لبنانيات >أخبار لبنانية
ليس دفاعاً عن سعد الحريري
الثلاثاء 24 10 2017 10:41محمد نديم الملاح
لقد أثبتت المرحلة التي اجتازها لبنان أنّ لغة الحوار والإنفتاح والإعتدال هي اللغة المنتصرة، وهي اللغة التي يجب علينا اعتمادها، وأي لغة أخرى هي لغة تبقى من أجل الإستغلال لأهداف شخصية وآنية وسياسية لاتخدم المجتمع العام!
من هنا أطرح سؤالاً: هل السُنّة وحدهم هم المحبطون؟ أم كل الشرائح التي تعاني الظروف الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والأمنية؟
الإحباط هو مسؤولية الدولة بكافة مؤسساتها.
لقد عانى لبنان وعانت الطائفة السنية كما باقي الطوائف من حالات التهميش والمحاصصة وعدم وصول أصحاب الكفاءة إلى مراكزهم.
هل يتحمّل الرئيس سعد الحريري العائد إلى الحكومة بروح الإنفتاح والتعاون مع الجميع ما يحصل على الساحة أم ما حصل عندما تم إستبعاده؟
لقد عانت الطائفة السنية منذ زمن حالات من القهر ومصادرة قرارها من أجل السعي إلى مراكز واهمة.
لم يطلب سعد الحريري ولا آل الحريري الوصول إلى رئاسة الحكومة عبر تهميش أو إلغاء أي طرف عن الساحة، لا بل هم من ألغوا أنفسهم وهم من همشوا حالتهم السياسة عبر مواقف لا تخدم مصلحة الطائفة السنية العليا.
نحن نرى أن هناك مشكلة بنياوية لديهم في استنهاض الحالة الطائفية والمذهبية داخل تيار المستقبل لأنهم أرادوه تيارا عابرا للطوائف والمذاهب مع التأكيد على حالته الشعبية الكبيرة التي يمثلها وإن كانت من الطائفة السنية، فالمطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى من الرئيس سعد الحريري الاستمرار بنهج الإنفتاح والإعتدال وبناء مؤسسات الدولة رغم العواصف والحرائق التي تحيط بنا.
يبقى مشروعنا هو الدولة ومؤسّساتها الشرعية وأي مشروع آخر فهو لايخدم المصلحة الوطنية العليا.
نحن نحرص على وحدة الطائفة والمصالحة والمصارحة مع الذات، ونحرص أيضا على الإنفتاح على الطوائف الأخرى ونحرص كل الحرص على الإستنهاض الوطني لأبناء طائفتنا لأنه أسقط علينا طروحات وتجارب أدت ما أدت إليه من إضعاف لمشروع الطائفة الوطني الشامل .
وهذا إنْ دلَّ على شيء إنّما يدل على رفض السُنّة لمبدأ الفدرلة ومبدأ الحكم الذاتي، وهذا ليس ضعفا أو خوفا أو مسايرة لأحد بل إيمانا منّا بأن مشروع الدولة وبناء مؤسّساتها الشرعية هو الكفيل الوحيد لإستنهاض كل الشرفاء من كل الطوائف على الساحة الداخلية الذين يرفضون أن يبقى لبنان ساحة صراع وفرض القوة الميليشياوية على مشروع قيام الدولة العادلة والقادرة على حماية أبنائها من هنا يشعر البعض بتهميش وإحباط.
هذه من حالات اللادولة التي نعيشها وهي مسؤولية الجميع وعلى الجميع تحمل مسؤوليتهم وليس سعد الحريري بمفرده، أما إذا كان المطلوب اليوم الإكثار من شعارات الإحباط والإحباط السني من أجل فرز ميليشيات وأحزاب جديدة على الساحة اللبنانية بحجة أنّ هناك استهدفاً لنا نقولها بكل صراحة ووضوح، نحن المؤتمنون على مشروع لبنان الكبير، ونحن الذين ضحينا من أجل بناء دولة بمؤسساتها الشرعية ،لن نسمح من الآن وصاعدا لأي لغة سوى لغة الإعتدال والوطنية، ومسؤوليتنا الحفاظ على أبناء طائفتنا، كما الحفاظ على كل أبناء الطوائف الأخرى.
من هنا مسيرة الشهيد رفيق الحريري هي من مسؤولية.
سعد الحريري رئيس لنهج الإعتدال ولنهج الإنفتاح ولنهج خيار الدولة والحفاظ على لبنان بجناحيه المسلم والمسيحي وإبعاده عن كل الحرائق والمخاطر التي تحيط بنا.
من هنا، سنبقى نحرص على الإستماع والإصغاء لكل المطالب والعمل سوياً من أجل مساعدة الناس، كل الناس! وحق الناس في التعليم، والطبابة، والكهرباء والماء، والإقتصاد المزدهر، والحياة الحرّة والكريمة، والوطن الآمن، والمؤسّسات الشرعية، والوطن الذي تحكمه سلطة العدالة والقانون، ورفض مشروع تغيّر الوجه العربي الناصع بجمال محمد وعيسى ليصبح وجهاً حزيناً يلفّه سواد حالك وقاتم.
ليس دفاعاً عن سعد الحريري.