيما الوجه الجزيني للانتخابات حافل بالمطبات التي تفرضها التركيبة السياسية لـ «عروس الشلال» التي فيها ما يكفي من وزن للعائلات السياسية التي من شأنها ان تسهم في رسم مسار المشهد الانتخابي  الذي يشكل «التيار الوطني الحر» احد ابرز عناصره، مع تأثير غير تقريري لـ «القوات» اللبنانية.

 شراكة «المستقبل» و«الجماعة الاسلامية».. وتحالف سعد وعازار

في دائرة صيدا ـ جزين، الكثير من الحسابات لدى القوى المؤثرة فيها، والتي ستكون مقاعدها الخمسة، ثلاثة في جزين موزعة على الموارنة مقعدان ووثالث للكاثوليك، وفي صيدا مقعدان للطائفة السنية، بما يقارب الـ 120 ألف ناخب، تتوقع اوساط متابعة ان تتجاوز نسبة الاقتراع الـ 70 ألف، وعلى الرغم من غياب اي مقعد للطائفة الشيعية، يحضر رئيس مجلس النواب نبيه بري على رأس حركة «امل» كما يحضر «حزب الله»، ضمن خارطة القوى المؤثرة انتخابيا، لتزيد من حجم المعركة ..ولتُثقِل تعقيدات المشهد الانتخابي وحساباته.
ما هي الخيارات والحسابات الانتخابية القوى والتيارات؟، تجيب اوساط متابعة للواقع السياسي والانتخابي في دائرة صيدا ـ جزين، تكاد تكون مماثلة عند سائر القوى المؤثرة .. وهي بالتأكيد محدودة،  فالانقسام السياسي الحاد الحاصل في صيدا، سيدفع بالفريقين الاكثر تأثيرا على الشارع الصيداوي بتأكيد المؤكد على استحالة اقامة اي تحالف انتخابي بين «المستقبل» والتنظيم الشعبي الناصري، وهو ما ينعش القوى ذات التأثير المحدود الى الاستفادة من وضعها كحليف شريك، وفي السياق، تبرز العلاقة السياسية والانتخابية المتينة التي ربطت بين «تيار المستقبل» والجماعة الاسلامية التي تحظى بوجود تاريخي في صيدا، وهي حليف سياسي وانتخابي ثابت للتيار، بالاستناد الى تجارب الانتخابات السابقة، النيابية والبلدية، وان كانت جرت «مقايضة» بين الطرفين، اوصلت نائب الجماعة في بيروت عماد الحوت، في مقابل دعم الجماعة لـ «تيار المستقبل» في انتخابات صيدا، مع تمثيل وازن للجماعة في بلدية صيدا.
وترجح الاوساط ان يجد «تيار المستقبل» نفسه، مضطرا للتسليم بمعركة المقعد الواحد.. بالتوجه نحو الجماعة الاسلامية التي تشكل الطرف الاكثر جهوزية للتحالف مع معه، وبمرشح الى جانبها في لائحة واحدة، من ضمن سلة واحدة للطرفين على مستوى كل لبنان، لان حاجة «المستقبل» الى «الجماعة» في صيدا، والتي فرضتها جملة من العوامل، ستُفرض عليه في ساحات اخرى، ومنها بيروت وطرابلس والضنية وعكار والبقاع الغربي،
في المقابل، فان الاشارات التي رُصِدت، دلَّت على ان الامكانية متوفرة لاقامة تحالف انتخابي بين الدكتور اسامة سعد والمرشح المستقل الاقوى في جزين ابراهيم سمير عازار، في مواجهة اللائحة التي قد تجمع «الوطني الحر» و«المستقبل»، وهذا التحالف اذا ما قام، فانه سيجد مناخا مريحا لخوض الانتخابات، بالاستفادة من الاجواء السياسية التي لا يمكن كسرها، وحضور الناخب الشيعي في قرى وبلدات جزينية، وفي مدينة صيدا، وتموضع الرئيس نبيه بري وحركة «أمل» تجاه خارطة انتخابات غاب عنها المقعد الشيعي، بات معروفا، فالرئيس بري امام تحالف الرئاستين الاولى والثالثة وتيارهما، «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقل»، في مواجهة «الصديق» ابراهيم عازار .. و«الحليف» اسامة سعد، والحسابات نفسها قد تكون عند «حزب الله».

 جزين .. بعيدا عن تحالف «ورقة معراب»  

لعل ابرز ما يطغي على المشهد التحضيري للانتخابات النيابية في جزين، ما يردده النائب زياد اسود عن «الاستهدافات» الموجهة ضده «من جهات خبيثة تسعى للنيل منه»، في حين ترتفع حظوظ تثبيت ترشيح مستشار رئيس الجمهورية جان عزيز عن احد المقعدين المارونيين في «عروس الشلال» (يشغل احدهما النائب اسود)، الامر الذي تراه اوساط جزينية متابعة، انه سيحدث ارباكا في «البيت الواحد»، وستعاد تجربة الانتخابات النيابية الفرعية التي احدثت «ميني» انشقاق داخل التيار الوطني الحر في جزين، وما يؤشر لمثل هذه الحالة، تساؤلات طرحها عزيز في اولى «اطلالته» الجزينية التي رعاها رئيس التيار الوزير جبران باسيل، حول تراجع شعبية «التيار» بنسبة مخيفة لصالح المرشج ابراهيم عازار، وهي تساؤلات ادرجها اسود ضمنيا في خانة الهمز من قناته لاستهدافه عشية التحضير للانتخابات، والاحراج الذي يواجهه اسود ..ان من يواجهه «مرشح القصر» يعني «مرشح الجنرال».
تعقيدات «البيت الداخلي» للتيار الوطني الحر، تقول الاوساط، لم يطمس عقدة قيام تحالف انتخابي بين حليفي «ورقة معراب»، القوات اللبنانية ـ التيار الوطني الحر الذي طمأنته الانتخابات النيابية والبلدية التي جرت في جزين، ونتائجها لن تدفعه الى التنازل عن مقعد نيابي كاثوليكي لـ «القوات»، التي بكَّرت في اعلان اول ترشيح لها في احتفالية اقامها الدكتور سمير جعجع في معراب، هو المهندس جرجي عجاج الحداد،.. كرسالة الى «التيار» لحجز ترشيح المقعد الكاثوليكي، كي تتجنب اي عزلة انتخابية، فيما لو قام تحالف بين «الوطني الحر» و«المستقبل».. لان البحث عن طرف صيداوي قوي يمكن ان يكون حليفا لـ «القوات»، سيكون متعذرا، علما ان «القوات» تدرك معاني وحجم «الحلم» الذي يراود رئيسها الدكتور سمير جعجع، بتمثيل نيابي في الجنوب من البوابة الجزينية، فللمسألة حسابات كبرى لدى التيار الوطني الحر و«حزب الله» على السواء.
لن يتوقع احد من الاطراف في صيدا وجزين، تلفت الاوساط، نتيجة مماثلة لنتيجة انتخابات قانون الاكثري، سيما وان لكل طرف معركته في عدد الاصوات، ما يجزمه القارئون الجيدون في حسابات الانتخابات وموازين القوى فيها، ان التيار الوطني الحر سيخسر ما من مقاعد جزين الثلاثة،  كذلك الحال بالنسبة لـ «تيار المستقبل» الذي سيخسر مقعدا من مقعديه الاثنين في صيدا.

 

المصدر : الديار